الخميس، ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

السمة السابعة من سمات المنهج الإصلاحي: وضوح المفاهيم

ينبغي أن تكون هذه المفاهيم واضحة جلية لحملة المنهج الإصلاحي

السمة السابعة من سمات المنهج الإصلاحي: وضوح المفاهيم
محمد إبراهيم منصور
الاثنين ٢٢ أغسطس ٢٠١٦ - ١٤:٥٩ م
1974

السمة السابعة من سمات المنهج الإصلاحي: وضوح المفاهيم

كتبه/ محمد إبراهيم منصور

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

أولا لابد من وضوح معيار تلك المفاهيم -وهو معيار لا يختلف عليه أحد- وهو العمل بالكتاب والسنة بفهم أعلم الناس بالكتاب والسنة وهم أعلام القرون الخيرية الأولى.

يقول  الله عز وجل: ( وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)

ويقول عز وجل: (فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوا وَّإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ) 

 عن  العرباض بن سارية  قال: وعظنا رسول الله  موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون , فقلنا يا رسول الله كأنها موعظة مودعٍ فأوصنا , قال: أوصيكم بتقوى الله عز وجل, والسمع والطاعة وإن تأمر عليك عبد, فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً. فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ, وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة - رواه أبوداود والترمذي وقال: حديث حسن صحيح .

 

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَجِيءُ أَقْوَامٌ تَسْبِقُ شَهَادَةُ أَحَدِهِمْ يَمِينَهُ، وَيَمِينُهُ شَهَادَتَهُ ) .

قَالَ إِبْرَاهِيمُ: "وَكَانُوا يَضْرِبُونَنَا عَلَى الشَّهَادَةِ، وَالعَهْدِ" .

قال النووي رحمه الله:

"الصَّحِيحُ أَنَّ قَرْنَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الصَّحَابَةُ، وَالثَّانِي: التَّابِعُونَ ، وَالثَّالِثُ: تَابِعُوهُمْ" انتهى من " شرح النووي على مسلم " (16/85).

لقد نزل الوحى على النبى صلى الله عليه وسلم والصحابة معه يتعلمون ويمتثلون ويسألون عما خفى عليهم

وهم الذين أثنى الله عز وجل على عقولهم وأفهامهم وأعمالهم واصطفاهم أصحابا لنبيه وحملة لدينه مبلغين عن نبيه، فعلّموا التابعين الذين ضربوا أروع المثل فى العلم والعمل والدعوة، وانتشروا في البلاد التي اتسعت رقعتها، ودخلت الأمم في دين الله أفواجا، وعلى أيدي هؤلاء الأعلام من التابعين وتابعيهم، وبتوفيق الله لهم في فهم هذا الدين بأحكامه التفصيلية وقواعده الإجمالية التي استنبطها هؤلاء الأعلام استطاع المسلمون أن يبنوا دولة حضارية مترامية الأرجاء أنارت الدنيا يوم كانت أوروبا في عصورها المظلمة.

دولة يعيش في ظلِّها العربي والأعجمي والأبيض والأسود والأمم المختلفة الأعراف والعادات بل والديانات، ولم يشعر أحد بظلم ولا باضطهاد.

دولة صار فيها المنهج الإسلامي على أيدي هؤلاء  واقعا حيا متحركا، وليس نظريات مجردة لم تختبر في الواقع.

فكانت هذه القرون الثلاثة بمثابة التطبيق العملي للأحكام التفصيلية والقواعد الكلية لهذا المنهج الرباني العظيم.

ولذلك كان المعيار الذي يعصم من الخلل والزلل والذي لا يختلف عليه أحد هو العمل بالكتاب والسنة بفهم أعلم الناس بالكتاب والسنة، وهم أعلام هذه القرون الخيرية الثلاثة، ومن سار على نهجهم وطريقتهم.

ولا يدعوا هذا إلى الجمود، وإنما هو ضبط لقواعد الاجتهاد؛ فهذا المنهج يقوم على أمور تفصيلية لا خلاف عليها وقواعد إجمالية يمكن تطبيقها على كل جديد فيُعرف من خلالها حكمه.

وبهذا المعيار يمكن ضبط وإيضاح المفاهيم الهامة التي يؤدي الخلل في فهمها إلى كوارث مدمرة.

المفهوم الأول :مفهوم الإصلاح نفسه

هل تكفي فقط نية الإصلاح ليكون مصلحا؟

وهل يعد أي عمل بنية الإصلاح إصلاحا حتى لو كان غير مشروع أو كان يؤدى إلى تعظيم الشر والفساد؟

أم أن الإصلاح كل عمل مشروع من شأنه تكثير الخير والصلاح وتعظيمه ودرأ الشر والفساد أو تقليله؟

ما هي سمات المنهج الإصلاحي؟

ما الأمور التي ينبغي أن يتحلى بها حملة المنهج الإصلاحي؟

ما أهم وأخطر الشبهات حول المنهج الإصلاحي وكيفية الإجابة عليها؟

ما العوامل التي تدفع الشباب للانخراط في المناهج العاطفية والصدامية، أو النظرة اليائسة المحبطة، وكيف يمكن استنقاذ الشباب من الوقوع فيها؟

المفهوم الثاني: مفهوم التصفية والتربية

وشمول التصفية لتصفية العقائد مما يخالف ما كان عليه النبي وأصحابه والقرون الخيرية.

وتصفية العبادات من البدع والمخالفات.

وتصفية علوم المعاملات والأخلاق مما يخالف الشرع.

وتصفية التفسير وعلوم القرآن والسنة من الإسرائيليات والأحاديث الضعيفة والموضوعة.

وتصفية الفقه من الأقوال الشاذة.

كما يشمل مفهوم التربية: التربية على العقيدة الصحيحة الخالية من البدع والخرافات.

والتربية على العبادات والأخلاق النبوية والسلوك القويم.

والتربية وتزكية النفوس بتحقيق التوحيد، واتباع النبي صلى الله عليه وسلم، في العقيدة والعبادة والمعاملات والأخلاق والسلوك. 

المفهوم الثالث: مفهوم الإيمان وثبوت عقد الإسلام

وهل تشترط شروط أخرى لإثبات حكم الإسلام غير الشهادتين؟

وهل يُتوقف في إثبات إسلام الناس في المجتمعات الإسلامية حتى يمتحنوا كما يعتقد بعض أصحاب المناهج المنحرفة.

 

المفهوم الرابع: مفهوم نواقض الإيمان  وموانع تكفير من وقع في ناقض من تلك النواقض جاهلا أو متأولا أو مكرها 

ما هي نواقض الإيمان؟ وهل هي بالتشهي أو لمجرد المخالفة في الموقف السياسي؟ وما هي الردود الشرعية على هذا الغلو في التكفير الذي وصل به الأمر إلى تكفير عامة الناس بصورة تعدت طريقة الخوارج أنفسهم؟

المفهوم الخامس: مفهوم تحكيم الشريعة والولاء والبراء

ما المقصود بتحكيم الشريعة؟ وما الواجب على المسلم تجاهها؟

ومتى تكون مخالفتها من النواقض ومتى لا تكون كذلك؟

ما حكم من التزم تحكيم الشريعة دستوريا ثم خالف ذلك قانونيا متأولا أو مكرها أو جاهلا أو مضطرا؟

ما حكم التدرج في تطبيق الشريعة؟

ما الشبهات التي تثار حول تحكيم الشريعة وكيفية الإجابة عليها؟

ما المقصود بالولاء والبراء؟

 متى يكون الولاء ناقضا ومتى يكون غير ناقض؟

ما شبهات من يكفرون بصور الولاء المحرمة غير المكفرة ومن يكفرون بصور من المعاملات المباحة التي لا تعد ولاءً أصلا؟ وكيف نرد على تلك الشبهات؟

المفهوم السادس: مفهوم الجهاد وصوره

وهل يُعدّ من الجهاد قتل المسلمين والمعاهدين ومن دخل بلاد المسلمين بأمان؟

هل يُعدّ من الجهاد التفجير والتدمير وإراقة الدماء وتكفير الناس لأدنى شبهة وقتلهم بهذه الصور البشعة؟

هل يُعدّ من الجهاد حمل السلاح في بلاد المسلمين واستهدافهم به وإحداث الفوضى والصراعات الأهلية؟

أين موضع الجهاد بالقرآن والسنة والعلم والدعوة من مفهوم هؤلاء للجهاد؟ 

وما هي الردود على شبهات هذه الطوائف المنحرفة التي تخدع الشباب يوما بعد يوم لتجعل منهم قنابل موقوتة ليصبحوا معاول هدم وتخريب لبلادهم وأمتهم وهم يظنون أنهم على هدى وصلاح؟

المفهوم السابع: مفهوم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

وهل يعد إزالة منكر بإحداث فتنة إصلاحا أم إفسادا؟

وهل يعد إزالة المنكر بما يتسبب في منكر أشد منه عشرات المرات إصلاحا أم إفسادا؟

وما هي شبهات الفرق والطوائف المنحرفة وكيفية الرد عليها لحماية الشباب منها؟

المفهوم الثامن: مفهوم فقه الخلاف

متى يكون الخلاف خلاف تنوع ومتى يكون خلاف تضاد؟

متى يكون الخلاف معتبرا ومتى يكون غير معتبر؟

ما الواجب تجاه خلاف التنوع وما الواجب تجاه الخلاف المعتبر وما الواجب تجاه الخلاف غير المعتبر؟

 

المفهوم التاسع: مفهوم الموازنات بين المصالح والمفاسد في السياسة الشرعية

ما المقصود بالموازنات فى السياسة الشرعية؟

ما القواعد الضابطة للموازنات وما تطبيقاتها الواقعية؟

ما شبهات العاطفيين والصداميين حول الموازنات الشرعية وكيفية الإجابة عليها؟

ينبغي أن تكون هذه المفاهيم واضحة جلية لحملة المنهج الإصلاحي لا لبس فيها يفهمها الأفراد فهما جيدا يستطيعون الدفاع عنها والإقناع بها وإثبات فاعليتها.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com