الجمعة، ٢٠ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

فاعليات شحن الطاقة وإستعراض القوة

فاعليات شحن الطاقة وإستعراض القوة
أحمد الشحات
الخميس ٠٣ ديسمبر ٢٠١٥ - ١٢:٤٨ م
882

فاعليات شحن الطاقة وإستعراض القوة[1]

كتبه/ أحمد الشحات

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد :-

إنطلقت أمس الفاعلية التي دعت إليها جماعة الإخوان وحضرها عدد من القوي الإسلامية تحت عنوان " لا للعنف " وانتهي اليوم وسط أجواء عارمة من الفرحة بكثرة الحشود وبسلمية الوقفة ومرورها بسلام  والحمد لله.

 ونحن نفرح أيضا لذلك ولكن نري من باب النصيحة أن ننبهه الي بعض الأثار السلبية الخطيرة التي تلت هذه الوقفة وليسامحنا في ذلك كل من خرج وشارك في الوقفة ورأي فيها ومن خلالها بشائر النصر وأمارات الفوز:-

1 – لا شك أن أفراد جماعة الإخوان يعانون في هذه الأيام معاناة شديدة من إنقلاب الناس عليهم والنقد اللاذع الذي يلاحقهم في كل مكان من عوام الناس وبسطاءهم قبل مثقفيهم وحكمائهم  بالدرجة التي تبعث علي اليأس وفقدان الثقة؛ والجماعة ممثلة في قياداتها ترصد ذلك جيدا وتعرف خطورته وشدة تأثيره علي أتباعها فكان أن أطلقت عددا من الفاعليات التي إعتادت عليها  منذ أيام النظام السابق كطريقة لتحفيز الأتباع وشحذ قواهم وكان أول هذه الفاعليات تجمع الإستاد لـ "نصرة سوريا" ؟!

سوريا التي خذلتها الجماعة وخذلها رئيسها وتحالفوا مع من يعطي السلاح لبشار ليقتل  به الأبرياء العزل من أهل السنة ، وبعد كل هذا الجفاء يتذكر مرسي وجماعته أن هناك مذابح ومجازر في سوريا تستحق منا النصرة والمساعدة فخرجت بشكل ممجوج وسيء لاحظه القاصي والداني.

2 – في ضوء ما سبق فقد قررت الجماعة أن تقيم فاعلية أخري تؤدي نفس الدور السابق وأصدرت تعليماتها المشددة لأعضائها بعدم السماح بالتخلف لأي سبب كان وحشدوا أتباعهم من جميع أنحاء الجمهورية وظهرت الجموع الغفيرة وتكتلت الأعداد وتحقق الهدف وإنطبعت الرسالة في عقل وقلب كل مشارك في الفاعلية " لا يخيفنك هول ما تري فنحن أكثر عددا وأقوي عدة ".

3 – فإذا كان من حق الجماعة أن تعالج خللا ما رأته في أتباعها وقررت أن تتبني وسيلة ما للتصدي لهذا الخلل فلماذا هذه الحملة الشعواء علي من رفض أن يشاركك في أمر يري أن هدفه  داخليا في المقام الأول ولن تستفد منه الأمة شيئا وقد تفرس في أهدافك وعرف مقصودك وتأكد من أنك لا تريد منه سوي أن تكون أداة للحشد والتجميع لكي تخدم هدفا خاصا من أهدافه التنظيمية فأي أنانية أكثر من ذلك؟!!

4- هل نصحت الجماعة لأبنائها عندما قامت بهذه الفاعلية؟

أقول بكل أسف لقد أضرت الجماعة بأبنائها أيما ضرر وخدعتهم أيما خداع ولم تعالج ما بداخلهم معالجة أمينة وصادقة لأن هذا الحشد الهائل التي خدرت به الجماعة أبناءها  سينتهي في أخر اليوم وسيعود كل واحد منهم الي (منزله – مقر عمله – جيرانه – متجره ....... ) وسيجد الحلبة الأساسية للصراع وهي الشبهات التي يتحاكي بها الناس وأوجه النقد التي لا يجدون لها جوابا وحالة الجفاء والعداء التي تنمو بين الإسلاميين وبين عموم الناس يوما بعد يوم كل هذا لم تقدم المليونية له حلا اللهم إلا التعامل ببرود وتعالي مع هؤلاء (الكفار أو المنافقين أو العلمانين أو أعضاء "تبرز" أو الخونة والعملاء أو المغرر بهم وهم أوفر الناس حظا) هكذا أوهموه وهكذا أسمعوه والمسكين يردد ما سمعه بلا وعي ولا فهم فتزداد الأزمة أكثر وتتعقد العلاقه بشكل سيء.

5 – مارس أغلب المتحدثون في الوقفة خداعا شديدا ومتاجرة بالدين لأقصي درجة فرأينا منهم إستدعاء أيات الجهاد والحديث عن الغزوات وأيات القتال وأحاديث النصر علي الأعداء فماذا ينتظر بعد ذلك من الشباب الذين يسمعون ذلك ؟ وفي مصلحة من هذه التعبئة والحشد العاطفي وتجييش العواطف الي هذا الحد؟ وماذا سيكون أثر ذلك علي عموم الشعب الذي سيجد نفسه مضطرا للوقوف في الجانب الأخر من المشهد طالما انحاز هؤلاء في ناحية وحكموا علي من ليس معهم فهو عليهم فبأي عقل يفكر هؤلاء ؟ ومن المستفيد الأن من إستعداء الجيش ومعايرتة بالنكسه وغيرها أين السياسة التي يتشدق بها هؤلاء بل أين الكياسة التي يتعلمها رجل السياسة قبل ان يعتلي المنصات ويخاطب الجماهير؟

6 – أخطر تبعات الوقفه تتمثل في حالة العجب والإنتفاش التي سيصاب بها الإخوان بعد هذه الجرعة الزائده من الشحن المتواصل والتعبئة المتتالية والتي ستنعكس علي هيئة سلوكيات مغرورة وتصرفات متعالية ستزيد من حاله الإحتقان والتربص بين أبناء الوطن والمتابع لقناه 25 سيرصد هذه الحالة جيدا.

7 – حملت الوقفه شعار "لا للعنف " ثم جاءت الكلمات بعد ذلك نارية وساخنة تتوعد بالقتل والسحق والغزو وكل عبارات التهديد والتخويف ومره أخري أكرر لو كان التخويف مرادا لإرعاب شريحة من الخصوم فهناك شعب بأكمله ينزل عليه هذا الكلام مثل الصاعقة ويترسخ لديه ما يثار عن التيار الإسلامي من تهم العنف والإرهاب والإعتداء.

8 – تستغل جماعة الإخوان الجماعة الإسلامية كفزاعة تخوف بها الخصوم بما للجماعة من تاريخ دموي قديم من المفترض أنها تبرأت منه وأنكرته ولكنهم يعودون الأن تحت تأثير الحماسة والسخونة لنفس اللغة ونفس أسلوب الخطاب مع أنهم بذلك يخسرون أنفسهم ويحرقون ما تبقي لديهم من أوراق كان من الممكن أن تحافظ علي وجودهم وبقاءهم فتره من الزمن.

9 – بعد إنطلاق أولي فاعليات السباق المحموم نحو الحشد ونحو إستعراض العضلات والتهديد بإستخدام القوة ماذا ننتظر من الجانب الأخر إلا حشدا مضادا وتهديدا مضادا ، وهل يمكن لنا كطرف وسيط يبحث في حل للأزمة أن يطالب الطرف الأخر بإلتزام الصمت وضبط النفس تجاه لغة الخطاب التي سمعناها أمس من قيادات وكوادر من المفترض أنها تعي ما تقول.

10 – الحقيقة المؤكدة التي ظهرت من خلال هذه الفاعلية هي القدرة العجيبة التي يمتلكها الإخوان علي التلون وإرتداء الأقنعة وتغيير لغة الخطاب من أقصي اليمين إلي أقصي اليسار ومن قمة المداهنة والتنازل إلي أقصي درجات العنف والشدة وهذه نتيجة طبيعية لما تقرر لديهم من أن الغاية تبرر الوسيلة.

نسأل الله أن يجنب بلادنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.

تم نسخه بتاريخ 22/6/2013

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com



[1] تعليقاً على مؤتمر نصرة سوريا الذى أقامته جماعة الإخوان فى الاستاد وألقى فيه د. مرسى كلمة.

تصنيفات المادة