الخميس، ١٠ شوال ١٤٤٥ هـ ، ١٨ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

الضربات الإستباقية

الضربات الإستباقية
أحمد الشحات
الخميس ٠٣ ديسمبر ٢٠١٥ - ١٢:٤٨ م
791

الضربات الإستباقية

كتبه/ أحمد الشحات

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد :-

في عالم السياسة بوجه عام يتم إستعارة عدداً لا بأس به من المفاهيم والمصطلحات العسكرية المنشأ والتطبيق؛ بل ربما يتم إستعارة بعض طرق الدفاع وأساليب المواجهة وخطط النصر والهزيمة وغيرها ، وهذا يتم تحت وطأة عدد من الأسباب أبرزها أن السياسة في احدي صورها التطبيقية تعتبر حرب ضد الخصوم ومعركة مع المنافسين في سبيل الحصول علي المكاسب أو التحجيم من الخسائر ، وهنا أحد أهم الفوارق الجوهرية بين السياسة الشرعية والسياسة النفعية ، لأن الحرب خدعة ويستباح فيها أشياء قد لا تكون مباحة في غيرها من الحالات والظروف فإذا دخلنا الي ميدان السياسة واستحضرنا حالة الحرب والصراع واستدعينا كل ما يسعفنا من وسائل للنجاح في هذه الحرب تماما كما يفعل العسكريون فتأكدوا حينها أننا بعيدين كل البعد عن السياسة الشرعية بل عن الأخلاق والضوابط الإسلامية.

إحدي هذه المباديء العسكرية والمستخدمة سياسيا كسلوك ووسيله هي الضربات الإستباقية والتي تعني " الإسراع في الدفاع عن النفس ضد خطر محتمل، أو للحصول على ميزة جوهرية في صراع على وشك الحدوث أو لا يمكن تجنبه مع خصم آخر بغض النظر عن وجود مبررات عادلة لفعل ذلك أم لا لأن التعامل وقتها يكون وفق منطق (اتغذي بيه قبل ما يتعشي بيا)".

قد يكون من الذكاء أو الفطنة أن يظل الانسان متيقظا وحذرا ومنتبها لتحركات الخصوم من حوله لكن ماذا لو إسُتخدم هذا الإسلوب للدفاع عن الباطل؟! مثلما يطلق أعداء الدين الشبهات حول الإسلام لعلمهم أن المسلمون سيشككون في صحة دينهم وسلامة معتقدهم فيقومون بتوجيه ضربات إستباقية تشغلنا بالرد عليهم ثم تفوت علينا فرصة الهجوم في الوقت المناسب وبالقوة المطلوبة.

هذا بالفعل يا إخواني ما حدث مع إتهام الدعوه السلفية بالتعامل مع ساويرس وتلقيها الدعم منه؛ ورغم عدم منطقيتة الشبهة وشدة غرابتها إلا أن الخصم يعتمد علي أن " العيار اللي ما يصيبش يدوش" ومما يؤسفني في هذا المقام أن أري بعض الإعلاميين المحترمين قد تورط في هذه المؤامرة دون أن ينتبه اليها أو يحاول أن يربأ بنفسه عنها ، لأن مجرد توجيه سؤال في هذا الصدد يعد إتهاما خصوصا مع عدم وجود  شواهد ولا أدلة ؛ وإلا هل يصح شرعا وخلقا أن تسأل أحد الناس فتقول له هل زوجتك سيئة السمعة مثلا؟ ثم عندما يغضب تقول إنما أردنا سؤالك لكي ترد عنك الإتهام ؟! وهل كل ما يردده المرجفون والأفاكون سيصيرعندنا موضع حديث وموضوع حوار؟

المهم أننا وبعد وقت قصير جدا قد انكشف لنا السر وهو أن من قام بالضربة الإستباقية علي الدعوة السلفية بخصوص تمويلات ساويرس هو من قام  بتسوية سرقاته مع الدوله ومنحه لقب الشريف واستقباله استقبال الفاتحين وبالتالي كان هذا الهجوم لتغطية ما ستسفر عنه الأيام بعد قليل وقد أسفرت بالفعل.

فهل يكف هؤلاء الأفاكون شرورهم عنا؟! وهل هناك أمل أن يعودوا الي تعاليم الدين في الأخلاق والمعاملات وتعلم أدب الخلاف وتطبيقه عند النزاع؟! وهل ما يفعلونه من إتهام النوايا وتشويه السمعة وتلويث الأعراض يعد شقا للصف أم ماذا؟! وهل يعي بعض الإعلاميون حقيقة ما ينسج حولهم من مؤمرات لتوريطهم في خصومات وعداوات مستغلين غيرتهم علي الدين وحبهم للوطن؟!

هذا ما نرجو ونأمل والله حسبنا ونعم الوكيل.

تم نسخه بتاريخ 6/5/2013

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

تصنيفات المادة