الجمعة، ٢٠ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

الهمم الشبابية والنفحات الإلهية في رمضان (2)

كان الشافعي يختم القرآن في شهر رمضان ستين ختمة

الهمم الشبابية والنفحات الإلهية في رمضان (2)
إبراهيم جاد
الأحد ١٩ مايو ٢٠١٩ - ١٩:٢٠ م
912

الهمم الشبابية والنفحات الإلهية في رمضان (2)

كتبه/ إبراهيم جاد

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فلتعلموا أيها الشباب أن رمضان موسم للغفران والعتق مِن النيران، وزيادة الحسنات وتكفير للذنوب.

رمضان فرصة ربما لا تأتي مرة ثانية، وسوف نسأل عن شبابنا، فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لَا تَزُولُ قَدَمُ ابْنِ آدَمَ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ عِنْدِ رَبِّهِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ خَمْسٍ: عَنْ عُمُرِهِ فِيمَ أَفْنَاهُ، وَعَنْ شَبَابِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ، وَمَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ، وَمَاذَا عَمِلَ فِيمَا عَلِمَ) (رواه الترمذي، وحسنه الألباني).

وإليكم صور مِن العبادات لسلفكم من الشباب وغيرهم: فعن عبد الله بن مسعود قال: صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَأَطَالَ حَتَّى هَمَمْتُ بِأَمْرِ سَوْءٍ، قِيلَ: وَمَا هَمَمْتَ بِهِ؟ قَالَ: "هَمَمْتُ أَنْ أَجْلِسَ وَأَدَعَهُ" (متفق عليه)، وحين قام أنس بن مالك يقتدي برسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين قام يصلي من الليل في رمضان؛ تحقيقًا للاقتداء، وطلبًا للثواب العظيم المترتب على قيام رمضان إيمانًا واحتسابًا؛ لما ورَد في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ) (متفق عليه)، كان ابن عشرين سنة.

وهذه عائشة بنت أبي بكر الصديق -رضي الله عنهما-، قال القاسم بن محمد: "كنتُ إذا غدوتُ بدأت ببيت عائشة فأسلم عليها، يقول: فدخلت عليها يوماً وهي تصلي وتقرأ قول الله -عزَّ وجلَّ- وتبكي: (فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ) (الطور:27)، قال: فنظرت إليها وانتظرت، فأعادت الآية: (فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ)، قال: فانتظرت مرة ومرتين، فإذا بها تردد الآية وتبكي، قال: فطال عليّ المقام، فذهبت إلى السوق لأقضي حاجة لي، قال: فرجعت فإذا هي قائمة كما هي تبكي وتصلي وتقرأ القرآن!".

وقالت عائشة -رضي الله عنها-: "إنكم لن تلقوا الله -عزَّ وجلَّ- بشيء خير لكم مِن قلة الذنوب".

وكان الأسود بن يزيد يختم القرآن في رمضان في كل ليلتين، وكان ينام بين المغرب والعشاء، وكان يختم القرآن في غير رمضان في كل ست ليالٍ.

وكان مالك بن أنس إذا دخل رمضان يفر مِن الحديث ومجالسه أهل العلم، ويقبل على تلاوة القرآن من المصحف.

وكان سفيان الثوري إذا دخل رمضان ترك جميع العباد وأقبل على قراءة القرآن.

وكان سعيد بن جبير يختم القرآن في كل ليلتين.

وكان زبيد اليامي إذا حضر رمضان أحضر المصحف وجمع إليه أصحابه

وكان الوليد بن عبد الملك يختم في كل ثلاثٍ، وختم في رمضان سبع عشرة ختمة.

وقال أبي عوانة: "شهدت قتادة يدرس القرآن في رمضان".

وكان قتادة يختم القرآن في سبع، وإذا جاء رمضان ختم في كل ثلاثٍ، فإذا جاء العشر ختم كل ليلةٍ.

وقال الربيع بن سليمان: كان الشافعي يختم القرآن في شهر رمضان ستين ختمة، وفي كل شهر ثلاثين ختمة.

وكان وكيع بن الجراح يقرأ في رمضان في الليل ختمةً وثلثًا، ويصلي ثنتي عشرة من الضحى، ويصلي من الظهر إلى العصر.

وكان محمد بن إسماعيل البخاري يختم في رمضان في النهار كل يوم ختمة، ويقوم بعد التراويح كل ثلاث ليالٍ بختمة.

 وقال القاسم بن علي يصف أباه ابن عساكر صاحب (تاريخ دمشق): "وكان مواظبًا على صلاة الجماعة وتلاوة القرآن، يختم كل جمعة أو يختم في رمضان كل يوم، ويعتكف في المنارة الشرقية".

هذه نماذج مشرفة لنا شرف أن نحتذي بها، ولنا الفخر أن نكون خلفًا لهم، تلكم هم قدوتنا بعد نبينا -صلى الله عليه وسلم-.

أسأل الله في هذا الشهر أن يرضى عنهم، وأن يرزقنا ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن يعتق رقابنا ورقاب آباءنا وأمهاتنا وذرياتنا، وجميع المسلمين مِن النار.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

تصنيفات المادة