رأيتك تُحْسِن الصلاة!
كتبه/ حنفي مصطفى
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما
بعد؛
فإن الله -تعالى- أمرنا في كتابه بما يقربنا
إليه، ويحسِّن الصلة التي بيْن العبد وربه ويقويها، ومِن ذلك: حسن الصلاة وتمامها
وخشوعها، فحسن الصلاة هو حُسن الصلة بالله -تعالى-، وكلما زاد حسنها وخشوعها كلما
قويت الصلة بالله.
وذكر الله سبب دخول جنة الفردوس، فقال -سبحانه-:
(قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ . الَّذِينَ هُمْ فِي
صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ) (المؤمنون:1-2)، وذكر
-سبحانه- مِن ثمار الصلاة الطيبة: (إِنَّ الصَّلَاةَ
تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ) (العنكبوت:45).
فالصلاة الحسنة الطيبة المقبولة تثمر ذكر الله،
والمنع مِن الفحشاء والمنكر، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (يَا بِلَالُ أَقِمِ الصَّلَاةَ أَرِحْنَا بِهَا) (رواه أحمد وأبو داود، وصححه الألباني)، وقال: (وَجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ)
(رواه أحمد والنسائي، وصححه الألباني).
ولما سمع عمر -رضي الله عنه- أن كسرى يجهِّز
جيشًا؛ جهز جيشًا ثم ذهب إلى المسجد ليختار قائد الجيش فرأى رجلًا يصلي أعجبته
صلاته فاختاره لهذه المهمة، فسأله فقال له: "رأيتك تحسن الصلاة!".
إنه الصحابي النعمان بن مقرن المزني -رضي الله
عنه-؛ لأن القائد أو المسئول إذا كان يحسن الصلاة فهو حسن الصلة بالله -تعالى-،
فتجده موفقًا معانًا مسددًا، مستجاب الدعوة، فكان -رضي الله عنه- موفقًا مسددًا،
رزقه الله الشهادة مع نصر للمسلمين في معركة "نهاوند" فتح الفتوح، فكان
اختيار عمر -رضي الله عنه- موفقًا.
كذلك البيوت والمجتمع والأمة إذا حسنت الصلاة
حسنت الصلة بالله؛ فتجد التوفيق والإعانة، والسداد والاهتداء إلى الخير والصواب؛
فأحسنوا الصلة بالله بحُسن الصلاة له -سبحانه-.
اللهم رد المسلمين إلى دينهم ردًّا جميلًا، وأصلح
شبابهم ونساءهم، والحمد لله رب العالمين.
موقع أنا السلفي
www.anasalafy.com