الخميس، ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

الإنصاف المفقود!

تطهير القلوب يحتاج إلى تقوى الرجال بالترجمة من أقوال وأفعال

الإنصاف المفقود!
محمود دراز
الأربعاء ٠٦ يناير ٢٠٢١ - ٢٣:٢١ م
399

الإنصاف المفقود!

كتبه/ محمود دراز

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛  

فماذا أصابك أيها المسلم تجاه كل مسلم؟!

لماذا لا تحقق إسلامك الذي مَنَّ الله عليك به؟!

لماذا حينما يحسن لك آحاد الناس لا تقول له: "أحسنت"، كما أرشدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حينما قال أبو هريرة -رضي الله عنه-: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (لَا يَشْكُرُ اللَّهَ مَنْ لَا يَشْكُرُ النَّاسَ) (رواه أحمد وأبو داود، وصححه الألباني).

وحينما يسيء تغفر له، فكلنا ذوو خطأ، ونطلب من الله العفو والمغفرة، انظر إلى كلام الله -تعالى-: (فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) (الشورى:40).

لماذا أيها المسلم إذا ذكرنا الذين يصلحون بين الناس ممن لم يوفَّق في مسألتك تقول عنه: "لَمْ يصنع شيئًا!" وتذم فيه، في ظل أنه فعل لك الكثير قبل ذلك؟! وقس على ذلك في أمور كثيرة.

قال الله -تعالى-: (وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ) (النساء:58)؛ فأين الإنصاف بتطبيق هذه الآية من حكام ومحكومين؟!

وقد مرَّ عُمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وأرضاه بشيخٍ كبيرٍ من أهل الذمَّة، وهو يتكفَّفُ الناسَ ويسألُهم، فوقف عليه وقال مقولته الشهيرة: "ما أنصفناك، أن كنا أخذنا منك الجِزية في شَبيبَتك، ثم ضيَّعناك في شيبتك!"، ثم أمر له برزقٍ دائمٍ.

هذا هو الإسلام الذي بَعُد عنه الكثير من المسلمين؛ فعلينا جميعًا أن نطهِّر قلوبنا.

طهِّر قلبك:

تطهير القلوب يحتاج إلى تقوى الرجال بالترجمة من أقوال وأفعال.

يحتاج أن تزيل ما في قلبك من غلٍّ وحسدٍ وبغض وتملق.

يحتاج أن ترد المظالم إلى أهلها.

يحتاج أن تحب لأخيك ما تحبه لنفسك.

يحتاج أن تكون مسلمًا، أي: يَسْلم الناس مِن لسانك ويدك، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أَلاَ وَإِنَّ فِي الجَسَدِ مُضْغَةً: إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، أَلاَ وَهِيَ القَلْبُ( (متفق عليه).

يحتاج إلى الاعتقاد بأن الله سائلك ومحاسبك.

هيا الآن نردد: بأننا لا نحمل في قلوبنا أيًّا من الصفات أعلاه؛ لا سيما في هذا الزمان الذي كل يوم يقترب من الساعة!

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

تصنيفات المادة