الجمعة، ١١ شوال ١٤٤٥ هـ ، ١٩ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

خطوات لممارسة الإصلاح (3)

العناية بالتربية الإيمانية والأخلاقية

خطوات لممارسة الإصلاح (3)
أسامة شحادة
الثلاثاء ٢٤ أبريل ٢٠١٨ - ١٨:٣٦ م
897

خطوات لممارسة الإصلاح (3)

كتبه/ أسامة شحادة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فالإصلاح مسؤولية مجتمعية عامة؛ كلٌّ بحسب موقعه ودوره، قال -عز وجل-: (وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ) (هود:117).

1- المعلمون والمعلمات (3):

بعد أن تحدثنا عن إصلاح المعلمين والمعلمات مِن خلال خطوتي: غرس محبة العلم والتعلم في الجيل الصاعد، وإتقان تدريسهم وتعليمهم للطلبة بالتمكن مِن المادة العلمية والإبداع في طرق التدريس والتعليم، نأتي للخطوة الثالثة والتي ننهي بها الحديث عن إصلاح المعلمين والمعلمات، وهي: "العناية بالتربية الإيمانية والأخلاقية" لهذا الجيل الصاعد، والذي يواجه معركة الشهوات والشبهات العالمية قبْل أن يكتمل وعيه وإدراكه لها عبْر ثورتي: "الإعلام والاتصال"، حيث يقضي الطلبة آلاف الساعات تحت قصف الشاشات والشاتات والتي تخاطب غرائزهم وعقلهم اللاواعي! وهذا يضاعِف مِن مسؤولية المعلمين والمعلمات بالعناية بتربية الجيل وغرس القيم الإيمانية والأخلاقية في روحه بحكمةٍ وذكاءٍ ورحمةٍ.

وكما يحمل الكثير مِن المعلمين والمعلمات مِن ذكريات طيبة لمعلمين ومعلمات تركوا بصماتٍ على أرواحهم وقلوبهم بحيث لا تمل ألسنتهم مِن الدعاء لهم بالخير والثناء عليهم بالغيب؛ فلتكن لكم معاشر المعلمين والمعلمات مثل تلك البصمات التربوية والإيمانية والأخلاقية على قلوب هذا الجيل الأكثر معرفة وجرأة وثقة.

وبسبب هذه الصفات للجيل الجديد يلزم تطوير معارفنا التربوية، وتجديد وسائلنا التربوية، وسد الفجوة بيْن تجربتنا وثقافتنا وبيْن واقع هذا الجيل الذي تتبدل وتتغير مفاهيمه وسلوكياته بسرعةٍ رهيبةٍ، إذا لم نعيها فإن الفجوة بيْن المعلمين والمعلمات تتمدد وتتعاظم حتى تصبح حاجزًا سميكًا يحول بيْن الطلبة ومعلميهم، ويجعل منهم جزرًا معزولة عن التربية المطلوبة وأسرى للغزو الفكري والثقافي عبْر وسائل التواصل الاجتماعي، والذي نشاهد بعضه عبْر السلوكيات الغريبة والجرائم البشعة لبعض الطلبة هنا أو هناك.

فكم يحتاج المعلمون والمعلمات لإثراء ثقافتهم حول خصائص المرحلة العمرية التي يعلمونها عبْر مطالعة كتابٍ جديدٍ كل سنة حول الموضوع حتى يحسنون التعامل مع الطلبة وتصرفاتهم السليمة والسلبية، وتحويل وعلاج السلبي منها بعلمٍ ورحمةٍ وحكمةٍ وذكاءٍ!

ويحتاج المعلمون والمعلمات إلى مطالعة ولو كتاب سنويًّا حول التربية، والتعامل مع الطلبة لتأصيل معارفهم وأساليبهم مع الطلبة ومع أبنائهم، ولعل في كتب د."عبد الكريم بكار" مجموعة متميزة في ذلك، منها: "تأسيس عقلية الطفل - طفل يقرأ - القواعد العشر في تربية الأبناء - مشكلات الأطفال - حول التربية والتعليم - بناء الأجيال - وغيرها... ".

كما أن مطالعة بعض الكتب المتخصصة في زراعة القيم في نفوس الطلبة، ومهارات إقناعهم والتأثير فيهم، مفيد جدًّا لكل معلم ومعلمة، ومِن هذه الكتب مهارات التأثير والإقناع عند المعلمين لبدر الحسين، وفي شبكة الإنترنت عدد مِن الدورات والأبحاث الخاصة بذلك.

إن المعلم والمعلمة الذكية في الحقيقة يسعى لأن يضاعف فائدته الشخصية مِن التعليم، فيقوم بوظيفته بإتقان، ويأخذ أجره على ذلك، ويحوز على السمعة الطيبة في الدنيا، ولكنه أيضًا يساهِم في إصلاح الأمة والارتقاء بها عبْر تعظيم ثروتها الحقيقية، وتمتين صفها الداخلي وبناء أبنائها ليكونوا قادة نهضتها القادمة، كما كان الشافعي، والعز بن عبد السلام، ونور الدين زنكي، وصلاح الدين؛ فيكون شريكًا لهم في الأجر عند الله -عز وجل-، وتزداد حسناته بالدعاء له في غيابه، ولا ينقطع أجره بما علَّمه بنيةٍ صالحةٍ.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة

ربما يهمك أيضاً