الخميس، ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

ودق ناقوس الخطر! التربية الجنسية - 10

إن المجتمع الأوروبي والأمريكي يسير إلى حافة الهاوية، والسقوط والدمار بسبب انتشار الفواحش

ودق ناقوس الخطر! التربية الجنسية - 10
عصام حسنين
الاثنين ٠٢ مارس ٢٠٢٠ - ١٣:٣٢ م
704

ودق ناقوس الخطر! التربية الجنسية - 10

كتبه/ عصام حسنين

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛  

فمن المناسب جدًّا أن يذكر للمراهق المآل الذي آل إليه الغرب لما فتحوا أبواب الشهوات على مصاريعها دون ضابطٍ من قيدٍ، وما الذي نادى به عقلاؤهم لمواجهة هذه النار التي لا تبقي ولا تذر، ثم نتبعها بكيفية ضبط الإسلام بعظيم تشريعاته الشهوة الجنسية.

الوجه القبيح لحضارة أوروبا وأمريكا:

إن المجتمع الأوروبي والأمريكي يسير إلى حافة الهاوية، والسقوط والدمار بسبب انتشار الفواحش، وهذه شهادة شاهد من أهلها:

في جريدة الجمهورية السبت 9 يونيو 1962 نشر تحت هذا العنوان: "كاتبة أمريكية" تقول: "امنعوا الاختلاط، وقيدوا حرية المرأة، إن المجتمع العربي المسلم مجتمع كامل وسليم، ومن الخليق بهذا المجتمع أن يتمسك بتقاليده التي تقيد الفتاه والشاب في حدود المعقول، وهذا المجتمع يختلف عن المجتمع الأوروبي والأمريكي، فعندكم تقاليد موروثة تحتم تقييد المرأة، وتحتم احترام الأب والأم، وتحتم أكثر من ذلك: عدم الإباحية الغربية التي تهدد اليوم المجتمع العربي، لهذا أنصح أن تتمسكوا بتقاليدكم وأخلاقكم، وامنعوا الاختلاط! وقيدوا حرية الفتاة! بل ارجعوا إلى عصر الحجاب! فهذا خير لكم من إباحية وانطلاق ومجون أوروبا وأمريكا!

امنعوا الاختلاط؛ فقد عانينا منه في أمريكا الكثير، لقد أصبح المجتمع الأمريكي مجتمعًا معقدًا، مليئًا بكل صور الإباحية والخلاعة، وإن ضحايا الاختلاط والحرية قبل سن العشرين يملئون السجون، والأرصفة، والبارات والبيوت السرية.

إن الحرية التي أعطيناها لفتياتنا وأبنائنا الصغار قد جعلت منهم عصابات أحداث وعصابات جيمس وين، وعصابات للمخدرات والرقيق.

إن الاختلاط والحرية، والإباحية في المجتمع الأوروبي والأمريكي هدد الأسر، وزلزل القيم والأخلاق؛ فالفتاة الصغيرة تحت سن العشرين في المجتمع الحديث تخالط الشبان، وترقص وتشرب الخمر، وتتعاطى المخدرات باسم المدنية والحرية والإباحية، وهي تلهو، وتعاشر مَن تشاء تحت سمع عائلتها وبصرها، بل وتتحدى والديها، ومدرسيها، والمشرفين عليها باسم الحرية والاختلاط!

تتحداهم باسم الإباحية والانطلاق، تتزوج في دقائق وتطلق بعد ساعات، ولا يكلفها أكثر من إمضاء، وعشرين قرشًا وعريس ليلة" (انتهى من "فقه السنة 2/196 بتصرفٍ).

- ويقول الكاتب "جيمس جي كليلتريك": "كثير من الفضائل القديمة -كما يسمونها- كالطهارة والعفة، والشفقة، وكبح النفس عن الشهوة الجنسية -بخاصة- فقدت مكانتها من الاحترام، التي كانت تحتلها في الأخلاق الأمريكية، وفي مقابل هذه الفضائل أو القيم استبدل المجتمع الأمريكي قيمًا أخرى أو أصبح بلا قيم!".

ويختم الكاتب مقاله قائلاً: "ليس واحد من هذه التغيرات الضرورية دليلًا على دنو شمس الإمبراطورية الأمريكية على الغروب، ولكنها بلغة القدماء أبطأ مما كنا نظن" (انتهى من الحضارة الغربية على شفا جرف هار، ص: 87 نقلًا عن مجلة المجتمع).

قال الدكتور محمد محمد حسين -رحمه الله-: "صدر أخيرًا كتاب للأستاذ: "بيتريم ساروكين" مدير مركز الأبحاث بجامعة هارفارد بعنوان: "الثورة الجنسية" حيث يقرر أن أمريكا سائرة بسرعة إلى كارثة في الفوضوية الجنسية، كما يقرر أنها متجهة إلى الاتجاه نفسه الذي أدى إلى سقوط الإمبراطورية الإغريقية ثم الإمبراطورية الرومانية في الزمن القديم" (انتهى من "حصوننا مهددة من داخلها"، ص: 184).

- "وفي تقرير لجنة الكونجرس الأمريكي لتحقيق جرائم الأحداث في أمريكا الذي نقلته مجلة "التحرير" العدد: 234 تحت عنوان: "أخلاق المجتمع الأمريكي منهارة"، وهـو يشير إلى نسبة تعـاطي المخـدرات بـين الأحـداث وانتشار الحانات التي تقدم الخمور، وكتب الجنس، وقصص الجنس، وأفلام الجنس، وانتشار نوادي العراة بكثرة مخيفة على الشواطئ الشرقية خاصة" (انتهى من "حصوننا مهددة من داخلها"، ص 184).

وليس هذا في أمريكا فقط، وإنما في أي مجتمع أوروبي شاعت فيه الفاحشة، والوثائق على ذلك كثيرة إلا أننا نكتفي بهذا!

مواجهه الخطر:

لقد أصبحت أوروبا وأمريكا مزرعة للرذائل اليهودية، ووصل بهم الحال إلى ما ذكره عقلاؤهم محذرين قبل انهيارهم وهلاكهم، وهم كذلك إلى انهيار ما لم يؤمنوا بالله وحده لا شريك له! قال -تعالى-: (وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ) (هود:102).

فقامت حكومتهم تواجه ما زرعته أيديها في يوم من الأيام؛ فسنت قوانين، ونظمت برامج لمواجهة هذا الخطر! وسبحان الله، والله أكبر!

أمـريكا:

- في سنة 1962 صرح كينيدي بأن: "مستقبل أمريكا في خطر؛ لأن شبابنا مائع، منحل، غارق في الشهوات، لا يقدر المسئولية الملقاة على عاتقه، وأنه من بين كل سبعة شبان يتقدمون للتجنيد يوجد ستة غير صالحين؛ لأن الشهوات التي أغرقوا فيها أفسدت لياقتهم الطبية والنفسية!".

- ونشرت جريدة "المسلمون" عدد 665 الجمعة، 30 جمادى الآخرة سنة 1418 هـ، 31 أكتوبر 1997م ما يلي: "الكونجرس الأمريكي صوت لصالح إنفاق (50) مليون دولار على برامج تعليمية، تشجع أبناء المدارس على العفة! ورأى الكونجرس أن انتشار الأغشية وموانع الحمل تشجع الأطفال على الإباحية "الزنا"، ويهدف من وراء حملته إلى: تقليص عدد الأطفال المولودين لأمهات غير متزوجات، وحالات الأمراض الجنسية".   

روســـيا:

- في سنة 1962 صرَّح "خروشوف" بأن مستقبل "روسيا" في خطر! وأن شباب "روسيا" لا يؤتمن على مستقبلها؛ لأنه مائع، منحل، غارق في الشهوات!

الســويد:

في شهر أبريل سنة 1964 أثيرت في السويد ضجة كبرى عندما وجه (140) طبيبًا من الأطباء المرموقين مذكرة إلى الملك والبرلمان يطلبون فيها: اتخاذ إجراءات للحد من الفوضى الجنسية التي تهدد -حقًّا- حيوية الأمة وصحتها، وطالب الأطباء بسن قوانين ضد الانحلال الجنسي!

فــرنسا:

- تقدم قول "بيتان" عقب هزيمة بلاده أمام الألمان في الحرب العالمية الثانية... ومن أجل مواجهة ذلك: أصدر تشريعًا يحدد للمرأة قياس ثوبها، وأكمامها بشكل يستأصل دابر الفتنة! وصدق الله -عز وجل-: (سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ) (فصلت:53).

يا دعــاة الفتنة... !

يا مَن تنظرون لكل غربي بعين الإجلال والتعظيم، وتودون لو أن مجتمعات المسلمين على شكله؛ فقطعتم على الناس طريقهم إلى الله -تعالى-، وأشعلتم نار الفتنة بين الرجال والنساء! ماذا تريدون بعد ذلك؟!

ها هي أمريكا وأوروبا -أم الفسق والفجور، ومزرعة الرذيلة اليهودية- يواجهون خطر فتنة المرأة بأساليب واجه بها الإسلام فتنة المرأة؛ فلا يسعكم -إن كنتم مسلمين- إلا الرجوع إلى دين الله -عز وجل- والالتزام به، ودعوة الناس إلى الفضيلة والعفة، ومنع أسباب الفتنة وانتشار الرذائل والفواحش بين المسلمين.

كفاكم ما أوقدتموه من نار الفتنة، وأفسدتم به البلاد والعباد، وتوبوا إلى الله -تعالى-؛ فإنه هو التواب الرحيم.

كالعيس في البيداء يقتلها الظما                     والـماء فـوق ظهورها محـمول

اهـ من رسالة: "فتنة النساء" للكاتب.

وللحديث بقية -إن شاء الله-.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

تصنيفات المادة

ربما يهمك أيضاً