الجمعة، ٢٠ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

القمة العربية بالظهران... آمال وآلام!

ثمة أمور وددتُ أن تكون حاضرة على طاولة اجتماع الزعماء العرب

القمة العربية بالظهران... آمال وآلام!
أحمد الفولي
الاثنين ٣٠ أبريل ٢٠١٨ - ١٧:٠٩ م
858

القمة العربية بالظهران... آمال وآلام!

كتبه/ أحمد الفولي

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛  

فقد شاركتُ -بفضلٍ مِن الله- في التغطية الإعلامية للقمة العربية موفدًا عن "صحيفة الفتح"، وذلك ضمن وفد الإعلاميين المصريين المشاركين في تغطية "القمة العربية"، والتي انعقدت بالمنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية في مدينة الظهران وسط آلام تمر بها أمتنا، وآمال يعقدها البعض على اجتماع الزعماء العرب.

تفاءلتُ في الحقيقة على المستوى الشخصي باجتماع السادة الرؤساء، فالاجتماع وحده فضيلة؛ لا سيما مع كثرة الخلافات داخل البيت العربي الذي هو في أشد الحاجة إلى الاجتماع في ظل هذه الحالة التي نمر بها مِن استقطاب دولي لمنطقتنا العربية فضلًا عن الانتهاكات الصارخة التي تستهدف طمس هويتنا الإسلامية والعربية.

ورغم تفاءلي بما ذكرتُ مِن اجتماع، ومِن كلماتٍ طيبةٍ، أبرزها كلمة الرئيس "عبد الفتاح السيسي"؛ إلا أن ثمة أمور وددتُ أن تكون حاضرة على طاولة اجتماع الزعماء العرب، وعلى رأسها: "الأوضاع السورية"؛ نعم، لقد استنكر الزعماء العرب التدخلات الإيرانية والروسية والأمريكية والتركية في سوريا، إلا أن الشعب السوري لا زالت جراحه تنزف، وفي الحقيقة هو وحده الذي يدفع الثمن، فكم نحن في حاجةٍ إلى سرعة إدراك ما يمكن إدراكه للحفاظ على ما تبقى مِن الشعب السوري، وللحفاظ على سيادته ووحدة أراضيه، بتحركاتٍ حقيقيةٍ على الأرض، أكثر مِن كونها إدانات فحسب.

لم يغب عن طاولة الاجتماع، قضية عصابات الحوثي الإيرانية في اليمن، وكذا عصابات حزب الله في لبنان، وغيرهما مِن ميلشيات إيرانية تم زراعتها في المنطقة لتفتيتها لحساب الإمبراطورية الفارسية، والمشروع الصفوي الكبير، ورغم مطالبة بعض القادة بأخذ موقف واضح كتقليل البعثات الدبلوماسية أو قطعها، إلا أن البعض اعترض! مما يشير إلى أن هناك عددًا مِن الأشقاء لا زال كما هو لم يدرك خطورة هذه التدخلات الإيرانية في المنطقة العربية.

كم سعدتُ بالتقارب السعودي مع العراق، وبذل أموالٍ ضخمةٍ أعلن عنها الملك "سلمان" لإعادة الإعمار، في محاولة لاستعادة العراق إلى حضن الأشقاء العرب بعد اختطاف طهران لها؛ إلا أن القمة انعقدت وسط أجواء تحضيرية للانتخابات البرلمانية في العراق، والتي يشرف عليها ميلشيات الحشد الشعبي التابعة لقاسم سليماني قائد فيلق القدس، في ظل غيابٍ كاملٍ للكتلة التصويتية السُنية بيْن طريد أو سجين أو قتيل، ما عدا جماعة الإخوان المسلمين التي تشارك ذيول طهران في برلمان عراقي زائف، لا يعبِّر عن إرادة الشعب ولا عن طوائفه العربية.

غاب عن طاولة الاجتماع، قضية الأحواز العربية العادلة، والتي قارب احتلالها على مائة عام تقريبًا في ظل انتهاكات متواصلة للإقليم، وتفريس لجميع المسميات العربية به، ونهب الثروات والممتلكات.

سُميت القمة بـ"قمة القدس"، وفقًا لما أعلنه الملك "سلمان" رئيس القمة لهذا العام، وأعلن عن تبرعاتٍ كبيرة لفلسطين، في ظل إجماع تام على رفض قرار "ترامب"، وأن القدس هي عاصمة فلسطين الأبدية، ولكن هل يمكننا استغلال هذا الاجتماع والتآلف في تنفيذ توصية القمة في هذا الشأن، وإثناء ترامب عن قراره؟!

توصيات عديدة في ظل أجواءٍ ملتهبةٍ، أبرزها: رفض قرار "ترامب" المشئوم باعتبار القدس عاصمة للكيان الصهيوني، وإيقاف التدخلات الإيرانية الطائفية في المنطقة، وإيقاف تمويل ميلشياتها الإرهابية، ورفض التدخلات التركية والروسية والأميركية في سوريا؛ فهل ستنجح المملكة العربية السعودية في متابعة تنفيذ التوصيات على أرض الواقع خلال رئاستها للقمة لعام 2018م؟!

نسأل الله أن يبرم لأمتنا أمر رشدٍ وخيرٍ.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة