الجمعة، ١١ شوال ١٤٤٥ هـ ، ١٩ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

شرعية الرئيس

شرعية الرئيس
أحمد الشحات
السبت ٠٥ ديسمبر ٢٠١٥ - ١٣:٢٨ م
819

شرعية الرئيس

كتبه/ أحمد الشحات

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد :-

لايمكن لأحد محب لبلده ومخلص لأمته أن يضحي بالوطن فى سبيل الحصول على مصالح شخصية أومنافع حزبية !!

لأنه ببساطة اذا فعل ذلك فليس ثم غنيمة يمكن له ان ينتفع بها لأن ما سيتبقي من الوطن وقتها ما هو الا "كومة قش" لايستطيع أحد أن يفعل بها شيئآ0ولايقدم على هذا السلوك الا الخونة والعملاء0

لذا فنحن نؤكد مرارآ وتكرارآ وفى كل مناسبة وعند كل حديث أننا مع استمرار الرئيس فى منصبه الى ان تنتهى مدته الدستورية وأن من أتى بالصندوق فلا يمكن ان يرحل بخلافه0

ونعلن أيضآ أننا وفي أوج اعتراضنا على بعض السياسات الحالية للرئيس وانتقادنا له الا أننا لا يمكن ان "يفلت عيارنا " فنطالب الرئيس بالتنحى او ندعو لانتخابات رئاسية مبكرة لأننا بذلك نسن سنة سيئة اذا قدر لها ان تكون فلن يستقر لهذا الوطن قرار بعد ذلك اللهم الا بقوة عسكرية ضاربة تسكت الجميع وتعيد اجواء القمع والارهاب مرة أخرى0

هذا هو ملخص موقف الدعوة السلفية من قضية شرعية الرئيس الحالي المنتخب ولكننا نريد أن نهمس في اذان مؤسسة الرئاسة بعدد من الملاحظات من منطلق الشعور بالمسئولية الوطنية واعمالا لواجب النصيحة في هذا الوقت الحرج من تاريخ مصر.

اولا : بالنسبه لرجل الشارع العادي :-

هل تشعر الرئاسة بقدر السخط والغضب من بسطاء الناس وعموم المواطنين الذين أحبوا الدكتور مرسي ورشحوه في الانتخابات وفرحوا واستبشروا خيرا بفوزه وانتصاره ثم ما لبثوا أن أصيبوا بخيبة أمل كبيرة مما يحدث حولهم خصوصا اذا استحضرنا أن القوة الحقيقية الوحيدة التي يعول عليها التيار الاسلامي عموما هي امتلاكه للشارع وحسن ظن الناس به وهذا بالطبع لم يتكون في غمضه عين بل جاء نتيجه جهود جبارة بذلت عبر سنوات طويلة من العمل الدعوي والخدمي وفي أشد الفترات صعوبة وقسوة.

 فهل تعي الرئاسة خطورة أن نفقد رجل الشارع أو أن يتحول حب الشعب للاسلاميين الي ثورة وغضب علي الاسلاميين وعلي ما يحملونه من مشروع حضاري؟!

ثانيا : بالنسبه للحكومة الحالية :-

فشلت الحكومة الحالية في تحقيق أدني درجات النجاح بل لم يري الناس أي مؤشرات جادة نحو تحقيق امالهم التي كان حلمهم أن تلبيها لهم هذه الحكومة والعجيب أن الرئاسة تتعنت بشدة في مسألة تغيير الحكومة وترفض كل المبادرات والاقتراحات بهذا الشأن مما يذكرنا بعناد المخلوع وتجاهله للأصوات العاقله التي كانت تخشي من احتراق الوطن بمن فيه وغالب الظن أنه لو استجاب لهذه النصائح في وقتها لما قامت الثورة من الأساس ولكن كان العناد والغرور هو ديدن نظام مبارك في التعامل مع القوي السياسية الأخري فهل سيعيد لنا الدكتور مرسي هذه الاجواء مرة أخري ؟!

ثالثا : بالنسبه للأحزاب السياسية :-

هل تقدر الرئاسة خطورة الوضع على الارض وقدر الغليان الموجود فى أروقة الاحزاب السياسية من جراء التهميش والاقصاء المتعمد من الرئاسة وعدم التزامها الحيادية في تعاملاتها مع جميع الاحزاب بل قد تسببت مواقف الرئاسة المضطربة في احراج كبير للأحزاب السياسية – وخصوصا الاسلامي منها - أمام محبيها وأتباعها لأنها هي التي أخذت علي عاتقها الترويج للدكتور مرسي وقت الانتخابات ووجهت الناس لتأييده.

اخشى ما أخشاه ان تركن الرئاسة الى شرعيتها هذه وتصم آذانها وتعمى اعينها عن مالا تحب رؤيته او سماعه مما يؤدى بها الى الانفصال الحسى والمعنوى عن الشعب وعن الامة فتمتلأ النفوس بالسخط عليها فتنفجر في وجهها وهنا تسقط الشرعية0ولن يجدى وقتها امام هدير الشعب الهائج صندوق ولا دستور فالشعب اذا اعلن عصيانه واظهر رفضه سقط النظام من ساعته  بل ربما حوكم قادته ومسئوليه كما حدث قبل ذلك.

وأخشي ما أخشاه أيضا أن تعتمد الرئاسة علي تقارير مزيفه لا تعبر تعبيرا حقيقيا عما يدور في الواقع لأن الملاحظ أن هناك شريحة من المواطنين ربما تكون منتفعة أو علي الاقل مبتهجة بوصول من يمثلها الي سدة الحكم وبالتالي يكون حرصها علي تبرير الاخطاء وانتحال الاعذار هو شاغلها الأول وتتناسي في خضم هذه المهمة أن هناك بالفعل ما يستوجب أن نتصدي له بكل حزم حتي لا نخون ضمائرنا أو نخدع من وثق بنا يوما من الايام.

الامر اذن جد خطير وينبغى على الرئاسة ان تعلم ان هناك حالات كثيرة يذكرها الساسة فى كتبهم ويدرسها الطلاب فى مقرراتهم والاهم من ذلك انها تجارب حية وموجودة لعدد من الدول التى جاءت حكوماتها بطرق شرعية ولكنها تستقيل او تُقال نظرآ لوجود ضغوط شعبية عليها وعدم اقتناع الناس بأدائها واذا تعنتت او امتنعت فليس هناك من سبيل الا المواجهة والتصادم0 وهذا مالا نتمناه والله المستعان.

تم نسخه بتاريخ 4/4/2013

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة