الثلاثاء، ١٥ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٣ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

رجال الفجر (1)

تجد تكاسلَ بعض الملتزمين، وإذا جاء يأتي متأخرًا أو مسبوقًا أو يصلي في جماعة ثانية إذا استيقظ!

رجال الفجر (1)
أحمد حمدي
الأحد ٢٥ ديسمبر ٢٠١٦ - ١٣:٢٨ م
2637

رجال الفجر (1)

كتبه/ أحمد حمدي

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

من علامات الخلل والتقصير الخطيرة في أحوال بعض من ينتسبون للالتزام هو النوم عن صلاة الفجر، يوميًا أو يستيقظ أيامًا وينام أيامًا، والمشكلة هو عدم الشعور بعِظَم جُرم التقصير في الفرائض، قال عن رب العزة في الحديث القدسي: "مَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ".

فالبعض ينشغل بالسهر على الجلسات الإدارية والدعوية، وحل مشاكل الناس، والاجتماعات، وينشغل بالمفضول عن الفاضل وبالفروض الكفائية عن الفروض العينية.

ترى بعض كبار السن والعجائز يواظبون على التواجد في المسجد قبل صلاة الفجر بساعة لقيام الليل والاستغفار وقراءة القران والمواظبة على الصف الأول وتكبيرة الاحرام، بينما تجد تكاسلَ بعض الملتزمين، وإذا جاء يأتي متأخرًا أو مسبوقًا أو يصلي في جماعة ثانية إذا استيقظ!.

        وقد وردت الأحاديث في الترهيب من ذلك، منها:

1       ما ذُكِرَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، من رَجُل، مَا زَالَ نَائِمًا حَتَّى أَصْبَحَ، مَا قَامَ إِلَى الصَّلاَةِ، فَقَالَ: (ذَاكَ رَجُلٌ بَالَ الشَّيْطَانُ فِي أُذُنِهِ).

2       (إِنَّ أَثْقَلَ صَلَاةٍ عَلَى الْمُنَافِقِينَ صَلَاةُ الْعِشَاءِ وَصَلَاةُ الْفَجْرِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا).

3       وقد ورد الأثر عن ابن مسعود وابن عمر رضي الله عنهم فيمن يتخلف عن صلاة الفجر: "كنا نسيئ الظن به، أن أصابه شيئ من النفاق"

        وقد وردت أيات وأحاديث كثيرة في فضل شهود صلاة الفجر؛ فمن قصر فيها ضاع عليه خيرٌ كثيرٌ:

1- قال تعالى: "وَالْفَجْرِ. وَلَيَالٍ عَشْرٍ"، وقال: "وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا"؛ والله -عزّ وجلّ- لا يقسم بوقت إلا لفضله وشرفه وأهمية العبادة فيه.

2-  وقال : "رَكْعَتَا الْفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا"؛ فهل تستشعر إذا فاتتك سُنّة الفجر أنك خسرت الدنيا وما فيها؟!

فكم من أناس لو قيل لهم سيتم توزيع زجاجة الزيت أو السكر أو أنبوبة البوتاجاز، أو "عِلاوة" أو مبلغًا يوميًا لمن يصلي الفجر لوقفوا طوابير؛ فهل نحن مُصَدِّقون وموقنون بحديث النبي : "مَن صَلَّى الصُّبحَ فِي جَمَاعَةٍ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللَّهِ"، وقال: "أَفْضَلُ الصَّلَوَاتِ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ صَلاةُ الصُّبْحِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ".

3- وقال : "يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلَائِكَةٌ بِاللَّيْلِ وَمَلَائِكَةٌ بِالنَّهَارِ، وَيَجْتَمِعُونَ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ وَصَلَاةِ الْعَصْرِ، ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ فَيَسْأَلُهُمْ -وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ-: كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي؟ فَيَقُولُونَ: تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ وَأَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ".

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة

ربما يهمك أيضاً

آداب العمل الجماعي -3
630 ٣٠ أبريل ٢٠٢٠
رمضان في ظروف خاصة!
786 ٢٧ أبريل ٢٠٢٠
فضل العمل الجماعي -2
619 ٢٢ مارس ٢٠٢٠
فضل العمل الجماعي -1
946 ١٩ مارس ٢٠٢٠
الطموح -2
625 ١٠ مارس ٢٠٢٠
الطموح (1)
682 ٢٧ فبراير ٢٠٢٠