السبت، ١٢ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٠ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

إذا جاء العلم بطل العنف

كان للدعوة السلفية دور كبير فى حفظ البلاد والعباد من العنف على مدى تاريخها المشرف فى بلادنا وغيرها

إذا جاء العلم بطل العنف
جمال فتح الله
الأربعاء ٢٠ يناير ٢٠١٦ - ١١:٠٦ ص
1400

إذا جاء العلم بطل العنف

كتبه/ جمال فتح الله

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد؛
إن الأمن حاجة إنسانية ملحة، ومطلب فطرى لا تستقيم الحياة بدونه، ولا يستغنى عنه فرد أو مجتمع، والحياة بلا أمن حياة قاحلة مجدبة، شديدة قاسية لا يمكن أن تُقبل أو تطاق؛ فالأمن من أهم مقومات السعادة والاستقرار، وأهم أسباب التقدم والتحضر والرقي، وهو مطلب تتفق على أهميته جميع الأمم والشعوب والأفراد والمجتمعات، فى كل زمان ومكان .
وإذا فُقد الأمن اضطربت النفوس، وسيطر عليها الخوف والقلق، وتعطلت مصالح الناس، وانقبضوا عن السعى والكسب.
وانحصرت هممهم بتأمين أنفسهم ومن تحت أيديهم ورفع الظلم والعدوان الواقع أو المتوقع عليهم،وإذا كان الأمن حاجة انسانية ملحة ’ لا يستغنى عنها فرد أو مجتمع، فإن ذلك يعنى بالضرورة وجوب مواجهة ما يخل به من العنف .
ومعالجة آثارة، وقطع الأسباب الداعية إليه،
وللإسلام منهجه المتفرد فى تحقيق الأمن ومكافحة العنف، فهو يهتم بالجوانب التربوية والوقائية التى تمنع وقوع العنف أصلًا،كما يهتم بالجوانب الزجرية والوقائية التى تمحو آثاره، وتمنع من معاودته وتكراره،
ولذلك أرسل الله الرسل والأنبياء لإسعاد البشرية، وإنقاذ الناس من الظلمات إلى النور، وتصحيح العقيدة، والإرشاد إلى الفضائل الكريمة والأخلاق القويمة، ولتحقيق الاستقرار والأمن وإشاعة المحبة والمودة بين الناس، وانتزاع الأحقاد، والقضاء على المنازعات والخصومات، ولئلا يحتج أحد يوم القيامة بأنه لم يكن يعلم الحق من الباطل، والخير من الشر، والعبادة الصحيحة المرضية لله تعالى من العبادة الباطلة أو الفاسدة، قال الله تعالى: (رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا). 
وهذا بخلاف ما عليه المناهج البشرية الجاهلية، والقوانين الوضعية، التى تهتم بمعالجة العنف بعد وقوعه أكثر من اهتمامها بمنع حدوثه ابتداءً . وهل المناهج الأرضية منعت العنف أو الجريمة؟! لا؛ بل ازدادت الجريمة، وازدحمت المحاكم بالبشر الذين يتهافتون إليها ليل نهار، وهيهات أن يصلوا إلى العدل!
أما التشريع الإلهى، الذى هو من وضع الخالق الحكيم سبحانه وتعالى، الذى خلق الإنسان ويعلم ما يصلحه ويسعده فى عاجل أمره وآجله، تشريع بريء من جهل الإنسان وهواه وضعفه وتقلباته، لا محاباة فيه لفرد أو جماعة، ولا لطبقة ولا لجنس؛ لأن الله تعالى هو رب العالمين، والناس كلهم عباده، وقد أنزل عليهم شريعته لتحقيق أمنهم وحفظ مصالحهم وحفظ عقولهم وأموالهم ودمائهم ونفوسهم، وهدايتهم لما فيه سعادتهم فى دنياهم وأخراهم .
فإن العلم الشرعى المؤسس على الكتاب والسنة هو الذى يهذب النفوس ويطهر القلوب، ويقيد صاحبه عن العنف والإجرام، ويمنعه من الظلم والعدوان، بل يحمله على تعظيم حقوق العباد وحفظ مصالحهم، يقول ابن تيمية رحمة الله: "الجهل والظلم هما أصل كل شــر".
وبفضل الله تعالى كان للدعوة السلفية دور كبير فى حفظ البلاد والعباد من العنف على مدى تاريخها المشرف فى بلادنا وغيرها، خاصة بعد ثورة 25 يناير 2011، وذلك بفضل تمسكها بالعلم الشرعى وتطبيقه في واقع المجتمع عمليًّا، والسير على خطى السلف رضي الله عنهم، في إعمال المصالح والمفاسد، وسيذكر التاريخ ذلك.

والحمد لله رب العالمين.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com


ربما يهمك أيضاً

نطهر صيامنا (2)
71 ١٢ مارس ٢٠٢٤
نطهر صيامنا (1)
66 ٠٤ مارس ٢٠٢٤
إنما الحلم بالتحلم (1)
47 ٣١ يناير ٢٠٢٤
لا تحمل همًّا!
99 ٢٠ ديسمبر ٢٠٢٣
محطات تطهير!
97 ١٩ يونيو ٢٠٢٣