الجمعة، ٢٠ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

هل هذا من قبيل المصادفة أم هي السلالة الإخوانية؟!

هل هذا من قبيل المصادفة أم هي السلالة الإخوانية؟!
أحمد الشحات
السبت ٠٥ ديسمبر ٢٠١٥ - ١٣:٢٨ م
1286

هل هذا من قبيل المصادفة أم هي السلالة الإخوانية؟!

كتبه/ أحمد الشحات

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد :-

عندما عين الدكتور مرسي الفريق عبدالفتاح السيسي وزيرا للدفاع انطلقت البشارات الإخوانية في كل مكان تتحدث عن السيسي علي أنه خلية إخوانية نائمة داخل الجيش المصري وأن الرجل إخواني عريق في إخوانيته، ولم يتوقف الأمر عند حد الكلام المرسل الذي تمتلأ به الصفحات الإلكترونية والشبكات المعلوماتية بل مدحه مرسي نفسه عدة مرات بطريقة مبالغ فيها ولم تحدث من قبل ، ومدحه الشاطرأيضا وشهد له بالصلاح والالتزام.

ثم دار الزمان كهيئته ووقع الخلاف بينهما كما هو معلوم – وبغض النظر عن تفاصيل هذا الخلاف ومن كان محقا ومن كان مخطئا – إلا أنه فور حدوث ذلك انطلقت نفس الألسن ونفس الأقلام تنهش في لحم الرجل وتتهمه بكل ما لا يخطر علي بال أحد وكان من ذلك التهمة التي تتعلق تحديدا بديانة والدته  وقامت وكالات أنباءهم وصفحاتهم الإخبارية بنقل هذا الخبر:

" أم السيسي – مليكة تيتاني  - هي يهودية مغربية هاجرت الى مصر بتكليف من الموساد1953وتنازلت عن جنسيتها وديانتها اليهودية ليستطيع السيسي دخول الجيش وبالفعل نجح سنة 1977 واستطاع السيسي عن طريق وساطات عملاء اسرائيل في مصر الترقي في المناصب القيادية في الجيش لدرجة انه اصبح قائد المنطقة الشمالية وعمره لم يتجاوز40سنة وجعله مبارك عينه على الجيش وقائدا للمخابرات الحربية وقد نجحت خطة الموساد عندما وصل عميلها  لمنصب وزير الدفاع واطاح بمرسي "

وفي نفس السياق يؤكد مجدي أحمد حسين عضو التحالف الديمقراطي لدعم الشرعية معلومة أخري جديدة فيقول " أما أبو السيسي فله قصة أخرى ، فجذور هذه العائلة تنحدر من بلاد السيس وهى إحدى الممالك الصغرى في أرمينيا المسيحية وأنهم استوطنوا في المنوفية ( السيسي من المنوفية ). "

ثم يمضي قائلا " ولكن قد يقول السيسي : إن مليكة ليست أمه . أو مليكة أمه ولكن ليست يهودية وأورى صباغ ليس خالها . أو مليكة أمه ويهودية ولكن أورى صباغ ليس خالها. وعلى السيسي أن يقدم لنا شهادات ميلاده وشهادات ولادة أمه وأسماء أخوات أمه ودياناتهم. "

هكذا وبكل أريحية نكتشف اليوم أن السيسي جاء إلينا من بلاد السيس ؟! وأن أبوه نصراني من الأرمن وأمه يهودية من المغرب رغم أنه منذ عدة أشهر كان قريب الحاج عباس السيسي القيادي الإخواني الشهير، وفي الواقع فإن الكذب الأول لا يقل جرما عن الادعاء الثاني ولكننا أمام آلة متقنة ومحترفة لإخراج الكذب وتوظيفه في الطريق التي تريده.

هذا واقع كل منا شاهده ورآه بعينه ولكن ما هو شعورك عندما تعرف أن القصة بحذافيرها تمت من قبل مع عبدالناصر عقب الخلاف الذي وقع بينهم أيضا.

كان عبدالناصر أحد أفراد النظام الخاص في جماعة الإخوان وقد أقسم أمام المرشد علي المصحف والمسدس وقد كانت جماعة الإخوان تعتبر ثورة يوليو من إحدى صنائعها لأنها كانت ترعي تنظيم الضباط الأحرار من خلال عبدالناصر ولكن ماذا حدث بعدما دقت طبول الحرب بينهما:

يقول  حسن التهامي عن عبدالناصر " أن هذه السيدة اليهودية التي تدعى مدام / " يعقوب فرج شموئيل "  قريبة والدته .. فإذا كانت قريبة والدته يهودية فتكون والدته كذلك ، ثم لماذا اختار أبوه سيدة يهودية لرعايته قريبة كانت أو بعيدة ؟ ولماذا حارة اليهود شبه المغلقة على اليهود وقتها ؟ وهل ضاقت القاهرة كلها إلا من حارة اليهود ؟ .. وقد استمر عبد الناصر في حارة اليهود حتى رتبة الملازم أول وعمره 24 عاماً .."

ويقول صاحب كتاب النشاط الماسوني من عهد محمد على حتى جمال عبد الناصر:" وفي حارة اليهود بالقاهرة في زقاق " خميس العدس " وبالتحديد في منزل اليهودي " شموئيل " القرائي عاش الطالب " جمال عبد الناصر " عندما كان صبيا في حوالي الثالثة عشرة من عمره عام 1933 ولمدة خمس سنوات ، عاش مع اليهود القرائين من أمثال مسعودة ، وعبد الواحد وفرج وليشع ، ويوسف درويش أحد مؤسسي الحزب الشيوعي في مصر .. وغيرهم كثيرين . "

وفي النهاية  يقوم الأستاذ وجدى غنيم - عبر حسابه الشخصي في تويتر – بالجمع بين الخبرين وتلخيص القصة فيقول "  أن عبد الناصر مسلم فقط بالاسم وكانت أمه من يهود اليمن وتوفيت في سن صغير وربته صديقة أمه اليهودية بالقاهرة وكان ملحدا لا يؤمن باليوم الآخر" ولم ينجو عدلي منصور الرئيس المؤقت لمصر من محاولات تشويهه أيضا فيقول " الرئيس المصري الطرطور هو اختيار البرادعي ومسلم بالاسم فقط ومن الطائفة السبتية اليهودية حاول التقرب من المسيحية ورفض بابا الأقباط تعميده" .

أخيراً يبدو أن هناك قاعدة ثابتة لدي جماعة الإخوان لا يمكن التخلي عنها ولا مجال لتفاديها وهي :

(أن كل من يختلف مع الجماعة فهو خائن وعميل ومنافق ، ويمكن أن تصبح أمه يهودية في غمضة عين)

 

تم نسخه بتاريخ 9/2/2014

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

تصنيفات المادة