الأربعاء، ١٦ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٤ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

مؤامرات وليس مؤتمرات -2

هذه الدعوى جوهرها وهدفها في الحقيقة هو أن يكسب اليهود والنصارى اعترافاً من المسلمين بصحة دينهم

مؤامرات وليس مؤتمرات -2
جمال فتح الله عبد الهادي
الثلاثاء ١١ أكتوبر ٢٠١٦ - ١٠:٤١ ص
1190

مـؤامرات وليس مـؤتمرات (2)

كتبه/ جمال فتح الله عبد الهادي

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

مما جاء في الكتاب الصادر عن الفاتيكان عام 1969 م:

1-    هناك موقفان لا بد منهما أثناء الحوار : أن نكون صرحاء، وأن نؤكد مسيحيتنا وفقاً لمطلب الكنيسة.

2-    سيفقد الحوار كل معناه إذا قام المسيحي بإخفاء أو بتقليل قيمة معتقداته التي تختلف مع القرآن.

3-    لا يكفي أن نتقرب من المسلمين، بل يجب أن نصل إلى درجة احترام الإسلام على أنه يمثل قيمة إنسانية عالية وتقدماً في التطور الديني بالنسبة للوثنية.

4-    إن الحوار بالنسبة للكنيسة هو عبارة عن أداة، وبالتحديد: عبارة عن طريقه للقيام بعملها في عالم اليوم.

ولذلك صرح أهل العلم ممَّن درس مفهوم الحوار عند الغرب -سواء بمسمى الزمالة أو الصداقة أو التقارب أو نحو ذلك من المسميات- بأن هذه الدعوى جوهرها وهدفها في الحقيقة هو أن يكسب اليهود والنصارى اعترافاً من المسلمين بصحة دينهم، وهذا له دور كبير في صدّ النصارى واليهود عن الدخول في الإسلام.

أنواع الحوار بين الأديان

 الأول: حوار التعايش والتسامح

 المراد بالتعايش والتسامح في الدين الإسلامي:

لم ترد لفظة التعايش والتسامح في القرآن أو السنة، ولكن ورد لفظ البر والإحسان والقسط.

فالحوار المتعلق بالعلاقة المعيشية البحتة بين معتنقي الأديان، والذي يهدف إلى تحسين العلاقة بين شعوب أو طوائف وربما تكون أقليات دينية، فإن الإسلام يرحب به، ويدعو إليه من خلال الإحسان والبر والقسط، ولا يتنافى مع نصوص الشرع الناهية عن موالاة الكفار .

قال تعالى: (لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ).

فمفهوم التسامح والتعايش في الإسلام هو: التعامل مع غير المسلم وفق الحكمة واللين والمعروف، سواء في ذلك التعامل في الخطاب أو في مطلق التصرف، وفق الضوابط الشرعية. فإذا حارب أو اعتدى فعلى المسلمين أن يحاربوه ويردعوه.

فأهم ضوابطه ثلاثة:

1-    مراعاة جانب الولاء و البراء.

2-    إقامة العدل.

3-    الحكمة في الدعوة أو المعاملة.

ومن أهدافهم الخبيثة فى هذه المؤتمرات، أعني المؤمرات:

1-    اتخاذه وسيلة للتنصير وتشويه حكم الرِّدَّة في الإسلام.

2-    اتخاذه وسيلة لمحاربة مفهوم الجهاد في الإسلام، وإضعاف عقيدة الولاء والبراء.

3-    المحافظة على المكاسب المتحصلة، وامتصاص غضب العرب والمسلمين من الظلم الحاصل عليهم.

4-    المطالبة بالحصول على المناصب الهامة داخل الدولة المسلمة.

وفي عام 1415هـ ( 1995 م ) أعلنت هيئة الأمم المتحدة أن هذا العام هو عام التسامح، وأصدرت نشرة خاصة عن ذلك، وكان أبرز ما فيها الدعوة إلى التسامح بين الأديان، ويريدون به الدعوة إلى زمالة الأديان، وجعل القاسم المشترك بينها البيان العالمي لحقوق الإنسان، والتأكيد على الحرية الدينية، واعتبار حكم الرِّدَّة في الإسلام منافياً لهذه الحرية.

أمثلة على حوار التعايش في الواقع المعاصر .

-1- الحوار بين الشمال والجنوب

والمقصود به الحوار بين البلدان المتطورة الغربية ويرمز لها بالشمال، وبين بلدان العالم الثالث ويرمز لها بالجنوب، وذلك عندما فرض الشمال على الجنوب تعديل أسعار النفط، دون أن يدخل على النظام الاقتصادي أي تعديلات، وبعد مناورات دامت العامين، قَبِل الشمال إجراء الحوار مع الجنوب في هذا الموضوع، واضطر أن يضع نظاماً جديداً بعد ذلك.

-2- الحوار العربي الأوروبي

كما تقدم، عندما شعرت أوروبا وأمريكا بانتصار المسلمين في حرب العاشر من رمضان 1973، وممارسة العرب بعض الضغوط النفطية على أمريكا وهولندا، لجأت لإجراء الحوار امتصاصاً لغضب العرب، ومحافظة على مكاسبهم.

الثاني: حوار الدعوة والبلاغ .

المسألة الأولى: المراد به في الدين الإسلامي:

الحوار مع أصحاب الديانات الأخرى من أجل دعوتهم للدين الإسلامي الخاتم والناسخ لجميع الأديان السابقة، وإيضاح محاسن الإسلام لهم، وبيان ما هم عليه من باطل، واستنقاذهم من ظلمات الشرك والجهل، هذا الهدف من أعظم ما يدعو إليه الإسلام، وبالتالي فهذا النوع من الحوار ، مطلوب شرعاً وعقلاً.

قال تعالى: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ).

وللحديث بقية

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

ربما يهمك أيضاً

نطهر صيامنا (2)
72 ١٢ مارس ٢٠٢٤
نطهر صيامنا (1)
66 ٠٤ مارس ٢٠٢٤
إنما الحلم بالتحلم (1)
47 ٣١ يناير ٢٠٢٤
لا تحمل همًّا!
99 ٢٠ ديسمبر ٢٠٢٣
محطات تطهير!
97 ١٩ يونيو ٢٠٢٣