الجمعة، ٢٠ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

الفرصة الأخيرة ونهائي أوروبا!

ستنتهي المباراة، وهكذا سينتهي العمر وتنتهي تلك الدنيا في لحظة

الفرصة الأخيرة ونهائي أوروبا!
سامح بسيوني
السبت ٠١ يونيو ٢٠١٩ - ١٥:٤٧ م
625

الفرصة الأخيرة ونهائي أوروبا!

كتبه/ سامح بسيوني

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

يا صديقي دائمًا ما كنت أسمعك وأنت تقول:

- الفريق البطل هو الفريق الذي يلعب إلى نهاية المباراة بكامل طاقته ولياقاته هجومًا ودفاعًا.

- الفريق البطل هو الفريق الذي يُحسن استغلال الفرص التي تتاح له، بل أشباه الفرص.

- الفريق البطل هو الذي لا ييأس مهما قصَّر في بداية المباراة؛ فهو فريق ريمونتاد؛ يستطيع أن يعود بقوة، ويحقق الفوز في الدقائق الأخيرة حتى لو كان خاسرًا في بداية المباراة.

- الفريق البطل هو الذي لا يغتر بهدف أحرزه في بداية المباراة؛ بل هو مَن لا يفرط ولا يتهاون إلى آخر دقائق المباراة.

- الفريق البطل هو مَن يفوز بالمباراة النهائية ويحرز الكأس الذهبية.

وأنا أقول لك يا صديقي؛ صدقت:

- فما زلنا في أيام وليالي البطولة الحقيقية.

-  ما زلنا في ليالي العشر الأواخر من رمضان.

- ما زلنا نتلمس الفوز بالغفران والعتق من النيران.

فـ"البطل الحقيقي": هو مَن لا ييأس مِن نفسه مهما قصَّر فيما مضى مِن رمضان، فما زالت الفرصة أمامه لاستدراك ما فاته.

- البطل الحقيقي: هو مَن لا يغتر بطاعته التي كان حريصًا عليها، بل يحافظ عليها في تلك الليالي الباقية ويزيد فيها.

- البطل الحقيقي: مَن يحسن استغلال الفرص؛ لا سيما في تلك الليالي الأخيرة الباقية مِن هذه العشر المباركة، فلعل دقائقها الباقية تكون سببًا في فوزه الأبدي.

- البطل الحقيقي: لا يلهيه عن تحقيق فوزه الحقيقي مهارات اللاعبين أو صيحات الجماهير أو تزيين المعلقين أو تحليل المحللين.

- البطل الحقيقي: هو مَن إذا غفل الناس حوله، انتبه.

وإذا أخلد الناس مِن حوله للكرة، هاجر إلى ربه وانتصب.

يا صديقي...

لا يحزن أحدنا بعد موته على شيء كحزنه على وقته الذي أهدره فيما لم ينفعه عند ربه!

ولا يتمنى الإنسان بعد موته أمنية لا يستطيعها أيسر من تمنيه دقائق قليلة يعود فيها إلى دنياه:

- يعلن فيها توبة وعودة لربه، أو يدعو فيها دعوة تنجيه من عذاب ربه.

- يصلى فيها ركعتين خفيفتين تزيده قربًا مِن ربه.

- يقرأ فيها آيتين ترفعه درجات عند ربه.

- يلهث لسانه فيها بذكرٍ يحصل به إرث بجنة ربه.

- يا صديقي... هل تعلم أنك في دقيقة واحدة مما يتمناها هذا الذي في قبره:

- تستطيع أن تحصل أكثر مِن 3200 حسنة بقراتك للقرآن فيها.

- تستطيع أن تقتطع لنفسك 60 نخلة في الجنة؛ بترديدك: لـ"سبحان الله وبحمده".

- تستطيع أن تدخر لنفسك 50 كنزًا مِن كنوز الجنة بترديدك: لـ(لا حول ولا قوة إلا بالله).

هذا في الأيام العادية؛ فما بالك بأيام رمضان التي تضاعف فيها الأعمال، بل ما بالك بليالي العشر التي يُلتمس فيها ليلة القدر والتي هي أفضل من 1000 شهر؛ أي 83 عامًا (أكثر مِن عمرك الذي قد تحياه كله لو كنت من المُعَمرين).

فلو صادفت هذه الدقيقة ليلة القدر؛ لتضاعف أجر العمل فيها أكثر مِن ثلاثين ألف ضعف (30000)، وهو ما لا قد يتصوره العقل.

- هذه الليلة التي أخفاها الله عن عباده وجعلها تتنقل في كل العشر، ليظهر البطل الحقيقي ويكمل المباراة إلى نهايتها بذات الجد والحرص والبذل، فيفوز بالكأس الحقيقي.

- هذه الليلة قد تكون في الليلتين الباقيتين، فحذار حذار أن يلهيك عنها مباراة؛ فقد تفقد فيهما الفوز الحقيقي والدرجات العُلى عند الرب العَليّ.

- فلا يندم عاقل وإن كان من أهل الجنة على شيءٍ مِن الدنيا ندمه على تفريطه في أوقاتٍ له لم تكن سببًا في رفع درجاته في الجنة، فما بين الدرجة والدرجة في الجنة مسيرة خمسمائة عام.

والفرق في النعيم ما بين الدرجة والدرجة ما لا يعلمه إلا الله، وهذه المسافات بين الدرجات قد تقطع بمثل هذه الدقائق في الدنيا والتي يفرط فيها أحدنا؛ بترديد آية أو دعوة مستجابة أو القيام بركعة.

يا صديقي...

لا شيء يستحق الفرح أعظم مِن حفظ الوقت فيما يرضي الرب.

ولا شيء يستحق الحزن والندم أولى من ضياع العمر فيما لا ينفع عند الرب، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ) (رواه البخاري).

وقال الشاعر:

دقـات قــلـب الـمـرء قائـلـة له           إن الــحـيـاة دقــائـق وثـوانـي

فارفع لنفسك بعد موتك ذكرها           فـالـذكـرُ لـلإنـسـان عـمرٌ ثاني

يا صديقي...

- ستنتهي مباراة كرة القدم، فيفوز أحدهم، ويخسر الآخر.

- ستنتهي المباراة ويفوز على الحقيقة مَن استغل وقته فيما ينفعه عند ربه، وسيخسر مَن ضيعه.

- ستنتهي المباراة، وهكذا سينتهي العمر وتنتهي تلك الدنيا في لحظة.

والفوز الحقيقي حينئذٍ هو أن تُعتق رقابنا من النار.

- الفوز الحقيقي: هو أن تحرم أجسادنا على النار.

- الفوز الحقيقي: هو أن نكون من أهل الجنة.

- الفوز الحقيقي: أن يفوز أحدنا بمرافقة النبي -صلى الله عليه وسلم- في أعالي درجات الجنة.

- الفوز الحقيقي: هو أن يتنعم أحدنا بلذة النظر إلى وجه الملك -سبحانه وتعالى-، فذلك أعظم النعيم.

بارك الله لي ولك يا صديقي فيما بقي مِن رمضان؛ وأعانني وإياك على حسن الختام، وجعلني وإياك من العتقاء وأكرمنا ربنا بمرافقة الأنبياء.

إنه ولي ذلك والقادر عليه.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة

ربما يهمك أيضاً