الخميس، ١٠ شوال ١٤٤٥ هـ ، ١٨ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

فوائد الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-

كثرة الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، سبب لكفاية العبد ما أهمه

فوائد الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-
أحمد فريد
السبت ٠٢ نوفمبر ٢٠١٩ - ١٨:٢٤ م
984

فوائد الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-

          كتبه/ أحمد فريد

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛  

1- امتثال أمر الله -عز وجل- في قوله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) (الأحزاب:56).

2- موافقته -عز وجل-، وموافقة ملائكته، كما قال -تعالى-: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ) (الأحزاب:56).

3- حصول عشر صلوات من الله -عز وجل- على المصلي بالصلاة مرة واحدة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال: (مَنْ صَلَّى عَلَيَّ وَاحِدَةً صَلَّى الله عَلَيْهِ عَشْرًا) (رواه مسلم).

4- الصلاة عليه -صلى الله عليه وسلم- سبب للحصول على شفاعته -صلى الله عليه وسلم- يوم القيامة، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إِذَا سَمِعْتُمُ الْمُؤَذِّنَ، فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ، فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا، ثُمَّ سَلُوا اللهَ لِيَ الْوَسِيلَةَ، فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ، لَا تَنْبَغِي إِلَّا لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللهِ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ، فَمَنْ سَأَلَ لِي الْوَسِيلَةَ حَلَّتْ لَهُ الشَّفَاعَةُ) (رواه مسلم).

5- كثرة الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، سبب لكفاية العبد ما أهمه، عن يعقوب بن يزيد بن طلحة التيمي، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أَتَانِي آتٍ مِنْ رَبِّي فَقَالَ: لَا يُصَلِّي عَلَيْكَ عَبْدٌ صَلَاةً إِلَّا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرًا) قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَا أَجْعَلُ نِصْفَ دُعَائِي لَكَ؟ قَالَ: (إِنْ شِئْتَ) قَالَ: أَلَا أَجْعَلُ كُلَّ دُعَائِي لَكَ؟ قَالَ: (إِذًا يَكْفِيكَ اللَّهُ هَمَّ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ) (أخرجه عبد الرزاق في المصنف، وقال الألباني: صحيح مرسل).

6- يرجى إجابة الدعاء إذا قدم قبله الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- رجلا يدعو في صلاته، لم يمجد الله -تعالى-، ولم يصلِّ على النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال -صلى الله عليه وسلم-: (عجل هذا"، ثم دعاه، فقال له أو لغيره: (إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ، فَلْيَبْدَأْ بِتَمْجِيدِ رَبِّهِ -جَلَّ وَعَزَّ-، وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ، ثُمَّ يُصَلِّي عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ثُمَّ يَدْعُو بَعْدُ بِمَا شَاءَ) (رواه أبو داود، وصححه الألباني).

7- أنها سبب لدوام محبته للرسول -صلى الله عليه وسلم-، وزيادتها، وتضاعفها، وذلك عقد من عقود الإيمان الذي لا يتم إلا به؛ لأن العبد كلما أكثر من ذكر المحبوب واستحضاره في قلبه، واستحضار محاسنه ومعانيه الجالبة لحبه، تضاعف حبه له، وتزايد شوقه إليه، واستولى على جميع قلبه.

8- أنها سبب لإلقاء الله -سبحانه- الثناء الحسن للمصلي عليه بين أهل السماء والأرض؛ لأن المصلي طالب من الله أن يثني على رسوله -صلى الله عليه وسلم-، ويكرمه ويشرفه، والجزاء من جنس العمل، فلا بد أن يحصل للمصلي نوع من ذلك.

9- أناه سبب للبركة في ذات المصلي، وعمله، وعمره؛ لأن المصلي داع ربه أن يبارك عليه وعلى آله، وهذا الدعاء مستجاب والجزاء من جنسه.

10-أنها سبب لهداية العبد، وحياة قلبه، فإنه كلما أكثر الصلاة عليه وذكره، استولت محبته على قلبه، فلا يبقى في قلبه معارضة لشيء من أوامره.

11- أنها سبب لعرض اسم المصلي عليه، وذكره عنده، عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إِنَّ لِلَّهِ مَلَائِكَةً سَيَّاحِينَ فِي الْأَرْضِ يُبَلِّغُونِي مِنْ أُمَّتِي السَّلَامَ) (رواه أحمد والنسائي، وصححه الألباني)، وكفى بالعبد نبلًا أن يذكر اسمه بالخير بين يدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وقد قيل في هذا المعنى:

ومَن خطرت منه ببالك خطرة          حقيق بأن يسمو وأن يتقدما

12- أنها سبب لتثبيت القدم على الصراط، والجواز عليه؛ لما روي في حديث رؤيا النبي -صلى الله عليه وسلم-، وفيه: "ورأيت رجلًا من أمتي، يزحف على الصراط، ويحبو أحيانًا، ويتعلق أحيانًا، فجاءته صلاته علي، فأقامته على قدميه، وأنقذته".

13- الصلاة عليه -صلى الله عليه وسلم-، أداء لأقل القليل من حقه، وشكر له على نعمته التي أنعم الله بها علينا.

14- أنها متضمنة لذكر الله، وشكره ومعرفة إنعامه على عبيده بإرساله، فالمصلي عليه -صلى الله عليه وسلم- قد تضمنت صلاته عليه ذكر الله، وذكر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وسؤاله أن يجزيه بصلاته عليه ما هو أهله.

15- ومنها أن الصلاة عليه -صلى الله عليه وسلم- من العبد هي دعاء، ودعاء العبد وسؤاله من ربه نوعان: أحدهما: سؤاله حوائجه ومهماته. والثاني: سؤاله أن يثني على خليله وحبيبه -صلى الله عليه وسلم-، ويزيد في تشريفه وتكريمه. فالمصلي عليه -صلى الله عليه وسلم- قد صرف سؤاله ورغبته وطلبه إلى محاب الله -تعالى- ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، وآثر ذلك على طلبه حوائجه ومحابه هو، والجزاء من جنس العمل، فمَن آثر الله على غيره، آثره الله على غيره.

16- الصلاة عليه -صلى الله عليه وسلم- سبب لمحبته للعبد، فإنها إذا كانت سببًا لزيادة محبة المصلي عليه، فكذلك هي سبب لمحبته هو للمصلي عليه -صلى الله عليه وسلم-.

17- أنها سبب لطيب المجلس، وأن لا يعود حسرة على أهله يوم القيامة، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله ليه وسلم-: (مَا جَلَسَ قَوْمٌ مَجْلِسًا لَمْ يَذْكُرُوا اللَّهَ فِيهِ، وَلَمْ يُصَلُّوا عَلَى نَبِيِّهِمْ، إِلَّا كَانَ عَلَيْهِمْ تِرَةً، فَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُمْ وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُمْ) (رواه الترمذي، وصححه الألباني).

18- أنها تنفي عن العبد اسم البخل إذا صلى عليه عند ذكره -صلى الله عليه وسلم-، عن علي -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (البَخِيلُ الَّذِي مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ) (رواه الترمذي، وصححه الألباني).

19- نجاته من الدعاء عليه برغم أنفه، إذا تركها عند ذكره -صلى الله عليه وسلم-، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ، وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ ثُمَّ انْسَلَخَ قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ، وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ أَدْرَكَ عِنْدَهُ أَبَوَاهُ الكِبَرَ فَلَمْ يُدْخِلَاهُ الجَنَّةَ) (رواه أحمد والترمذي، وصححه الألباني).

20- أنها ترمي بصاحبها على طريق الجنة، وتخطئ بتاركها عن طريقها، عن محمد بن علي قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من ذكرت عنده فلم يصل علي، خطئ طريق الجنة" (رواه الطبراني وابن ماجه، وصححه الألباني).

21- أنها سبب لنيل رحمة الله له، لأن الرحمة إما بمعنى الصلاة كما قال طائفة، وإما من لوازمها وموحياتها على القول الصحيح، فلابد للمصلي عليه من رحمته تناله.

ونختم هذا الفصل ببيان معنى قول الله -عز وجل-: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) (الأحزاب:56).

قال ابن كثير -رحمه الله-: "المقصود من هذه الآية: أن الله -عز وجل- أخبر عباده بمنزلة عبده ونبيه عنده في الملأ الأعلى، بأنه يثني عليه في الملأ الأعلى عند الملائكة المقربين، وأن الملائكة تصلي عليه، ثم أمر -تعالى- العالم السفلي بالصلاة والتسليم عليه، ليجتمع الثناء عليه من أهل العالمين العلوي والسفلي جميعًا".

وقال ابن القيم -رحمه الله-: "أو المعنى أنه إذا كان الله وملائكته يصلون على رسوله -صلى الله عليه وسلم-، فأنتم أحق بأن تصلوا عليه وتسلموا تسليمًا؛ لما نالكم ببركة رسالته، ويمن سفارته من خير الدنيا وشرف الآخرة".

وقال أبو العالية -رحمه الله-: "صلاة الله -تعالى-: ثناؤه عليه عند الملائكة، وصلاة الملائكة: الدعاء".

وقال ابن عباس -رضي الله عنهما-: "يصلون: يباركون".

قال ابن القيم -رحمه الله-: "الصلاة المأمور بها فيها -أي في الآية المتقدمة- هي الطلب من الله ما أخبر به عن صلاته وصلاة ملائكته، وهي ثناء عليه، وإظهار لفضله، وشرفه، وإرادة تكريمه وتقريبه".

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

تصنيفات المادة