الأربعاء، ١٦ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٤ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

هشام عزمي يكشف أخطر الدوافع الاجتماعية في نشر الإلحاد.. الجمود الديني أبرزها

بعض الأسر أو المجتمعات تمارس نوعًا عجيبًا من القهر على أبنائها فتمنعهم من طرح الأسئلة أو الاستشكال

هشام عزمي يكشف أخطر الدوافع الاجتماعية في نشر الإلحاد.. الجمود الديني أبرزها
د/ هشام عزمي
الثلاثاء ٣٠ يوليو ٢٠١٩ - ١٩:٥٥ م
1117

هشام عزمي يكشف أخطر الدوافع الاجتماعية في نشر الإلحاد.. الجمود الديني أبرزها

د/ هشام عزمي

كشف د. هشام عزمي، الباحث والمتخصص في شئون الإلحاد، عن ارتفاع وتيرة الإلحاد في العالمين، سواء المجتمع الغربي والعربي وذلك لعدة دوافع وأسباب.

وفنّد عزمي في تصريحات خاصة لـ "الفتح": أسباب الإلحاد واعراضها التي تدفع الشخص إلى الوقوع في براثن الإلحاد، إما لأسباب شخصية واجتماعية أو لدوافع معرفية، لافتا أن الأسباب الاجتماعية التي سيتم تسليط الضوء عليها في هذه السطور هى التي تنبع من المجتمع المحيط بالمُلحد في الأسرة والمدرسة والجامعة والعمل والأصحاب.

وبيّن الباحث والمتخصص في شئون الإلحاد، أن الدوافع الاجتماعية نظرا لوجود 5 أمور وهى كالآتي:.

1- الجمود الديني وضعف المناعة المجتمعية

والمقصود بهذا هو انخفاض مستوى التدين في المجتمع بشكل لا يوفر لأفراده المناعة أو الحصانة ضد الأفكار المخالفة بما فيها الإلحاد وأطروحاته . وهذا الانخفاض في التدين قد يكون على صورتين : انخفاض مستوى العلم بالدين والتفقه فيه بين الناس؛ وانخفاض مستوى الالتزام بالطاعات ومراقبة الله في الأفعال والسلوكيات بين عوام الناس . في مثل هذا المجتمع الهش دينيًا يسهل على أفكار الإلحاد أن تتسرب بيسر إلى عقول وقلوب الشباب الذين لم ينشئوا على علم بالدين أو استحضار مراقبة الله في سلوكياتهم .

والمقصود كذلك بالجمود أو التحجر الديني هو عدم تطور أدوات وصياغات الخطاب الشرعي لتواكب الأطروحات الثقافية والعلمية الجديدة والتحديات التي يفرضها العصر والأوضاع الاجتماعية المستحدثة لكثير من الفئات المجتمعية، ولا يُقصد بهذا التطور تبديل الدين أو تغييره ليناسب الأفكار الدخيلة عليه .

2- كبت الأسئلة

بعض الأسر أو المجتمعات تمارس نوعًا عجيبًا من القهر على أبنائها فتمنعهم من طرح الأسئلة أو الاستشكال ، وتهددهم بأن مجرد طرحها يعني الكفر والمروق من الدين ، أو قد يقابلون أسئلة الشاب أو استشكالاته بالسخرية والتهكم والاستهزاء مما يدفعه لكتمانها صيانةً لمروءته وكرامته من الامتهان 

3- اضطهاد المرأة

هذا من أبرز وأكبر أسباب الإلحاد بين الفتيات خصوصًا أن دعاة الإلحاد يستهدفون المرأة بدعاياتهم الإلحادية بزعم التحرر من سلطة الآباء وقهر الذكور وغيرها من الشعارات ، فإذا انضمت إلى هذه الدعاية ما تلاقيه المرأة من اضطهاد وظلم وقهر في مجتمعها أو أسرتها كان هذا داعيًا قويًا للوقوع في فخ الإلحاد.

وأسوأ من هذا الأمر أن يتم تبرير هذا الاضطهاد والقهر للمرأة دينيًا بحيث تكتشف المرأة أن الإسلام هو سبب اضطهادها وظلمها، فيكون هذا داعيًا إلى تركها له . يحكي الأستاذ منير أديب قصة طبيبة مصرية ملحدة كان أول ما دفعها للإلحاد هو أن زوجها السلفي ضربها على وجهها ، فلما شكت لوالدها أخبرها أن الله أعطى لزوجها هذا الحق وتلا الآيات القرآنية في ذلك ، تقول الطبيبة : (كنت في غاية العجب من تفسير كلام والدي إن صح ، أن تكون وصية الخالق ضرب وإهانة المرأة، خاصة وأن الإسلام يحرم ضرب الحيوان ذاته ؛ فهل المرأة هنا أقل من الحيوان ؟)

4- تخلف الأمة

وهذا قد يعد من أسباب الإلحاد في المجتمعات المتخلفة حضاريًا خصوصًا إذا تم الربط بين هذا التخلف والدين ؛ فعندما يقارن الشباب المنبهر بالغرب بين تقدم الغربيين الكفار وتحضرهم وترقيهم في مدارج العلوم المختلفة ، وبين تخلف بني قومه من المسلمين وتأخرهم وانحطاطهم قد تكون هذه المقارنة دافعًا له لفقدان الثقة في قدرة الإسلام على تحقيق التقدم والنهضة ، وبالتالي الكفر به بالكلية .

5- تمزق الأمة وتفرقها

وهذا أيضًا من أسباب الفتنة التي تؤدي بالشباب إلى الإلحاد ما بين سنة وشيعة وأباضية ومعتزلة، ثم بين السلفيين والأشاعرة والصوفية، وهكذا .. وهذه من أسباب الفتنة بين الشباب غير القادر على تمييز الحق من الأباطيل في هذه الأشلاء ، فيقع في حيرة كيف يرضى الله الحكيم الرحيم أن يكون الدين سببًا في كل هذا التنافر والتناحر بين أبنائه مما يؤدي به في نهاية المطاف إلى الكفر بالله والإلحاد .

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

تصنيفات المادة