الثلاثاء، ٨ شوال ١٤٤٥ هـ ، ١٦ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

على أبواب الانتخابات الرئاسية

خيار العزلة لا يناسِب أصحاب المنهج الإصلاحي الدعوي العلني

على أبواب الانتخابات الرئاسية
غريب أبو الحسن
الأحد ٢٨ يناير ٢٠١٨ - ١٠:٤٨ ص
1279

على أبواب الانتخابات الرئاسية

كتبه/ غريب أبو الحسن

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

- فهناك نجاحات نُثني عليها، وهناك إخفاقات ننكرها ونطالِب بعلاجها علانية، نصرِّح ولا نكني، ومَن يتهمنا بالانبطاح يتعايش مع المنكرات دون إنكارٍ متذرعًا بأنه معتزل!

- نجاح ‏مرشح لا يملك ولاءَ المؤسسات يعني العودة للمربع "رقم صفر"!

- ‏يتم اختيار الرئيس في بلادنا بتوافق المؤسسات عليه.

- ‏الكل يدير خسائره.

- ‏العاقل هو مَن يتخذ قراره، وعينه على مرحلة ما بعد الانتخابات الرئاسية.

- ‏خيار العزلة لا يناسِب أصحاب المنهج الإصلاحي الدعوي العلني.

- ‏مِن محددات اختيار القرار المناسِب: استيعابك لقراءة الأطراف الأخرى لقرارك، وطريقة فهمهم له، ورد فعلهم تجاهه.

- ‏مِن محددات اتخاذ القرار المناسب: توقع الآثار المترتبة عليه.

- ‏مِن محددات اختيار القرار المناسب: حساب المصالح والمفاسد المترتبة على اتخاذ القرار، وكذلك حسابها إذا قررنا التعامل السلبي مع الحدث؛ لأن إهمال الحدث في حد ذاته قرار له حساباته.

- ‏اتخاذ القرار داخل الكيانات يتم عبْر الشورى ويراعي طبيعة الكيان وعوامل القوة بداخله.

- ‏الاعتزال قرار سهل نظريًّا، وسهل عند محدودي الخبرة، وسهل عند الفرديين، ولكنه قرار يحتاج لحسابٍ وميزان؛ لأنه في الحقيقة نوعٌ مِن الرفض والمعارضة، وهو عندما يصدر مِن كيانٍ قد يكون أشد مِن المعارضة المباشِرة، وهذا لا يمنع أنه سيظل خيارًا قد تدفعك إليه الظروف.

- ‏معركتنا الحقيقية في العمل الدعوي الجاد.

- ‏معركتنا الحقيقية في إيجاد الشخصية المسلمة مكتملة الأركان، في العلم والعبادة، والدعوة، والسلوك والمعاملة.

- ‏معركتنا الحقيقية في تحقيق عبودية الفرد والأمة، وفي نشر الإسلام الصافي.

- ‏معركتنا الحقيقية في بناء الكفاءات المتخصصة في كل المجالات.

- ‏معركتنا الحقيقية في بناء شبكةٍ جيدةٍ مِن العلاقات مع الجميع.

- ‏معركتنا الحقيقية هي التجذر في المجتمع عبْر العمل الدعوي والاجتماعي.

- ‏معركتنا الحقيقية هي إزالة آثار حملة التشويه الظالمة.

- ‏ستسمع ضجيجًا لنزلاء قطر وتركيا، ولن تسمع صوتًا لنزلاء السعودية؛ فقد صار للكلام ضريبة!

- ‏ستسمع ضجيجًا للمعرفات المجهولة على صفحات الفيس، أما المعرفات المعلومة؛ فلن تسمع لها إلا همسًا، فقد صار للكلام على صفحاتها ضريبة، وإن تكلمتْ فستنتقد موقفك أنتَ؛ لأنها ستختار الخصم عفّ اللسان، والذي تأمن جانبه!

- ‏لا تتناقش مع ربعاوي حول خيارك لمرشح الرئاسة فهو في عالمه الموازي "ينتظر يوم الأحد العصر حيث سيدخل مرسي القصر!"، ولكن يمكن أن تلفت نظره أنه بنقاشه حول مَن سنختار يعترف بشرعية عالمنا، وأنه بذلك ينتقل مِن عالمه الموازي نحو عالمنا، وأنه بذلك أيضًا يخون دماء الشهداء، ويبيع السجناء!

- ‏ولا مانع مِن أن تذكِّره -لو قرر أن ينتقل لعالمنا ويبيع شرعية د."مرسي"، ويخون دماء شهداء رابعة، ويختار أحد المرشحين-: أن الفريق "سامي عنان" مِن العسكر الذين يدعو لزوال حكمهم ليل نهار، وأن موقعة "الجمل" حدثتْ والفريق "عنان" في منصبه الرفيع، وأنهم بذلك يخونون دماء مَن قُتِل في موقعة الجمل، وسائر الدماء التي سالت بعد ذلك؛ إلا إذا كان يرى أن هذه الدماء أقل درجة مِن دماء رابعة!

- ‏وذكِّرهم أنه حين أخذ الفريق "عنان" قلادة النيل ورحل، أقاموا الأفراح واعتبروا ذلك أحد انجازات د."مرسي!"، وأن د."مرسي" يضرب بيد مِن حديد!

- ‏وذكره أن هناك مرشحًا آخر لا يرتدي الزي العسكري، بل هو مدني، بل يرتدي زي ثورة يناير؛ اسمه "خالد علي" وهو يهتف أيضًا: "يسقط حكم العسكر"، أم أن "إن فاتك السيسي اتمرغ في عنان!"، ويصبح فجأة: "حكم العسكر زي السكر!".

- ‏لا تتناقش مع مَن تدثر باعتزال المشهد ثم يلومك على خيارك، ولكن يمكن أن تلفت نظره إلى أنك متوافق مع نفسك؛ فأنتَ لم تدعِ العزلة، وأنتَ لستَ ثوريًّا سرًّا، ومعتزل علنًا!

ونبهه: أنه بنقاشه هذا يخلع دثار العزلة وسيفتح على نفسه عشرات الأسئلة حول عشرات القضايا الشرعية والسياسية التي تركها دون لومٍ أو نكيرٍ ظانًّا أن دثاره يكفيه.

ونبهه أيضًا: أنك لستَ الطرف الوحيد في المعادلة، ولستَ الطرف المباشِر، وأن هناك أطرافًا كثيرة تستحق أن تسمع لومه.

- ‏لا تتناقش مع "بطال" كلما دعوته لنصرة دينه أو رفعة بلاده اعتذر لانشغاله بدنياه، ثم إذا جاء وقت الجدال والعبث؛ أفرد لذلك ساعاتٍ وأيامًا، ولكن قل له: "لا تشغلني عن آخرتي!".

- ‏وأخيرًا: ‏مَن كان له واقع ونشاط، وأرض يستصلحها ويزرع فيها؛ سيراعي في قراره رعاية أرضه وحمايتها، ورعاية أهله وحمايتهم؛ حتى لو ضاقت السبل فسيستبقي على ما تبقى وإن قلَّ؛ فسيجعل الله بعد عسر يسرًا.

- ‏أما مَن واقعه لا يتجاوز صفحته على الفيس أو تويتر؛ فسيدعوك لإقدام مَن لا يخشى الموت؛ لأنه عند لحظة الحقيقة سيغلق صفحته، ولن يخسر غيرها! فهذه النماذج تحسِن التعايش مع المنكرات!

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com