الثلاثاء، ٨ شوال ١٤٤٥ هـ ، ١٦ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

أعظم أيام الدنيا... "يوم النحر"

وإذا كان يوم العيد لا يُصام \"إذ يحرم صيامه، وكذلك أيام التشريق الثلاثة\"؛ فهناك عبوديات أخرى في هذا اليوم

أعظم أيام الدنيا... "يوم النحر"
أحمد حمدي
الخميس ٣١ أغسطس ٢٠١٧ - ٢٠:٤٦ م
2139

أعظم أيام الدنيا... "يوم النحر"

كتبه/ أحمد حمدي

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أَعْظَمُ الْأَيَّامِ عِنْدَ اللهِ يَوْمُ النَّحْرِ) (رواه أحمد وأبو داود، وصححه الألباني).

ويوم النحر هو: يوم "الحج الأكبر"، يوم العاشر مِن ذي الحجة، يوم عيد الأضحى، والراجح مِن أقوال العلماء أنه أفضل أيام الدنيا على الإطلاق؛ فهو أفضل حتى مِن يوم "عرفة"، مع إثبات الخلاف في المسألة.

وهو يوم الجمعة القادمة، ويجتمع فيه خير أيام الأسبوع، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ) (رواه مسلم)، وكذلك عيد الأضحى هو أفضل مِن عيد الفطر، والحج أعظم مِن الصيام.

وإذا كان يوم العيد لا يُصام "إذ يحرم صيامه، وكذلك أيام التشريق الثلاثة"؛ فهناك عبوديات أخرى في هذا اليوم:

1- صلاة عيد الأضحى في الخلاء: إحياءً وإظهارًا للسُّنة بعد الاغتسال والتطيب.

2- ذبح الأضاحي والهدي: قال الله -تعالى-: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) (الكوثر:2)، فإن الدم يقع عند الله بمكان قبْل أن يقع على الأرض، وما مِن عملٍ أعظم عند الله يوم النحر مِن إهراق الدماء، قال الله -تعالى-: (لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ) (الحج:37) - إحياءً لسُنة إبراهيم -عليه السلام- والنبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشكرًا لنعمة الله على حياة إسماعيل -عليه السلام-، وبالتالي حياة الرسول -صلى الله عليه وسلم- الذي هو مِن ذرية جده إسماعيل -عليه السلام-.

3- توزيع اللحوم على الفقراء ومواساتهم، وإدخال السرور عليهم: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ؛ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى) (رواه مسلم)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (وَأَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ,) (رواه الطبراني، وحسنه الألباني).

4- الذكر "والتكبير خصوصًا": قال الله -تعالى-: (وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (البقرة:185)، (وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ) (الحج:28)، والتكبير المقيَّد بعد الصلوات المكتوبات أو الذكر المطلق، فإنما شرع الطواف والسعي ورمي الجمار لذكر الله -تعالى-، قال النبي -صلى الله عليه وسلم- عن أيام التشريق الثلاثة: (أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ، وَذِكْرٍ لِلَّهِ) (رواه مسلم).

5- التوسعة على الأهل والأولاد وإدخال السرور عليهم، واللهو المباح، ولبس الجديد.

6- صلة الرحم: قال الله -تعالى-: (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ) (محمد:22)، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لاَ يَدْخُلُ الجَنَّةَ قَاطِعٌ) (متفق عليه). أي: قاطع رحم.

7- الإحسان إلى الجيران والتهادي: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (تَهَادُوا تَحَابُّوا) (رواه البخاري في الأدب المفرد والطبراني، وحسنه الألباني)، ونشر السلام والتسامح والتصافح، والعفو والوئام، والحب في الله، والأخوة الإيمانية.

8- التزاور في الله وزيادة روابط الأخوة الإيمانية، وتماسك المجتمع: قال الله -تعالى- في الحديث القدسي: (وَجَبَتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ وَالْمُتَجَالِسِينَ فِيَّ وَالْمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ وَالْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ) (رواه أحمد وابن حبان، وصححه الألباني).

9- الفرح بطاعة الله: قال الله -تعالى-: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) (يونس:58)، وشكر نعمة الله على العافية والأمان، والطعام والشراب، والتوفيق للعبادة في العشر، وأن يهنئ المسلمون بعضهم بعضًا بقولهم: "تقبل الله منا ومنكم صالح العمل".

10- تذكر آلام المسلمين في سوريا واليمن والعراق، وليبيا والصومال وبورما، والأقصى وفلسطين، والتعاطف معهم، والاهتمام بشأنهم، والدعاء لهم.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة

ربما يهمك أيضاً

آداب العمل الجماعي -3
630 ٣٠ أبريل ٢٠٢٠
رمضان في ظروف خاصة!
784 ٢٧ أبريل ٢٠٢٠
فضل العمل الجماعي -2
618 ٢٢ مارس ٢٠٢٠
فضل العمل الجماعي -1
943 ١٩ مارس ٢٠٢٠
الطموح -2
623 ١٠ مارس ٢٠٢٠
الطموح (1)
680 ٢٧ فبراير ٢٠٢٠