الجمعة، ١١ شوال ١٤٤٥ هـ ، ١٩ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

بناء الإنسان أساس النهضة

إن أردنا لأمتنا نهضة حقيقة فإن الأمر يستلزم منا العمل بجد وتفان في ملف التعليم ووضعه في مكانه اللائق حقيقة

بناء الإنسان أساس النهضة
مصطفى خطاب
الأحد ٢٢ أكتوبر ٢٠١٧ - ١٥:٤٤ م
1160

بناء الإنسان أساس النهضة

كتبه / مصطفى خطاب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله ، صلى الله عليه وسلم .. وبعد ..

فمن أول الدروس التي نتعلمها من السيرة النبوية هو أن بناء الإنسان هو أهم أولويات القيادة ، وهو ما تمثل في مواقف عديدة مرت في السيرة النبوية بما يوحى أنها كانت من الأولويات والأهداف التي كانت تحرص القيادة النبوية على تحقيقها باستمرار.

و يمكن ملاحظة ذلك الأمر بوضوح في هجرة النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة ، فبمجرد الوصول إلى المدينة كان أول ما بدأ به هو بناء المسجد ؛ ليكون منارة العلم ورمز الدولة في المدينة ، ومدرسة يتخرج فيها قادة الأمة ، ويتعلمون فيها قواعد وأصول الدين والحضارة ، وبه تتهذب النفوس وتزكو.

و هذا يوضح بجلاء أهمية التعليم في إدارة المجتمعات ، وأنه لابد أن يكون من أولى أولويات القائد ، فإننا نجد أن النبي صلى الله عليم وسلم في كثير من المواقف والأحداث دائمًا ما يحض على طلب العلم والترغيب فيه ، وليس المقصود العلم الشرعي وحسب – على شرفه وأهميته - و لكن العلم بكافة أنواعه التي تساعد على نهضة المجتمع ؛ كما حدث في فداء بعض أسارى بدر ، وطلبه صلى الله عليه وسلم من زيد أن يتعلم لغة اليهود ، وغيرها من المواقف والأحداث التي تمتلئ بها كتب السيرة.

وهذا الأمر يشعرنا بمدى الإدراك لأهمية التعليم ، ولكن بالنظر إلى وضعنا الحالي وإلى الإحصائيات المتعلقة بالتعليم في بلادنا ؛ نكتشف أن التعليم تراجع الاهتمام به فعليًّا ، وإن تم التصريح بخلاف ذلك ؛ فليست العبرة بالتصريحات ، لكن بالفعل والتطبيق .

فطبقا لما تشير إليه الإحصائيات المتعلقة بالتعليم نكتشف أن عدد الأميين في بلادنا يصل إلى 18.4 مليون فرد ، وهو ما يمثل 26% تقريبًا من عدد السكان ، وأن حجم الإنفاق على التعليم لا يمثل 4% من إجمالي الناتج القومي ، وأن المخصصات المالية للتعليم في مصر في تناقصٍ حقيقي مستمر في السنوات الأخيرة ، وهو أمر مفزع حقيقة ؛ لأنه يوضح مدى الأزمة التي نعيشها ، وأن التعليم ليس على رأس أولويات المسئولين.

فلقد أصبح من البديهيات أن أي أمة تريد لنفسها التنمية والنهوض والتقدم فإنها تهتم بالتعليم اهتمامًا خاصًّا ، فليست تجارب دول مثل ماليزيا وكوريا الجنوبية واليابان وألمانيا وغيرها من البلدان منا ببعيد ؛ حيث كان التعليم هو أحد أركان دعائم التنمية والنهضة .

فإن أردنا لأمتنا نهضة حقيقة فإن الأمر يستلزم منا العمل بجد وتفان في ملف التعليم ووضعه في مكانه اللائق حقيقة ، وليس شعارًا ليس له في الواقع أي صدى .

فبناء الإنسان أولى وأهم من تشييد البنيان ؛ فالبنيان الذي لا يتولى تخطيطه وإدارته أجيال ذات وعي وإدراك ومهارات متميزة ؛ فلن يتمكن من إتمام وإنجاز مستديم يستمر ، ولكن سيكون عملًا على إهدار الطاقات والموارد باستمرار ، ولن تتحقق الأهداف !!

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة