الخميس، ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

ولا الجهاد في سبيل الله!

هل سنجيد استغلال أوقاتنا فيها بطريقة صحيحة؟!

ولا الجهاد في سبيل الله!
سامح بسيوني
الأربعاء ١٥ أغسطس ٢٠١٨ - ٠٥:٣٣ ص
673

ولا الجهاد في سبيل الله!

كتبه/ سامح بسيوني

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

تأتي عشر ذي الحجة -تلك الأيام المعلومات- مِن كل عام، وتزداد الغفلة عنها وعن فضلها عند الكثير منا؛ لكثرة الملهيات وقلة العبادات فيها -لغير الحجيج-، بخلاف ما كان يحدث في الأيام المعدودات مِن صيام رمضان وقيامه مِن الجميع؛ لذلك نحتاج جميعًا أن نستشعر فضل هذه الأيام ومدي الخسارة التي قد يخسرها الإنسان منا لو فرط فيها.

ومِن أعظم ما ينفع الإنسان منا في ذلك؛ استعراض تلك الأحاديث التي في فضائل الجهاد في سبيل الله ثم تذكر أن العمل الصالح في هذه الأيام -أي عمل صالح- أعظم عند الله مِن الجهاد في سبيل الله في غيرها، كما في الحديث عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (مَا مِنْ عَمَلٍ أَزْكَى عِنْدَ اللهِ وَلَا أَعْظَمُ أَجْرًا مِنْ خَيْرٍ يَعْمَلُهُ فِي الْعَشْرِ الْأَضْحَى)، قِيلَ: وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ؟، قَالَ: (وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ)، وَكَانَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ إِذَا دَخَلَ أَيَّامُ الْعَشْرِ اجْتَهَدَ اجْتِهَادًا شَدِيدًا حَتَّى مَا يَكَادُ يَقْدِرُ عَلَيْهِ. (رواه البيهقي في شعب الإيمان، وحسنه الألباني).

فالنظر في أحاديث فضائل الجهاد في هذه الأيام المباركة؛ مما يحفز النفوس الصادقة علي الاجتهاد والإكثار مِن الأعمال الصالحة فيها، فأي عمل صالح فيها أزكى عند الله وأحب إليه من شعيرة الجهاد -الذي هو ذروة سنام الإسلام- في غيرها مِن الأيام.

ومِن هذه الأحاديث الصحيحة:  

ما رواه أبو أمامة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (لَغَدْوَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ رَوْحَةٌ، خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا) (رواه البخاري)، وقال: (إِنَّ مُقَامَ أَحَدِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَفْضَلُ مِنْ صَلَاتِهِ فِي بَيْتِهِ سَبْعِينَ عَامًا، أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَيُدْخِلَكُمُ الجَنَّةَ، اغْزُو فِي سَبِيلِ اللَّهِ، مَنْ قَاتَلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَوَاقَ نَاقَةٍ وَجَبَتْ لَهُ الجَنَّة) (رواه الترمذي، وحسنه الألباني).  

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (مَوْقِفُ سَاعَةٍ فِي سَبِيلِ اللهِ خَيْرٌ مِنْ قِيَامِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ عِنْدَ الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ) (رواه ابن حبان والبيهقي، وصححه الألباني).

وعن عمرو بن عبسة السلمي -رضي الله عنه- قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَلَغَ الْعَدُوَّ أَخْطَأَ أَوْ أَصَابَ، كَانَ لَهُ كَعِدْلِ رَقَبَةٍ) (رواه أحمد والنسائي، وصححه الألباني).

وعن جابر بن عبد الله قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (مَنِ اغْبَرَّتْ قَدَمَاهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ) (رواه البخاري).

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ: دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ يَعْدِلُ الجِهَادَ؟ قَالَ: (لاَ أَجِدُهُ) قَالَ: (هَلْ تَسْتَطِيعُ إِذَا خَرَجَ المُجَاهِدُ أَنْ تَدْخُلَ مَسْجِدَكَ فَتَقُومَ وَلاَ تَفْتُرَ، وَتَصُومَ وَلاَ تُفْطِرَ؟)، قَالَ: وَمَنْ يَسْتَطِيعُ ذَلِكَ؟ (رواه البخاري).

وعن أبي الدرداء -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ فِي الجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ، أَعَدَّهَا اللَّهُ لِلْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، مَا بَيْنَ الدَّرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ) (رواه البخاري).

فتأمل معي -رحمني الله وإياك- هذه الفضائل التي ذكرت للجهاد في سبيل الله في تلك الأحاديث الصحيحة عاليه.

- (لَغَدْوَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ رَوْحَةٌ، خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا).

- (كَانَ لَهُ كَعِدْلِ رَقَبَةٍ).

- (أَنْ تَدْخُلَ مَسْجِدَكَ فَتَقُومَ وَلاَ تَفْتُرَ، وَتَصُومَ وَلاَ تُفْطِرَ؟).

- (خَيْرٌ مِنْ قِيَامِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ عِنْدَ الْحَجَرِ الْأَسْوَد).

- مغفرة الذنوب (أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ).

- (حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ).

- وجوب الجنة (وَجَبَتْ لَهُ الجَنَّة).

- رفعة الدرجات في الجنة (مَا بَيْنَ الدَّرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ).

واستشعر معي أن فضل العمل الصالح في هذه العشر أعظم مِن تلك الفضائل كلها.

فهل  ستعلو همتنا؟!

وهل سنرتب أولويات أعمالنا فيها؟!

وهل سنجيد استغلال أوقاتنا فيها بطريقة صحيحة؟!

وهل سنكون فيها حقًّا مِن الصادقين الذين يصدقهم الله أم مِن المُدّعين المفرطين الذين يخذلهم الله؟

فاللهم إنا نسألك التوفيق والسداد، وأعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك على الوجه الذي يرضيك عنا، ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين أبدًا.

اللهم آمين.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة

ربما يهمك أيضاً