الجمعة، ١١ شوال ١٤٤٥ هـ ، ١٩ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

الفساد (86) أكياس بلاستيكية خطرة

أضرار الأكياس البلاستيكية كثيرة ومتنوعة تضر بحياتنا مِن عدة وجوهٍ مختلفةٍ

الفساد (86) أكياس بلاستيكية خطرة
علاء بكر
الثلاثاء ٠٢ مارس ٢٠٢١ - ٠٧:٤٥ ص
314

الفساد (86) أكياس بلاستيكية خطرة

كتبه/ علاء بكر

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛  

فلقد شهد عصرنا فيما شهد مِن تقدم في تصنيع المنتجات، تصنيع العديد من المنتجات التي تستخدم فيها المواد البترولية، والتي انتشر استعمالها حتى صارت جزءًا من حياتنا اليومية؛ خاصة المنتجات البلاستيكية المتنوعة، ولكن لما كانت مادة هذه المنتجات البلاستيكية المستعملة في حياتنا اليومية هي مواد بترولية تتكون من سلسلة طويلة معقدة من ذرات الكربون والهيدروجين التي لا تتفكك طبيعيًّا، وبالتالي: غير قابلة للتحلل العضوي؛ فهي بحالتها هذه تعتبر مادة مسببة لتلوث البيئة.

ومع زيادة انتشارها واستعمالها في أمورٍ: تتعلق بما يتناوله الإنسان من حيوانات وطيور تتأثر بهذا التلوث، أو عن طريق تداول لأنواعٍ أخرى من المأكولات والأشربة تتأثر بهذا التلوث أيضًا، ومع تزايد خطرها بهذا الانتشار؛ فإنه مع التساهل إلى حدِّ الإهمال المتعمد فيها، تتحول معه القضية إلى أداة للإفساد، يجب محاربتها والتنبيه على خطرها، والحد منها، وتوعية الجميع بشأنها.

وهناك مبادرة عالمية تتعلق بهذا الموضوع أُطلقت في اليوم العالمي للبيئة في 5 يونيو 2017 م؛ بغرض الحدِّ من استخدام الأكياس المصنوعة من البلاستيك -وهي أكثر هذه المنتجات انتشارًا وضررًا- على مستوى العالم ككل، والتي بمقتضاها -واستجابة لها- أعلنت وزارة البيئة في مصر عن مبادرتها الوطنية، من خلال العديد من النقاط منها؛ للتوعية بالأضرار المترتبة على استعمال واستهلاك الأكياس المصنوعة من البلاستيك في حياتنا اليومية؛ خاصة الأكياس الخفيفة منها والقابلة للتطاير، والتي تستخدم لمرة واحدة فقط، ثم يتم التخلص منها بإلقائها في أي مكان، فتتحول إلى مخلفات تمثِّل خطرًا على الصحة العامة، والبيئة، والاقتصاد.

قصة تصنيع البلاستيك:

تم اكتشاف مادة (البولي إيثيلين) التي تُستخدم في صنع أكياس البلاستيك في عام 1933 م عن طريق الخطأ؛ إذ أثناء إجراء إحدى التجارب الكيميائية ظهرت فجأة مادة جديدة شمعية بيضاء اللون غير معروفة من قبل، ولم تكن هذه المادة من النتائج المتوقعة لهذه التجربة، وقد أطلق على هذه المادة فيما بعد اسم: (البولي إيثيلين).

وفي عام 1965 م بدأ تصنيع أكياس البلاستيك من هذه المادة الجديدة لتحل سريعًا محل الأكياس القماشية والورقية التي أصبحت تنتج في كل مكان في العالم، وبكميات ضخمة؛ إذ لا يكاد يخلو أي محل تجاري من وجود أكياس بلاستيك، سواء محلات تغذية تقدِّم المأكولات والمشروبات، أو محلات تبيع الملابس والأحذية؛ إضافة إلى استخدامها في الأسواق وفي المنازل بأشكالها وألوانها المختلفة، ومع التنبه لأضرارها الجسيمة تغيرت النظرة إلى هذه الأكياس؛ إذ اتضح أنها سلاح بحدين؛ إذ لها فوائدها المعروفة، كما أن لها أيضًا أضرارها الجسيمة على البيئة والصحة والاقتصاد.

أنواع البلاستيك:

هناك البلاستيك الحراري: وهو البلاستيك الذي يلين بالحرارة فيتغير شكله، وبالتالي: يمكن صهره وإعادة تشكيله. وهذا النوع من البلاستيك هو الأكثر استعمالًا في حياتنا اليومية، ومنه: الأكياس البلاستيكية، والقارورات البلاستيكية، ونحوها.

وهناك البلاستيك اللاحراري: وهو البلاستيك الذي يتحول من لدائن لمواد صلبة في أول عملية تصنيع له، ليتم تشكيله من مواد غير منصهرة، ويصعب إعادة تليينه وتشكيله عند تسخينه، ويستخدم في صناعة الأسلاك الكهربائية ومقابض الأواني المنزلية وغيرها.

أضرار الأكياس البلاستيكية:

أضرار الأكياس البلاستيكية كثيرة ومتنوعة تضر بحياتنا مِن عدة وجوهٍ مختلفةٍ، فهي:

- تسبب مشكلة كبيرة في المصارف الموجودة، حيث اعتاد الناس -خاصة في الريف- على التخلص من الأكياس البلاستيكية بعد استعمالها بإلقائها في الترع والمصارف والمجاري المائية، فتحدث هذه الـكياس المتطايرة انسدادًا في السحارات الموجودة بالمصارف والترع، وتؤثِّر عليها تأثيرًا بالغًا يحتِّم التدخل الفوري للعلاج، ويستدعي إجراء الصيانة الدائمة، ومعالجة هذه السحارات المسدودة وإجراء الصيانة الدائمة لها؛ للتغلب على هذه المشكلة التي تحمِّل وزارة الموارد المائية والري تكاليف كبيرة.

- تسبب أضرارًا بالغة في مياه البحار، فوصول الأكياس البلاستيك المتطايرة إلى مياه البحار وتلوثها بها، يؤدي إلى أضرارٍ بالغةٍ مِن نوع آخر:

- ففي البحر الأحمر: وجد أن الأسماك هناك تختنق بسبب ابتلاع هذه الأكياس، كما أنها تؤثِّر على استمرار التيارات المائية المتجددة في مياه البحر التي تحمل للأسماك والكائنات البحرية الطعام والأكسجين، كما تتسبب أيضًا: في الإضرار بالشعاب المرجانية المنشرة هناك حيث تلتف هذه الأكياس حول هذه الشعاب المرجانية فتحجب ضوء الشمس وتمنعه عنها، ومعلوم أن هذه الشعاب المرجانية تقوم عليها سياحة الغوص في البحر الأحمر؛ مما سيؤثِّر على سياحة الغوص فيها مع مضي الوقت.

- وفي الساحل الشمالي في البحر الأبيض المتوسط: وجد أن السلاحف البحرية الموجودة في البحر تلتهم هذه الأكياس المتطايرة في مياه البحر والشواطئ في مناطق التلوث بالمخلفات البلاستيكية، حيث تخدع هذه المخلفات البلاستيكية السلاحف البحرية فتظنها من قناديل البحر فتلتهمها؛ مما يؤدي إلى اختناق هذه السلاحف بسببها وموتها. وتعد هذه السلاحف البحرية العدو الوحيد لقناديل البحر، وهي التي تحد من انتشارها وتقضي عليها بالتهامها، فتخلص الشواطئ من خطر قناديل البحر، فإذ تعرضت السلاحف البحرية للموت بسبب الأكياس البلاستيكية الخفيفة المتطايرة والموجودة في مياه البحر الملوثة بالمخلفات البلاستيكية المتطايرة، تقل وتنقرض السلاحف البحرية في هذه الأماكن؛ وبالتالي: تزداد أعداد قناديل البحر فيها بصورة غير معتادة، وهو ما حدث من ظهور قناديل البحر بكثرة مفزعة على بعض الشواطئ في الإسكندرية في صيف عام 2017م، وأثَّر على السياحة في أماكن زيادة هذه القناديل في البحر في هذا العام بشكلٍ لافتٍ للانتباه، فضلًا عن تناقص وانقراض السلاحف البحرية في مياه البحر في هذا العام.

- وبالجملة: فهناك نحو 500 طن على أقل تقدير تلوث مياه البحر الأبيض المتوسط، وهي نسبة بالطبع تثير القلق.

- أنها حال التهام الطيور البحرية لأجزاء من هذه الأكياس تتسبب في خنقها وموتها؛ فهي تتسبب في موت أكثر من مليون طائر بحري سنويًّا على مستوى العالم.

- أنها حال التهام الحيوانات لها تتسبب في انسداد قناتها الهضمية وتعرضها للهلاك.

- وتبلغ التقديرات حول كمية البلاستيك التي تترسب كل سنة في المحيطات بنحو 8 مليون طن، تسبب أضرارًا على الأحياء البحرية والأسماك وعلى السياحة، وتتسبب القمامة العائمة وما فيها من نفايات البلاستيك في مياه المحيطات في موت أعداد لا تحصى من الأسماك والطيور البحرية.

- أنها لضخامة كمياتها تتراكم في أماكن كثيرة كنفايات، بل هي من أكثر النفايات انتشارًا في المكبات والمناطق السكنية خاصة الشعبية والعشوائية، ويطلق على هذا النوع من التلوث (التلوث البلاستيكي).

- أن تجميع وحرق هذه الأكياس في أي محاولة للتخلص منها ينتج عنه أبخرة سامة لاحتوائها على مادة (الديكوسين).

- أن هذه الأكياس المتطايرة تعيق نمو النباتات، حيث تمنع أشعة الشمس والهواء من الوصول إليها، وتنتشر على الحشائش، وتتعلق بأغصان الأشجار، وهذا التلوث يسبب تأخر نمو هذه النباتات وجفاف أوراقها، وهذا كله له أضراره الاقتصادية الكبيرة التي تتطلب ضرورة إزالتها، وإزالتها تتطلب تكلفة إضافية.

- أن البلاستيك (المكلور) يمكن أن يؤدي إلى تكوين وإطلاق مواد كيميائية ضارة في التربة المحيطة، ويمكن أن تتسرب بعد ذلك إلى المياه الجوفية أو إلى مصادر المياه المحيطة، وهذا يسبب ضررًا للأنواع الحية التي قد تشرب من هذه المياه الملوثة.

- أن مادة البولي إيثلين -المادة الأساسية المستخدمة في صناعة الأكياس البلاستيك- تصنع من النفط الخام أو من الغاز الطبيعي، وكلاهما من مصادر الطاقة غير المتجددة؛ وعليه فإنتاج هذه الأكياس بكميات ضخمة سيؤدي إلى استهلاك هذه الطاقة غير المتجددة؛ بالإضافة إلى إن طرق تصنيعها تسبب تلوثًا في البيئة.

سبب خطورة الأكياس البلاستيكية:

- يحمل الناس من خلال التعامل اليومي في الأسواق والمحلات كميات هائلة من الأكياس البلاستيكية الخفيفة، وهي مصنعة من المواد النفطية بالتحديد من مادة (البولي الإيثيلين) التي تتكون من سلسلة طويلة من ذرات الكربون والهيدروجين، والتي تحتاج إلى مئات السنين حتى تتحلل وتتفكك طبيعيًّا، فهي غير قابلة للتحلل العضوي كغيرها من الأكياس المصنوعة من الورق أو القماش التي تتحلل في أقل من شهر، ولا سبيل إلى التخلص منها الأكياس البلاستيكية إلا بحرقها، ولكن يترتب على حرقها انبعاث جسيمات وغازات سامة تؤثِّر سلبيًّا على الغلاف الجوي وصحة الإنسان والحيوان والنبات، وتلوث الهواء والماء والتربة؛ خاصة أنه ينتج عن هذا الحرق أبخرة ضارة.

- تبلغ كمية الأكياس البلاستيكية نحو 12 مليار كيس سنويًّا، يقدَّر ثمنها بنحو: 5و2 مليار جنيه، ويتم استيراد الكمية الأكبر من المادة التي تستخدم في صناعة الأكياس البلاستيكية من الخارج، أي: أننا نستورد من الخارج ما يضرنا ولا ينفعنا.

- أن الغالبية العظمى من هذه الأكياس البلاستيكية تدخل في الاقتصاد غير الرسمي، ويتم تصنيعها في مصانع تحت بير السلم بكامل حريتها، ولا يمكن السيطرة عليها.

- أن هذه الأكياس البلاستيكية يدخل في تصنيعها مشتقات تتفاعل مع المواد الغذائية من أطعمة أو أشربة خاصة الساخنة منها- التي توضع بداخلها فتمثل خطورة كبيرة على صحة مَن يتناولها!

فمِن أخطارها الصحية:

- إمكانية الإصابة ببعض أنواع من السرطانات.

- زيادة احتمال الإصابة بالزهايمر.

- زيادة تخزين الدهون بالجسم.

- زيادة مقاومة الأنسولين، وهو أمر يتعلق بمرض البول السكري ومرضاه.

- انخفاض مستوى الهرمونات الجنسية، والتأثير على كفاءة الجهاز التناسلي للجنسين؛ خاصة جودة ونوعية المني في الذكور.

- أن هذه الأكياس البلاستيكية إلى جانب أنها غير قابلة للتحلل أو التفكك، فهي أيضًا غير قابلة للتدوير أو إعادة استخدامها.

أضرار الأكياس البلاستيكية السوداء:

- يتم تصنيع الأكياس البلاستيكية السوداء من خلال إعادة تدوير المخلفات والقمامة، ومن البولي إيثيلين. ويساهم تصنيع هذه الأكياس في تلوث الهواء واستهلاك الطاقة، فضلًا عن أضرارها الصحية والبيئية، فهي تلوث الهواء سواء عملية التصنيع أو بعد الاستخدام. وتبلغ كمية النفط المستخدم في صنع كيس واحد من البلاستيك ما يكفي أن يحرك سيارة لمسافة 11 مترًا!

وينصح المتخصصون في الثروة الحيوانية والزراعة بتجنب استخدام الأكياس السوداء لتغليف اللحوم والمواد الغذائية الأخرى؛ لكونها غير آمنة لاحتوائها على مواد كيميائية ضارة تسبب العديد من الأمراض، بخلاف البلاستيك الشفاف فهو أنسب منها في تغلف الأطعمة.

وقد وجد أن الذين يتناولون اللحوم الملفوفة بالبلاستيك الأسود أكثر عرضة للإصابة بالأنفلونزا وغيرها من الأمراض المعدية، ومنها: الديدان الكبدية والجمرة الخبيثة.

ويزداد خطر هذه الأكياس باستخدامها في تغليف الأطعمة الساخنة حيث تتفاعل المواد الكيمائية المستخدمة في تصنيع هذه الأكياس مع هذه الأطعمة الساخنة وتتسبب في تلوثها، مما يزيد من فرص الإصابة بالسرطان، ومنها سرطان الثدي عند النساء، والذي تسببه مادة (الديوكسين) الموجودة بهذه الأكياس، كما أن الحرارة تساهم في ذوبان السموم الموجودة في الأكياس البلاستيك واختلاطها بالغذاء ودخولها جسم الإنسان؛ مما يسبب العديد من الأمراض، ومنها: الزهايمر، والضعف الجنسي، وفقدان الخصوبة، واعتلال في نبضات القلب ومرض السكر، وأمراض الرئة، والكبد.

والسبيل إلى منع أضرار هذه الأكياس البلاستكية السوداء هو: منع استخدامها، وتوفير أكياس آمنة من القماش أو القطن أو استخدام الحقائب الشبكية.

أضرار أدوات المائدة البلاستيكية:

من الأمور التي يجب التنبه إليها: خطر استخدام الكؤوس والأكواب البلاستيكية في تناول المشروبات الساخنة كالشاي والقهوة وغيرها، وكذلك الملاعق والسكاكين والشوك البلاستيكية في تناول الأطعمة الساخنة. فالتركيبة الأساسية لهذه الأدوات البلاستيكية يدخل فيها (البولي إيثيلين) و(البيسفينول)، وهما مادتان كيماويتان صناعيتان تستخدمان في تصنيع المواد البلاستيكية من ستينيات القرن العشرين، ومنها تصنيع الأوعية المستخدمة في تناول وتخزين المواد الغذائية والمشروبات.

وعند استعمال هذه الأدوات في تناول أو تخزين السوائل الساخنة، فإن حرارة السوائل تعمل على تسخين هذه الأكواب والأدوات البلاستيكية، وبالتالي: المواد الداخلة في تصنيعها، وهذا يسبب تلبكًا في المعدة بعد تناول تلك السوائل الساخنة، كما أن التفاعل بين هذه المواد الكيماوية والمواد السائلة الساخنة يساعد على زيادة السمنة، ويؤثِّر سلبًا على البلوغ.

وقد أظهرت نتائج اختبارات أجريت على أشخاص تناولوا مشروبات ساخنة بواسطة كؤوس من البلاستيك أن 95 % منهم احتوى بولهم على معدلات مرتفعة من مادة (البيسفينول) الكيماوية. ومادة البيسفينول تؤثِّر بشكلٍ مباشرٍ على الهرمونات؛ مما يسبب اضطرابات في تطور ونمو الجهاز التناسلي، ونمو الدماغ، كما تؤثِّر على خلايا ألفا المسئولة عن إنتاج هرمون الأنسولين في البنكرياس؛ لذلك فإن وجود هذه الكيماويات في الجسم يمكن أن يؤثِّر على مستوى الجلكوز في دم الإنسان بحسب ما جاء في موقع (أومبلايتس).

كما أن تناول المشروبات الساخنة بواسطة الكؤوس والأكواب البلاستيكية يساهم في خفض مناعة الجسم.

ووجود مادة البيسفينول بمعدلات عالية في الجسم يمكن أن يكون خطيرًا على النساء الحوامل، وعلى الأجنة على السواء، وقد يؤدي إلى الإجهاض وحدوث السرطانات.

وبالنسبة للرجال: فمادة البيسفينول قد تتسبب في الإصابة بسرطان البروستاتا، وتقلل من مستوى وعدد الحيوانات المنوية، أي قد تصيب الرجال بالعقم.

حلول لمواجهة المشكلة:

هناك حلول عديدة لمواجهة تلك المشكلة الخطيرة، منها:

- التوجُّه لخفض استهلاك الأكياس البلاستيكية، وتشجيع استخدام المحلات والبائعين للأكياس القابلة للتحلل والمصنوعة من الورق بدلًا منها، أو استخدام الأكياس المصنوعة من القماش، والتي يمكن استخدامها عدة مرات.

- التوعية باستخدام الأكياس الورقية في شراء الخضروات والفواكه؛ إذ إن جميع أضرار أكياس البلاستيك التي سبق ذكرها غير موجودة في الأكياس الورقية.

- التوعية باستخدام الأكياس المصنوعة من القماش في المحلات التجارية؛ خاصة وأنه يمكن استعمال أنواع متينة ورخيصة الثمن من الأقمشة التي يمكن استعمالها لمرات عديدة؛ مما يوفر في المال من جهة، ويحافظ على البيئة من جهة أخرى. ويعد قماش (الجينز القديم) الموجود في المنازل من الأقمشة المتينة مقارنة بالأنواع الأخرى من الأقمشة حيث يمتاز القماش الجينز بقدرته على تحمل الأوزان الثقيلة، كما أنه خفيف الوزن، ويمكن تصنيع الأكياس منه في البيوت، فيصنع الشخص منه الأكياس التي تناسبه في الشكل والحجم، كما تمتاز هذه الأكياس من القماش بإمكانية تدويرها.

- القيام بإضافة مواد بسيطة للأكياس البلاستيكية تتيح تحللها خلال فترة زمنية معقولة، وهذا اتجاه عالمي؛ لذا تقوم حاليًا وزارة البيئة بالتعاون مع جهات عالمية في تصنيع أكياس بلاستيكية قابلة للتحلل توافقًا مع الاتجاهات العالمية حفاظًا على البيئة.

- التدرج في تفليل ومنع استخدام الأكياس البلاستيكية من خلال التوعية المستمرة، ومن خلال تقديم البدائل التي ترضَى عنها كل الأطراف، ومن خلال فرض رسوم على شراء المحلات والبائعين للأكياس البلاستيكية، واستخدامها في الإنفاق على الحفاظ على البيئة.

- جمع النفايات البلاستيكية من الناس؛ لمنع إلقائها في المجاري المائية، ومياه البحار، مقابل مال أو سلع مادية أو خدمات؛ مما يوفِّر دخلًا للفقراء منهم، ويساعد في تنظيف الشوارع بتقليص حجم المخلفات، على أن توجه هذه النفايات البلاستيكية بعد جمعها إلى شركات تستفيد منها.

حلول إبداعية:

- وجد العلماء أن هناك نوعًا من أنواع الفطريات الداكنة يعيش ويتكاثر في البيئات الدافئة، يعرف علميًّا باسم (إسبرجيلاس توبنجنسي)، يتمتع بخاصية تميزه عن سائر الفطريات الأخرى، وهي القدرة على تحليل مادة البولي إيثيلين حيث أنه يفرز إنزيمًا يحلل البلاستيك ويذيبه ثم يتغذى عليه، وبالتالي: يمكن استخدام هذا الفطر في مكبات النفايات المحتوية على مخلفات بلاستيكية.

- وللتغلب على رقع النفايات البلاستيكية في البحار ابتكر فريق من المهندسين في هولندا نظامًا لتنظيف المحيطات باستخدام عوامة ضخمة تطفو فوق الماء وتتدلى منها حافة بعمق ثلاثة أمتار تعمل على جمع النفايات كل عدة أشهر من المحيط ثم تنقلها إلى اليابسة فتنظف مياه المحيط منها.

- وفي هولندا أيضًا: تم استخدام نفايات البلاستيك المعاد تدويرها في تعبيد طريق ممهد كله بالبلاستيك ليكون مسارًا للدراجات في مدينة (زفولا) بهولندا، ويعد هذا الطريق هو الأول من نوعه في العالم، وبهذه الفكرة يمكن إعادة استخدام نفايات البلاستيك من أكواب وقوارير وغيرها بدلًا من حرقها أو إلقائها في مكبات النفايات.

ومن محاسن هذه الطريقة: أنها تستغرق في تمهيد الطرق وقتًا أقل، وتتطلب معدات أخف وزنًا مقارنة بعمليات تمهيد الطرق الاسفلتية، كما أن الطرق البلاستكية تسهم في الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في البيئة، وقد استخدمت كميات من النفايات البلاستيكية تعادل 218 ألف كوب بلاستيكي أو 500 ألف غطاء قارورة بلاستيكية في إنشاء 30 مترًا من طريق الدرجات في مدينة زفولا الهولندية والتي تمثِّل 70 % من إجمالي المواد التي استخدمت في إنشاء الطريق.

وتخطط الشركة المنفذة لإنشاء طريق ممهد بالكامل من نفايات بلاستيكية معاد تدويرها، ومِن المقرر البدء في إنشاء طريق آخر جديد مصنوع من النفايات البلاستيكية في مقاطعة (أوفرآيسل) شرق هولندا.

- وقد اتجه بعض المهندسين والمصممين إلى البحث عن مواد بديلة للبلاستيك تصلح لتعبئة المواد الغذائية: كالدهون والزيوت النباتية، وأنواع من النشا والنفايات الغذائية.

وقد ابتكرت شركة إندونسية حلًّا جديدًا، وهو: استخدام الطحالب البحرية في تصنيع عبوات وأغلفة للمواد الغذائية، حيث تتجه إلى إنتاج أغلفة للشطائر وعبوات للقهوة، وعبوات للصابون كلها مصنوعة من الطحالب البحرية، وقد يكون من الممكن إذابة هذه العبوات في الماء الساخن، بل يمكن تناولها مع المواد الغذائية.

صناعة البلاستيك في مصر:

تنمو صناعة البلاستيك في مصر بشكل ملحوظ سنويًّا، حيث وصل نموها الصناعي إلى ما بين 12 % إلى 14 %، حيث تتعدَّى المصانع المسجلة رسميًّا أكثر من 3500 مصنع تعمل في إنتاج البلاستيك، أما المصانع غير المسجلة فتبلغ نحو 1400 مصنع. ويتعدَّى حجم تصدير البلاستيك نحو 5و1 مليار دولار، وأغلب هذا التصدير لدول أوروبية.

ويعمل في صناعة إنتاج البلاستيك رسميًّا ما يقرب من نصف مليون عامل ومهندس وإداري، يعملون في هذا القطاع. وتبلغ الاستثمارات في هذه الصناعة ما يقرب من 120 مليار دولار، وتحتل مصر المرتبة 48 من حيث الإنتاج، حيث يبلغ حجم الإنتاج 5و3 مليار دولار، وتعد منطقة مرغم بالإسكندرية من أشهر المناطق المتخصصة في صناعة البلاستيك في مصر؛ إذ بها نحو 200 مصنع صغير.

تجاوب الدول مع المشكلة:

- تنوعت مواقف الدول في العالم في التعامل مع هذه المشكلة، فهناك دول أصدرت تشريعات تمنع استخدام هذه الأكياس المصنوعة من البلاستيك منعًا تامًّا، بل وتفرض غرامات وعقوبات على مَن يستخدمها، ومِن هذه الدول التي أصدرت تشريعات بالمنع تراجعت عن القرار بعد فترة.

- (في ألمانيا تكاد الأكياس البلاستيك أن تكون سلعة نادرة، ففي محلات البقالة الكبرى لا وجود لها، فالمستهلك يأتي للتسوق بحقيبة قماش أو بلاستيك ضخمة من النوع الذي يعاد استخدامه لعدة مرات، وربما يأخذ مشترياته القليلة في يده ويرحل. أما إذا كنت نرغب في حقيبة بلاستيكية فعليك أن تدفع ثمنها، فلا حقائب بلاستيكية مجانية بعد الآن. هذا التوجه الألماني جزء من توجه الاتحاد الأوروبي للحدِّ من استهلاك الأكياس البلاستيك بشكل عام والأكياس الخفيفة بشكل خاص، فَوَفْقًا لـ(نينا ويترن) الناطقة باسم وزارة البيئة الألمانية، فإن استهلاك الاتحاد للأكياس البلاستيكية كان قد بلغ 100 بليون كيس سنويًّا قبل صدور قرار الاتحاد الأوروبي في مايو 20125 م بهدف التقليل من استهلاك ما يسمَّى بالأكياس البلاستيك خفيفة الوزن، حيث المبدأ التوجيهي إلى استخدام الأكياس ذات السمك حتى 50 ميكرونًا، ويهدف القرار أن ينخفض نصيب الفرد من الاستهلاك إلى 90 وحدة كحدٍّ أقصى في العام 2019 م، وإلى حد أقصى قدره 40 % في المائة لكل ساكن سنويًّا بحلول عام 2025 م.

وأبرمت حكومة ألمانيا اتفاقًا طوعيًّا مع الرابطة الألمانية لتجارة التجزئة من خلال وزارة البيئة وقَّعت عليه حتى الآن 350 شركة تمثِّل ما يقرب من 65 % من منتجي الأكياس، ومنذ أبريل 2016 م لم تعد هذه النسبة من الأكياس تقدَّم مجانًا. وكان لهذا الاتفاق الطوعي مع تجارة التجزئة أثر كبير، فالعديد منهم يبيعون الآن منتجاتهم دون تقديم أكياس بلاستيكية، ولكن في كيس من الورق، أو أكياس مصنوعة من القماش أو غيرها من الأنسجة الصديقة للبيئة، وفي العديد من المحلات التجارية يتم إصدار أكياس بلاستيك فقط مقابل رسوم) (جريدة الأهرام - عدد الجمعة - 23 فبراير 2018م، ص 6).

أما في إنجلترا فهناك ضريبة على الأكياس البلاستيكية.

واتجهت الولايات المتحدة الأمريكية إلى التحول إلى الأكياس القابلة للاستخدام المتعدد وللأكياس الورقية.

أما في فرنسا فهناك ضريبة على بعض الأكياس البلاستيكية من جهة، وهناك مبادرات للترويج لأنواع الأكياس القابلة لإعادة الاستخدام لعدة مرات من جهة أخرى.

أما في إيطاليا فيحظر قانونًا استخدام الأكياس البلاستيكية.

وفي جنوب إفريقيا فرض الحظر على الأكياس البلاستيكية الرقيقة جدا منذ عام 2003 م مع فرض ضرائب على الأكياس الأكثر سمكًا.

وفي المغرب تم فرض حظر على إنتاج واستخدام أكياس البلاستيك السوداء منذ عام 2009 م، ثم صدر قانون بحظر الأكياس البلاستيكية من قِبَل البرلمان في عام 2015 م.

وفي كينيا كانت أشد القوانين المعارضة للأكياس البلاستيك صرامة حيث يعاقب مَن ينتج الأكياس البلاستيكية أو يبيعها أو يستخدمها أو بالسجن أو بدفع غرامة كبيرة (المصدر السابق).

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

تصنيفات المادة