الخميس، ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

سورة الإخلاص (3)

مِن فضائلها- الاستشفاء بها...

سورة الإخلاص (3)
رضا الخطيب
الأربعاء ١٠ يناير ٢٠١٨ - ١١:٠٤ ص
1012

سورة الإخلاص (3)

كتبه/ رضا الخطيب

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فما زال الكلام موصولًا مع "سورة الإخلاص".

فمِن فضائلها:

قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ قَرَأَ قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ حَتَّى يَخْتِمَهَا عَشْرَ مَرَّاتٍ , بَنَى اللهُ لَهُ قَصْرًا فِي الْجَنَّةِ) (رواه أحمد، وصححه الألباني).

وعن بريدة -رضي الله عنه- قال: سَمِعَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَجُلًا يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ الْأَحَدُ الصَّمَدُ، الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (لَقَدْ سَأَلَ اللَّهَ بِاسْمِهِ الْأَعْظَمِ، الَّذِي إِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى، وَإِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ) (رواه أحمد وأبو داود والترمذي، وصححه الألباني).

وروى الإمام أحمد عن عقبة بن عامر -رضي الله عنه- قال: لَقِيتُ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَابْتَدَأْتُهُ فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ، قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا نَجَاةُ الْمُؤْمِنِ؟ قَالَ: (يَا عُقْبَةُ، احْرُسْ لِسَانَكَ، وَلْيَسَعْكَ بَيْتُكَ، وَابْكِ عَلَى خَطِيئَتِكَ) (رواه أحمد، وحسنه الألباني)، وجاء في رواية أخرى: (أَخْرِسْ لِسَانَكَ): أي تصرف كأنك أخرس، أي أمسك عليك لسانك.

وهكذا سلوك المؤمن في الفتن أن يكف لسانه ولا يخوض؛ لأن اللسان إذا أطلق فهو سبع عقور، يقطع في أعراض الناس، ويجني ويحصد صاحبه بهذه العضلة القصيرة، الآثام والكبائر والذنوب؛ فتهلكه!

قال عقبة: ثُمَّ لَقِيَنِي رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَابْتَدَأَنِي فَأَخَذَ بِيَدِي، فَقَالَ: (يَا عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ، أَلَا أُعَلِّمُكَ خَيْرَ ثَلَاثِ سُوَرٍ أُنْزِلَتْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالزَّبُورِ وَالْفُرْقَانِ الْعَظِيمِ؟) قَالَ: قُلْتُ: بَلَى، جَعَلَنِي اللهُ فِدَاكَ. قَالَ: فَأَقْرَأَنِي: قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ، وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ، وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ، ثُمَّ قَالَ: (يَا عُقْبَةُ، لَا تَنْسَاهُنَّ، وَلَا تَبِتِ لَيْلَةً حَتَّى تَقْرَأَهُنَّ) (رواه أحمد، وحسنه الألباني).

الاستشفاء بها:

عن عائشة -رضي الله عنها-: "أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ جَمَعَ كَفَّيْهِ، ثُمَّ نَفَثَ فِيهِمَا فَقَرَأَ فِيهِمَا: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ، وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ، ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا مَا اسْتَطَاعَ مِنْ جَسَدِهِ، يَبْدَأُ بِهِمَا عَلَى رَأْسِهِ وَوَجْهِهِ وَمَا أَقْبَلَ مِنْ جَسَدِهِ، يَفْعَلُ ذَلِكَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ" (متفق عليه)

وقولها هنا في هذا الحديث: "ثُمَّ نَفَثَ فِيهِمَا فَقَرَأَ فِيهِمَا": المقصود أنه قرأ، ثم نفث بعد القراءة؛ حتى تحصل بركة تلاوة القرآن في كفيه، فهذه رقية يومية كان الرسول -عليه السلام- يرقي بها نفسه قبْل أن ينام، والنفث: أي ينفخ بريق لطيف.

وقولها: "جَمَعَ كَفَّيْهِ، ثُمَّ نَفَثَ فِيهِمَا": أي بعد القراءة، فينبغي أن يُحمل الحديث على هذا، فإذا أراد الإنسان أن ينام فإنه يجمع كفيه، ثم يقرأ المعوذات الثلاث، وإذا قيل: المعوذات، فالمراد بها: "قل هو الله أحد، والفلق، والناس"، المعوذات بالجمع.

وقولها: "ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا مَا اسْتَطَاعَ مِنْ جَسَدِهِ... ": أي يبدأ أولاً برأسه ووجهه، ثم ما أقبل مِن جسده، ثم ما استطاعت يده أن تصل إليه مِن جسده، فيرقي نفسه بهذه السور الثلاث.

فهذه جملة أحاديث صحاح في فضل هذه السورة المباركة، والموفق مِن عباد الله مَن أكثر مِن قراءة هذه السورة، فمَن أراد أن تكثر قصوره في الجنة، ومَن أراد أن يحبه الرحمن، ومَن أراد أن يدخل الجنة، ومَن أراد أن يعصمه الله مِن الشيطان، ومَن أراد أن يزداد إيمانًا وهدى؛ فليكثر مِن قراءة هذه السورة التي تعدل ثُلُث القرآن.

وللحديث بقية -إن شاء الله-.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة