الجمعة، ٢٠ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

فوائد الرجاء

يقوي المحبة ويعين على الشكر ويثمر الرضا عن الله

فوائد الرجاء
إبراهيم بركات
الأربعاء ٢٣ ديسمبر ٢٠١٥ - ١٢:٠٧ م
3514

فوائد الرجاء

كتبه/ إبراهيم بركات

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

يقول الله عز وجل: (أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذورًا). فعادة المؤمن أنه يسير إلى الله عز وجل برجاء والخوف والمحبة:

1 - الرجــاء:

الحديث القدسي: قال رسول الله: "يقول الله عز وجل: يابن آدم؛ إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي".

الرجاء في بدايته ونهايته:

الرجاء: أوله رجاء يبعث العامل على الاجتهاد وتولد التلذذ بالخدمة وطاعة الله عز وجل ويوقظ الطباع للسماحة لترك المناهي، لذلك فالرجاء يكون مع العمل والطاعة، ويقول الله عز وجل: (إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمة الله والله غفور رحيم). (البقرة: 218).

فالرجاء يبعث علو الهمة والنشاط في الطاعة ومراضي الله عز وجل ومِن ثَمَّ يبذل الراجي جهده ويستفرغ وسعه لما يرجوه من ثواب ربه عز وجل؛ فإن من عرف قدر مطلوبه هان عليه مايبذل فيه، ومن لمح فجر الأجر هان عليه ظلام التكليف.

والرجاء له فوائد:

1- يبرد حرارة الخوف.

2- إظهار العبودية والفاقة.

3- إتيان ما يحبه الله من سؤاله ورجائه وفي الحديث: "مَن لم يسأل الله يغضب عليه". (حديث حسن أخرجه أحمد والبخاري في الأدب المفرد وله شاهد عند الترمذي والحاكم).

4- حاد يحد بالعبد في سيره إلى الله ويطيب له المسير ويحثه عليه ويبعثه على ملازمته؛ فالحب يحرك العبد

والخوف يزعجه والرجاء يحدو به.

5- الرجاء يقوي المحبة ويعين على الشكر ويثمر الرضا عن الله ورضا الله عن العبد.

6- يبعث روح الشكر ومقامه فكلما حصل بعض ما يرجوه ازداد شكره.

7- يوجب له المزيد من معرفة الله وأسمائه وصفاته ويعينه على حسن التعبد بها.

8- الرجاء يثمر الخوف حتى يحصل للعبد ترك المناهي فيكون ادعى في حصول المرجو.

9- الرجاء تكميل لمراتب العبودية.

10- الرجاء والانتظار والترقب والتوقع لفضل الله يوجب تعلق القلب بالذكر والطاعة.

11- الرجاء يثمر مقام الفرح والانبساط وقرة العين بالله .

12- سرعة السير وعلو الهمة من ثمرات الرجاء وكلما قرب الرحيل اشتد المسير.

إيقاظ الطباع للسماحة بترك المناهي؛ النفس لا تترك محبوبًا إلا لمحبوب هو أحب إليها منه أو حذرًا من مخوف هو أعظم مفسدة لها من حصول مصلحتها بذلك المحبوب، فما تركت محبوبًا إلا لما هو أحب إليها منه .

وأعلى الرجاء لقاء الخالق الباعث على الاشتياق المبغض المنغص للعيش المزهد في الخلق .

رجاء لقاء الخالق: هو أفضل أنواع الرجاء (فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملًا صالحًا ولا يشرك بعبادة ربه أحدًا) هذا هو محض الإيمان وزبدته؛ فمن أحب لقاء الله أحب الله لقاءه .

فالرجاء يبعث على الشوق بلقاء الله عز وجل .

الاشتياق: هو سفر القلب في طلب محبوبه، وعيش المشتاق منغص حتى يلقى محبوبه ويزهد في الخلق غاية الزهد، فالمشتاق طالب للأنس بالله والقرب منه زاهد في الخلق إلا من أعانه على مطلوبه .

يا أخا اللب إنما السير عزم *** ثم صبر مؤيد بالبصائر

يالها من ثلاثة من ينلها *** يرقَ يوم المزيد فوق المنابر

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com