الخميس، ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

هل وصلتك الرسالة؟

لو عكف الإنسان حياته كلها وعمره، ليخرج من دنياه بتحقيقها لكفت، ولأوصلته إلى دار الخلد

هل وصلتك الرسالة؟
سعيد السواح
الأحد ٠٣ يناير ٢٠٢١ - ١٠:٢٧ ص
346

هل وصلتك الرسالة؟

كتبه/ سعيد السواح

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛  

فالكل يقر ويعلم أن الله خلقنا، وما خلقنا -سبحانه- عبثًا، ولكن خلقنا لمهمة ذكرها لنا، وعيَّنها لنا بصورة بيِّنة واضحة، فما خلقنا -سبحانه- إلا لعبادته، وبيَّن لنا -سبحانه- معالم وملامح العبودية المطلوبة؛ فلا عذر بعدها.

- فإن قلنا على أي صورة أراد الله -تعالى- أن يرانا عليها؟

- ومع أي صحبة أراد الله لنا أن نخالط ونتعايش؟

- لقد أرسل الله لنا رسالات عديدة، وكان منها هذه الرسالة المرسلة إليك من ربك إليك -تبارك وتعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) (التوبة:119).

فلو عكف الإنسان حياته كلها وعمره، ليخرج من دنياه بتحقيقها لكفت، ولأوصلته إلى دار الخلد؛ ولذلك نقول: ما مضمون الرسالة؟ وكيف أترجم هذا المضمون ليكون محلًّا للتنفيذ؟

- فمضمون الرسالة: أن تكون مع الذين صدقوا ربهم، وتساكنهم جنة الرحمن.

- والسبيل للوصول إلى ذلك في كلماتٍ معدودةٍ: تحقيق الإيمان وملازمة التقوى في حياتي كلها.

- ماذا قال الله -تعالى- عن يوم القيامة؟ وما ينفع الإنسان في هذا اليوم؟

(قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (المائدة:119).

هل وضحت الرسالة؟ ووضح لك المراد منك؟

فإن قلنا: ما السبيل لكي أصل إلى هذه المرتبة؟ أن أكون من المتقين المؤمنين الصادقين!

- آية واحدة تعين لك الطريق، وتحدد لك الصفات: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُتَّقُونَ) (البقرة:177).

الصدق في النيات والأقوال والأفعال والأخلاق والسلوك.

- صفات الصادقين:

1- الصدق في الإيمان.

2- الصدق في النفقة في سبيل الله مع الاهتمام والتلاحم، والترابط المجتمعي، مع ذوي الحاجات من مساكين وفقراء ويتامى مع الأحرار والعبيد.

3- الصدق في أداء العبادات المطلوبة؛ سواء في العلاقة مع الله أو العلاقة مع الناس.

4- الصدق في الوفاء بالعهود والمواثيق؛ سواء كانت في حقوق الله أو حقوق الخلق.

5- التحلي والتزين بخلق الصبر في الطاعات، ومع أقدار الله -تعالى-، وعن المعاصي.

- سارع وبادر قبل أن يغلق الباب دونك: (مِنْ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا . لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا) (الأحزاب:23-24).

- بداية الطريق: (كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ) (آل عمران:79).

فالعلم هو بداية طريق السالكين الصادقين، فالصادق يتحرك في حياته من خلال هذا المنهج، والتزام المنهج يتطلب الدراسة الوافية لتحقيق المطلوب والمراد في حياتي.

فالمطلوب: كونوا حكماء فقهاء علماء بما كنتم تعلمونه غيركم من وحي ربكم، وبما كنتم تدرسونه منه حفظًا وعلمًا وفقهًا.

من مظاهر الصدق:

1- العدل والإنصاف مع الجميع بلا تفريق: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا) (النساء:135)، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) (المائدة:8).

- العدل والإنصاف فلا محاباة، ولا جور ولا ظلم مع أداء الشهادة على وجهها، فالآيات تدعو إلى القيام بالعدل وأداء الشهادة لوجه الله -تعالى-، ولو كانت على أنفسكم أو على آبائكم وأمهاتكم، أو على أقاربكم مهما كان شأن المشهود عليه غنيًّا أو فقيـرًا، فالله -تعالى- أولى بهما منكم وأعلم بما فيه صلاحهما، فلا يحملنكم الهوى والتعصب على ترك العدل أو أن تحرِّفوا الشهادة بألسنتكم فتأتوا بها على غيـر حقيقتها أو تُعرضوا عنها بترك أداءها أو كتمانها، فإن الله -تعالى- كان عليمًا بدقائق أعمالكم وسيجازيكم بها.

- كما لا يحملنكم بُغض قوم على ان لا تعدلوا؛ فاعدلوا بين الأعداء والأحباب على درجة سواء، فإن العدل أقرب لخشية الله -تعالى-، واحذروا أن تجوروا، فإن ربكم خبير بما تعملون وسيجازيكم بها.

2- ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون: فمن مظاهر الصدق السمع والطاعة؛ لذا كان التحذير من مخالفة الله ومخالفة رسوله -صلى الله عليه وسلم- حتى لا نتشبه بالمشركين والمنافقين الذين إذا سمعوا كتاب الله يتلى عليهم، قالوا: سمعنا وهم في الحقيقة ما سمعوا إلا بآذانهم، وقلوبهم مغلقة عن سماع الحق، فإنهم لا يتدبرون ما سمعوا ولا يفكرون فيه، بل لا مأرب لهم ولا حاجة لما سمعوا من آيات ربهم فهم يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم، (وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ . وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ . وَإِنْ يَكُنْ لَهُمْ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ . أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمْ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ . إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ) (النور:47-51).

3- عمارة المساجد وإحياء رسالته: (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللَّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنْ الْمُهْتَدِينَ) (التوبة:18)، فلا يعتني ببيوت الله ولا يعمرها إلا الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر، ويقيمون الصلاة، ويؤتون الزكاة، ولا يخافون في الله لومة لائم أولئك العُمّار المهتدون إلى الحق.

4- الوفاء بما عاهد عليه الله: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ . وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمْ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ . وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثاً تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمْ اللَّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) (النحل:90-92).

صدق الإيمان يتطلب الامتثال لما أمر الله به والابتعاد والانتهاء عما نهى الله عنه، وكذلك الوفاء بالعهود والمواثيق سواء في حقوق الله -تعالى- أو حقوق الخلق وعدم نقضها، وهذه اختبارات من الله لعباده فيختبر عباده بما أمرهم به من الوفاء بالعهود، وما نهاهم عنه من نقضها.

5- نصرة الدين: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ) (الصف:14).

فمن مظاهر الصدق نصرة الدين بالمال والنفس: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمْ الصَّادِقُونَ) (الحجرات:15).

نموذج تطبيقي لنصرة الدين بالمال والنفس: (لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمْ الصَّادِقُونَ . وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ) (الحشر:8-9).

الابتلاءات والفتن تميز بين الصادق والكاذب: قال الله -تعالى-: (الم . أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ . وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ) (العنكبوت:1-3)، (وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِنْ جَاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ . وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ) (العنكبوت:10-11).

تصحيح مفهوم الصدق: مفهوم الصدق لا يتمثل في الصدق في الأقوال فحسب ولكنه شامل للنيات والأقوال والأفعال والسلوكيات، (وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُتَّقُونَ) (الزمر:33)، (وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ . وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ . إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ) (المعارج:26-28).

والصدق بيوم الدين يتطلب العمل والاستعداد لهذا الموقف العظيم بالأعمال الصالحة مع خوفه من عذاب ربه، فعذاب ربه لا يأمنه أحد؛ لذا مزيد من السعي الجاد والعمل المتواصل حتى لقاء الله -تعالى-، فلتسلك الطريق ولا تتلكأ ولا تتكاسل، وتتغافل قبل أن يأتيك ما يشغلك فقد لا تُمهل، (أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنْ السَّاخِرِينَ) (الزمر:55).

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

تصنيفات المادة

ربما يهمك أيضاً