الجمعة، ٢٠ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

(قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا)

إذا اعتصم هذا المسلم بعقيدة الربوبية فلن يصيبه إطلاقًا هذا الإحباط واليأس

(قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا)
أحمد رشوان
الأربعاء ٢٤ يناير ٢٠١٨ - ١٠:٣٣ ص
991

(قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا)

كتبه/ أحمد رشوان

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فقد ينظر الناظر حوله مِن المسلمين فيصيبه الضيق والإحباط، فهذه بلاد الإسلام قد ضعفت وبعضها تم تفتيته، والبعض يسارع مسارعة عظيمة في البُعد عن الدين بعد أن كانت هذه البلاد حصنًا لأحكام الدين، ويقول في نفسه: هذا تدبير قديم قد نجح!

وقد يجره هذا للتسليم بأن الدولة الفلانية هي مَن تتحكم بالعالم، وما أرادته كان! وقد تحقق لها كثير مما أرادتْ في الفترة الأخيرة، ولكن إذا اعتصم هذا المسلم بعقيدة الربوبية فلن يصيبه إطلاقًا هذا الإحباط واليأس؛ فكيف ييأس المسلم مِن التغيير وهو يعلم أن الله له الأرض ومَن فيها (قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ . سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ) (المؤمنون:84-85)؟!

ولذلك قال ربنا بعدها: (أَفَلَا تَذَكَّرُونَ).

فمَن أمر الله بتوجيه السؤال لهم مِن الكفار كانوا يعرفون أن الأرض ومَن فيها لله، ولكنهم لم يذكّروا بتلك المعرفة ولم ينتفعوا بها؛ أما المسلم فلا بد أن يكون متذكرًا دائمًا لهذا الأمر، مستحضرًا له؛ فما أراده الله كان وإن دبر غيره وخطط!

ومهما كانت عظمة التخطيط والتدبير، فتدبير الله سابق، بل قد يجعل ربنا الهلاك في تدبير مَن دبر: (وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ . فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ) (النمل:50-51).

فأبشر أيها المسلم ولا تيأس؛ فتدبير الله غالب، وله الأرض ومَن فيها، ولكنه وجهنا للذكرى وللتقوى.

فاللهم ارزقنا تذكرة وتقوى نستحق بها تدبيرك لنا، والحمد لله أولًا وآخرًا، وظاهرًا وباطنًا.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة