الجمعة، ١١ شوال ١٤٤٥ هـ ، ١٩ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

نعمة انشراح الصدر

فإن مِن أعظم نعم الله على عبده؛ نعمة انشراح الصدر.

نعمة انشراح الصدر
زين العابدين كامل
السبت ٠٨ سبتمبر ٢٠١٨ - ١٦:٤٦ م
1295

نعمة انشراح الصدر

كتبه/ زين العابدين كامل

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛ 

فإن مِن أعظم نعم الله على عبده؛ نعمة انشراح الصدر.

وانشراح الصدر معناه: أن يشعر العبد بالسكينة والطمأنينة، والراحة والرضا والسعة، وعكس ذلك يكون الضيق والقلق والاضطراب، وقد قال -تعالى- ممتنًا على رسوله -صلى الله عليه وسلم-: (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ) (الشرح:1)، أي: جعل فيه نورًا، وجعله فسيحًا رحيبًا واسعًا، وقد طلب موسى مِن ربه -تعالى- أن يشرح له صدره فقال: (رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي . وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي) (طه:25-26).

ومِن أعظم نعم الله على عبده أن يشرح صدره للإسلام والإيمان، قال -تعالى-: (فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ) (الأنعام:125)، وقال -تعالى-: (أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) (الزمر:22)، فأهل الهدى والإيمان لهم شَرْحُ الصدر واتساعه وانفساحه، وأهل الضلال لهم ضيق الصدر والحرج.

وقد عقد ابن القيم -رحمه الله- فصلًا في كتاب "زاد المعاد" تحدث فيه عن أسباب شرح الصدور، ومِن هذه الأسباب التي ذكرها: "التوحيد"، فقال: "وَعَلَى حَسَبِ كَمَالِهِ وَقُوَّتِهِ وَزِيَادَتِهِ يَكُونُ انْشِرَاحُ صَدْرِ صَاحِبِهِ، والشرك والضلال مِن أعظم أسباب ضيق الصدر وانحراجه، ومِن أسباب انشراح الصدر: (النور) الذي يقذفه الله في قلب العبد، وهو نور الإيمان، فإنه يشرح الصدر ويوسعه ويفرح القلب، ومِن أعظم أسباب ضيق الصدر: الإعراض عن الله -تعالى-، وتعلق القلب بغيره، والغفلة عن ذكره، ومحبة سواه؛ فإن مَن أحب شيئًا غير الله عُذب به.

ومِن أسباب شرح الصدر أيضًا: دوام ذكر الله على كل حال، وفي كل موطن؛ فللذكر تأثير عجيب في انشراح الصدر ونعيم القلب، كما قال الله -تعالى-: (ألا بِذِكْرِ اللّهِ تطْمئِنّ الْقلوب) (الرعد:28)، وللغفلة تأثير عجيب في ضيقه وحبسه وعذابه -والعياذ بالله-.

ومنها: الإحسان إلى الخلق ونفعهم، ففي الحديث: (لَأَنْ أَمْشِي مَعَ أَخٍ لِي فِي حَاجَةٍ, أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ -مَسْجِدِ الْمَدِينَةِ- شَهْرًا) (رواه الطبراني، وحسنه الألباني).

ومنها: ترك فضول النظر، والكلام والاستماع، والمخالطة، وكثرة الأكل والنوم، والانغماس في أنواع اللهو، والتوسع في المباحات، ونحو ذلك" (انتهى مِن زاد المعاد بتصرف).

فاللهم اشرح صدورنا، ونوّر قلوبنا، وأصلح أحوالنا.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com