الثلاثاء، ٨ شوال ١٤٤٥ هـ ، ١٦ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

"حافظ مش فاهم" ! (2)

قال الضحاك: حق على من تعلم القرآن أن يكون فقيهًا

"حافظ مش فاهم" ! (2)
أحمد السيد الحمدون
الأحد ١٩ مارس ٢٠١٧ - ١٨:٠٠ م
1484

"حافظ مش فاهم" ! (2)

كتبه/ أحمد السيد الحمدون

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

قال الإمام الخطابي: {وكان بعض مشايخنا يروي الحديث أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى عن الحَلْق قبل الصلاة يوم الجمعة بإسكان اللام، قال: وأخبرني أنه بقي أربعين سنة لا يحلق رأسه قبل الصلاة. قال: فقلت له إنما هو الحِلَق -جمع حَلقة- وإنما كره الاجتماع قبل الصلاة للعلم والمذاكرة، وأمر أن يشتغل بالصلاة وينصت للخطبة. فقال: قد فَرّجْتَ عَلَيّ. وكان من الصالحين.

وقد كان ابن صاعد كبير القدر في المُحَدِّثين، لكنه لما قَلّت مخالطته للفقهاء كان لا يفهم جواب فتوى.. قال أبو بكر الأبهري الفقيه: كنت عند يحيى بن محمد بن صاعد فجاءته امرأة، فقالت: أيها الشيخ، ما تقول في بئر سقطت فيه دجاجة فماتت، فهل الماء طاهر أو نجس؟ فقال يحيى: وَيْحَكِ، كيف سقطت الدجاجة إلى البئر؟ قالت: لم تكن البئر مغطاة. فقال يحيى: ألا غَطَّيْتِها حتى لا يقع فيها شيء؟! قال الأبهري: فقلت: يا هذه، إن كان الماء تَغَيَّرَ فهو نجس، وإلا فهو طاهر.

وكان ابن شاهين قد صَنّف في الحديث مُصَنّفات كثيرة، أقَلّها جزء، وأكثرها التفسير وهو ألف جزء، وما كان يعرف من الفقه شيئًا..

وقد كان فيهم من يقدم على الفتوى بالخطأ لئلا يُرَى بعين الجهل؛ فكان فيهم من يصير بما يفتي به ضحكة، فسُئِل بعضهم عن مسألة من الفرائض، فكتب في الفتوى: تقسم على فرائض الله سبحانه وتعالى!..

وعن إبراهيم الحربي قال: بلغني أن امرأة جاءت إلى علي بن داود وهو يُحَدِّث وبين يديه مقدار ألف نَفْس، فقالت له: حلفت بصدقة إزاري، فقال لها: بكم اشتريتيه؟ قالت: باثنين وعشرين درهمًا، قال: اذهبي فصومي اثنين وعشرين يومًا، فلما مَرَّت جعل يقول: آه آه، غلطنا والله، أمرناها بكفارة الظهار.

قلت: فانظروا إلى هاتين الفضيحتين، فضيحة الجهل وفضيحة الإقدام على الفتوى بمثل هذا التخليط..

وقد رأينا في زماننا من يجمع الكتب منهم ويُكثِر السماع، ولا يفهم ما حصل، ومنهم من لا يحفظ القرآن ولا يعرف أركان الصلاة، فتشاغل هؤلاء -على زعمهم- بفروض الكفاية عن فروض الأعيان، وإيثار ما ليس بمُهِمٍّ على المُهِمّ من تلبيس إبليس.}

وقال ابن كثير في قوله تعالى (تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ): "قال الضحاك: حق على من تعلم القرآن أن يكون فقيهًا، وقال (تُعَلِّمون): أي تُفَهِّمون، (وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ): أي تحفظون ألفاظه".

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com