الجمعة، ٢٠ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

أنعيك يا بُنَيَّ

لو وقع ذلك وأنت في عصر عز الإسلام والمسلمين لتحركت الجيوش، ولرفعت راية الانتقام

أنعيك يا بُنَيَّ
علي حاتم
الأربعاء ١٦ سبتمبر ٢٠١٥ - ١٢:٥٩ م
1555

أنعيك يا بُنَيَّ

كتبه/ علي حاتم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

أيها الكردي الصغير، ابنَ الثلاث سنوات الذي ألقته أمواج البحر على أحد شواطئه، ووُجد منكفئًا على وجهه، أنعيك بعينين تدمعان وبقلب ينفطر، فأنت عنوان على الظلم الذي أصبح يغلف العلم بأسره ولم ينجُ منه إلا مَن رحم الله، أنت عنوان على فساد الإنسانية بأسرها وغرقها في مستنقعات القسوة والظلم والطمع والعدوان والبغي.

ما الذي فعلتَه بالظالمين مِن حولك حتى يفعلوا بك ذلك؟ وياللحسرة، فعلوه باسم الإسلام، وحسبوا أنهم يحسنون صنعًا، شيعة كانوا أم دواعش؛ فالكل هدفه واحد، هو القضاء على أهل السنة والجماعة، وكلما ذبحوا أحدًا احتفلوا بدمائه وكأنها طريقهم إلى الجنة، وسط صمت مريب مِن كل دول العالم ومِن بينهم دول المسلمين، لو كان في العالم الإسلامي بقية من نخوة تجري مع الدماء في العروق لتحركت الجيوش على الفور وتوحدت لسحق هؤلاء القتلة المجرمين الظالمين المبتدعين.

عزاؤنا فيك يا بُنيَّ أنك فارقت هذا العالم الظالم القاسي المنحرف وهربتَ منه إلى الأبد لتجد نفسك بين يدي الرءوف الرحيم.

عزاؤنا فيك يا بُنيَّ أننا لا ننتظر مِن الشيعة الخبثاء المجرمين الظالمين إلا ذلك، بل أكثر من ذلك، كما أننا -يا بُني- على بيِّنة مِن أفعال الدواعش القتلة قساة القلوب شرار الخلق، فإذا لم يفعلوا ذلك فمَن إذن يفعله؟!

عزاؤنا فيك يا بُنيَّ أن الفريقين ممن قال فيهم المعصوم صلى الله عليه وسلم: «تفترق أمتي على ثلاث وسبعين شعبة، اثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة. قالوا: وما هي يا رسول الله؟ قال: الذي يسيرون على كتاب الله وسنتي».

عزاؤنا فيك يا صغيري أنك عنوان على ضعف المسلمين اليوم، على ما آل إليه حالهم، ولو وقع ذلك وأنت في عصر عز الإسلام والمسلمين لتحركت الجيوش، ولرفعت راية الانتقام، ولما هدأ خليفة المسلمين حتى يأخذ لك حقك.

يا صغيري؛ أعلم أنك استرحت مِن همِّ الدنيا وشرورها، وأصبحت تتقلب -بإذن الله- في أنهار الجنة، لكنك -واللهِ- أتعبتنا وأرهقتنا وتركتنا في حالٍ لا تفارقنا فيه صورتك، ولا تهدأ  فيه مشاعرنا.

لله الأمر مِن قبل ومِن بعد يا بُنيَّ.

وسيأتي اليوم لا محالة بإذن الله الذي يدفع فيه الشيعة الأوغاد والدواعش كلاب النار الثمن غاليًا، ولله الأمر مِن قبل ومِن بعد، وهو حسبنا ونعم الوكيل.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة