الخميس، ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

النجاح شمولي

بهذا الشمول يستطيع الإنسان أن يعيش في هذه الحياة بتوازن، وقد حقق النجاح المأمول

النجاح شمولي
جمال فتح الله
الأربعاء ٢٨ سبتمبر ٢٠١٦ - ١٠:٢٥ ص
992

النجَاحُ شــــُـــمُولِىٌ

كتبه/ جمال فتح الله

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده،

النجاح كلمة جميلة يُحب الجميع أن يُوصف بها, حتى الفاشل يتمنى أن يُوصف بها, لكن النجاح الحقيقي هو أن تنجح في علاقتك مع الله عزوجل.

وكلنا يريد النجاح في الحياة، ولكن البعض منا يخفق في الوصولِ إليه، لأنه يظن أن النجاح كلمة مستحيلة، والحقيقة أننا ربما نكون قد أهملنا أسباب النجاح وأخلدنا إلى الأرض، والنجاحُ لا يكون كاملاً إلا إذا كان فى عدةِ محاور؛

الأول: النجاحُ مع الله ِعزوجل:

أن يعلم العبد الهدف الذي خُلِق من أجلهِ، بأن يحقق العبودية لله، قال تعالى: وَما خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإنْسَ إلاَّ لِيَعْبُدُونِ. قال ابن عباس رضي الله عنه: إلا ليقرّوا بالعبودية طوعاً وكرهاً.

ينجح في كل العبادات، سواء كانت قلبية -وهي أهمها- أو بدنية أو قولية أو مالية، مع الإخلاص وحسن التوكل، ويعلم أن اللهَ غفور رحيم وأنه شديد العقاب، ويعلم أنه لن يدخل الجنة بعمله، لكن يدخلها برحمة الله وعفوه وفضله، كما يسأل الله تعالى أن يعامله بعفوه.

الثاني: النجاح مع الرسول صلى الله عليه وسلم:

أن يعلم العبد حق الرسول -صلى الله عليه وسلم- عليه -وهو الحق الثاني بعد حق الله تعالى- من تصديقهِ بما جاء به، والعملِ بما أمر، والاقتداء به في جميع العبادات والأقوال والأفعال، ونشـــــر سنّته، والصبر على نشرها وتحمل الأذى في سبيل ذلك، والدفاع عنها بكل ممكن ومستطاع، ومحاربة البدع.

وأن لا تضع في مقابلِه أحداً، ولا تقدّم قول أحد على قوله، وأن تجعل محبته -صلى الله عليه وسلم- مُقدَّمة على محبة النفس والأهل والولد.

هذا ابن عباس أتاه جماعةٌ فجادلوه في "متعة الحج" -وكان ابن عباس يفتي بوجوب التمتع- فقال له القائلون: إن أبا بكر وعمر كانا لا يريان ذلك؛ فقال: يوشك أن تنزل عليكم حجارةٌ من السماء، أقول لكم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتقولون: أبو بكر وعمر ؟ وذلك لمجرد أنهم رأوا رأياً لأفضل الناس بعد النبي -صلى الله عليه وسلم- وأزكاهم باتفاق الأمة، هذا حقه علينا.

الثالث: النجاح مع الأهل والزوجة والأولاد:

بأن تعطي كل ذي حق حقه، الإحسان إلى الوالدين، والبِرّ بهما حتى بعد موتهما، والدعاء لهما؛ لأنهما سبب وجودك في الحياة.

اختيار الزوجة الصالحة صاحبة الدين؛ لأنها محل الزراعة للذرية الصالحة، وهذا حق للولد على أبيه -اختيار الأم الصالحة، ثم اختيار الاسم الجميل- وتنشئة الأولاد في بيئه إسلامية حقيقية على الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة.

الرابع: النجاح مع العلماء عامة وعلماء أهل السنة خاصة:

احترام العلماء، وتقدير جهودهم وبذلهم في سبيل نشر العلم النافع للبشرية، والأخذ عن علماء أهل السنة واحترامهم والدفاع عنهم، لأنهم ورثة الأنبياء، والأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً بل ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر .

الخامس: النجاح في الدراسة والعمل والدعوة:

أن يكون متفوقاً في دراسته العلمية، نشيطاً متقناً في عمله، لا يكون عالة على المجتمع، يسير بمبدأ التوازن في طلب العلم والعمل به وتطبيقه في المجتمع، وأشرفها وأنفعها العلوم الشرعية، يتقدمها القرآن الكريم، وأن يستغل هذا العلم في الدعوة إلى الله، والصبرعلى نشره وتحمل الأذى في سبيل الله.

السادس: النجاح في الصحة:

الاهتمام بالصحة والمحافظة عليها, بالبعدِ عن الذنوبِ والمعاصي، وحفظ الجوارح في الصغرِ حتى يتمتع بها فى الكِبَر؛ "الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِي كُلٍّ خَير".

بهذا الشمول يستطيع الإنسان أن يعيش في هذه الحياة بتوازن، وقد حقق النجاح المأمول، ويكون شخصية متوازنه مشرّفة للإسلام والمسلمين، وقد أدى معظم الحقوق، وقد ترك أثراً في الحياة الدنيا حتى بعد موته.

والحمد لله رب العالمين.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

ربما يهمك أيضاً

نطهر صيامنا (2)
57 ١٢ مارس ٢٠٢٤
نطهر صيامنا (1)
60 ٠٤ مارس ٢٠٢٤
إنما الحلم بالتحلم (1)
40 ٣١ يناير ٢٠٢٤
لا تحمل همًّا!
91 ٢٠ ديسمبر ٢٠٢٣
محطات تطهير!
94 ١٩ يونيو ٢٠٢٣