الجمعة، ٢٠ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

رضا ومغفرة ومحبة

هلا أكثرنا من هذه الكلمة العظيمة، ولهجت بها ألسنتنا حتى ننال هذه الأجور والفضائل العظيمة

رضا ومغفرة ومحبة
عبد القادر عمر
الخميس ١١ أغسطس ٢٠١٦ - ١١:١٠ ص
1092

رضا ومغفرة ومحبة

كتبه/ عبد القادر عمر

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:

فإن افتتاح القرآن العظيم بـ"الحمد"، بـ"الحمد لله"، دليل على محبة الله لهذه الكلمة، وقد وردت في السنة فضائل كثيرة لهذه الكلمة العظيمة، أذكر طرفًا منها بحول الله وقوته حتى نتعبد لله -عز وجل- بهذه الكلمة العظيمة.

قبل ذكر هذه الفضائل أذكر معنى الحمد من كلام ابن القيم -رحمه الله تعالى-: يقول رحمه الله: إن الحمد هو الثناء على المحمود مع المحبة والتعظيم. أ.هـ كلامه. وهذا القيد: (مع المحبة والتعظيم) فى غاية الأهمية، وذلك لأن الثناء بدون المحبة والتعظيم يسمى مدحًا وليس ثناءً.

حسنات:

من أعظم ما تملأ به ميزان حسناتك وأثقله "الحمد لله"، فقد روى الإمام مسلم في صحيحه عن أبى مالك الحارث بن عاصم الأشعرى -رضى الله عنه- قال: قال رسول الله ﷺ: "والحمد لله تملأ الميزان"، والميزان هو ميزان الأعمال؛ ولذا التعبد لله -عز وجل - بهذه اللفظة مع فهم معناها من أعظم ما يثقل موازينك يوم القيامة.

محبة:

بل "الحمد لله" إن أردت أن تستجلب محبة الله لك فعليك بـ"سبحان الله وبحمده"، ففي صحيح مسلم أيضًا عن أبى ذر -رضى الله عنه- قال: قال رسول الله ﷺ: "ألا أخبرك بأحب الكلام إلى الله؟ قلت: يا رسول الله! أخبرنى بأحب الكلام إلى الله. فقال: إن أحب الكلام إلى الله: "سبحان الله وبحمده". ويدل على ذلك أيضًا الحديث الذي رواه الشيخان عن أبى هريرة -رضى الله عنه-: "كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن، سبحان الله العظيم، سبحان الله وبحمده". متفق عليه. فبالتسبيح والتحميد تنال محبة الله، وتثقل ميزان حسناتك.

رضا الله:

ومن الأعمال الجالبة لرضا الله عن العبد الحمد؛ ففي الحديث الذي رواه الإمام مسلم عن أنس -رضى الله عنه- مرفوعًا: "إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها".

فانظر أخى الحبيب إلى هذا الكرم وإلى هذا الجود، يرزقك الله الطعام والشراب ويوفقك لشكر النعمة، ويتقبل ذلك منك، فاللهم لك الحمد.

مغفرة:

بل الحمد لله من أسباب مغفرة الذنوب والمعاصي، ففي الحديث: "من أكل طعامًا ثم قال: الحمد لله الذي أطعمنى هذا الطعام، ورزقنيه من غير حولٍ مني ولا قوة، غفر الله له ما تقدم من ذنبه، ومن لبس ثوبًا فقال: الحمد لله الذي كساني هذا، ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة؛ غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر". حسنه الألباني في صحيح الجامع.

فهلا أكثرنا من هذه الكلمة العظيمة، ولهجت بها ألسنتنا حتى ننال هذه الأجور والفضائل العظيمة، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com


ربما يهمك أيضاً