السبت، ١٢ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٠ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

سأعود... !

وإن متُ فلي ألف أخ بعدي؛ هو أنا... سيعودُ!

سأعود... !
عصام محمود زهران
السبت ٠٣ مارس ٢٠١٨ - ١٠:٣١ ص
850

سأعود... !

كتبه/ عصام محمود زهران

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فقد اطلعنا على توصيات "مؤتمر الأزهر" لنصرة القدس، وأحب أن أنبِّه على عدة نقاط:

1- إن موضوع القدس ليس له (موْسِم) -أي زمن معين لنتحدث عنه-؛ بل نحن متعلقون بقلبه، وقتما أخفق اضطربنا حتى نجد الدواء؛ ولن نستكين أو نتهاون في الحصول عليه.

2- نسيم ريحان النصر قادمة لا محالة، ويأبى "الأزهر" إلا أن يضع البذرة الأولى؛ لسان حاله: معذرة إلى ربكم!

3- الإدارة المصرية آخذة بزمام الأمة كعادتها، وإن الكلمات الرنانة المفعمة بالجسارة وعزة النفس التي سمعناها مِن "شيخ الأزهر"؛ مُصدّق عليها، وموضوع بصمة لسان الدولة فيها.

4- الأزهر لا يعترف بالاحتلال الإسرائيلي، ويرفض قرارات الإدارة الأمريكية، ويضع مقررًا دراسيًّا عن القدس الشريف يدرّس في المعاهد الأزهرية وجامعة الأزهر، استبقاءً لجذوة قضية القدس في نفوس النشء والشباب، وترسيخًا لهم في ضمائرهم؛ إنها مبادرة مباركة فسيخرج جيل يعتز بدينه، ولا يفرط بأرضه مهما حاول الأعداء إضعافه.

5- إن هذا المؤتمر هام جدًّا، ويعد تحركًا قويًّا لنصرة القدس؛ لأنه تجاوز الشعارات والإدانات والشجب، وقد تمكَّن الأزهر مِن جمع وفود مِن 86 دولة مِن قارات العالم، بل وشارك به يهود يناهضون الحركة الصهيونية ويفندون مزاعمها، ويعترفون بالدولة الفلسطينية.

6- إن "ترامب" بقراره الأحمق، أسهم في أن يستنفر الطاقات، ويوقظ الوعي العام بالقدس، وأفاد القضية أكثر مما أضرها، وإن تهوره هذا فتح الباب أمام أمرين: أحدهما: استعادة قضية فلسطين عمقها الإنساني العالمي التحرّري. والآخر: إمكانية تكوين شبكةٍ مِن المواقف الشعبية والدبلوماسية لنصرة قضية القدس.

7- كل ما يمثِّل حشدًا إسلاميًّا لصالح القضية الفلسطينية يثير قلق صناع القرار الإسرائيلي، وحجم القلق الذي قد يسببه مؤتمر الأزهر للحكومة الإسرائيلية لا يرتبط بالتوصيات الصادرة عنه، وإنما بحجم العمل والتحركات التي ستصدر عن المجتمعين فور انتهاء المؤتمر، فلا يهم التوصية بإعلان الحرب، وإنما الأهم: هل سنذهب للحرب فعلًا أم لا؟! وهل نحن مستعدون أم لا؟

8- إن المستقبل لهذا الدينِ بلا منازع، لكنه لن يتحقق بالمعجزات السحرية؛ وإنما بالعمل والبذْل لله مِن منطلقاتٍ صحيحةٍ على منهج أهل السُّنة والجماعة، وإن محنة فلسطين ليستْ هي الأولى ولا الأخيرةَ؛ فقد تعرَّضتْ هذه الأمةُ لمحنٍ كثيرةٍ وقاسية، ومع ذلك لم تستسلم للجراح ولم تيأس، وظلَّتْ تكافح وتجاهد حتى نصرها الله على أعدائها.

9- شأن القدسِ شأن المسلمين كلِّهم بنصِّ كتابِ اللهِ وسنة رسولِه -صلى الله عليه وسلم-، فلِكلِّ مسلمٍ حقٌّ في تلك الأرضِ المباركة، يقابِلُه واجِبُ النُّصرةِ بكلِّ صوَرِه، فالحجَّة تبقى قائمةً معَ الحقِّ وأهلِه، وعلى الظلمِ وأهلِه إلى يَومِ الدّين.

10- سأعود... سأعود مِن نور الشمس، مِن ضوء القمر، مِن النجوم... سأعود... سأعود وإن متُ فلي ألف أخ بعدي؛ هو أنا... سيعودُ!

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة