الخميس، ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤
بحث متقدم

رمضان ينادينا

شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ

رمضان ينادينا
أعده/ محمود حسن
الأحد ١٨ أبريل ٢٠٢١ - ١٠:٤٧ ص
233

رمضان ينادينا

كتبه/ حسني المصري

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛  

فيا أيها المسلمون، يا مَن خاطبكم الرحمن بقوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ . أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ) (البقرة:183-184).

فهيا إلي، فما أسرع انقضاء أيامي وليالي (أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ) نصبت سوقي فانهلوا من خيراتها، واغترفوا من بركاتها، هيا إلى الصلاة فأتقنوها وجودوها، فهي صلتكم بالباري، وراحة أرواحكم، وحياة أبدانكم، وسكن قلوبكم.

هيا إلى القيام وخشوع قلوبكم؛ اذرفوا دمع الندم على ما فات، أديموا طرق الباب لعله يُفتح لكم.

يناديكم: أنا شهر القرآن (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ) (البقرة:185)، القرآن كلام الملك، وكلام الملك ملك الكلام، شفاء الصدور وطب القلوب، خبر ما قبلكم وحكم ما بينكم، ونبأ ما بعدكم، هو الفصل ليس بالهزل، من أحبه فهو يحب الله، الحرف فيه بحسنة والحسنة بعشر، والله يضاعف لمَن يشاء، فهيا إلى القرآن، هيا إلى معين الصفاء والصلاح لكم في دنياكم وأخراكم.

يناديكم يا أهل الجود والكرم والمواساة، فأنا شهر الخيرات والبركات والإحسان، شهر كان أجود ما يكون فيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فهيا إلى الزكاة والصدقة، فإنها أول ما تقع في يمين الله، وكلتا يديه يمين، فيربيها لأحدكم كما يربي أحدكم فلوه حتى تصير مثل أحد في الميزان.

هيا إلى إطعام الطعام وتفطير الصوام، فمَن فطَّر صائمًا كان له مثل أجره، لا ينقص من أجر الصائم شيئًا.

هيا إلى ذكر الله، فذكر الله هو منشور الولاية، ومِن ذَكَر الله في نفسه ذكره في نفسه، ومن ذكره في ملأ، ذكره الله في ملأ خير منهم.

يناديكم... هلا اعتمرتم فيَّ فعمرة في رمضان كحجة مع النبي -صلى الله عليه وسلم-.

أيها المسلمون... أسرعوا الخطى وحثوا السير، وأقبلوا إقبال مَن يخشى نفاد ما فيه قوام حياته، إنها سوق لا تلبث ان تنصب حتى تنفض، يربح فيها مَن ربح ويخسر فيها المغبون، وخاب وخسر مَن أدرك شهر رمضان ثم لم يغفر له.

فهيا هيا إلى المغفرة والرحمة، والعتق من النيران، فمَن صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه، ومَن قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن صام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه، ومَن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه.

هيا إلى العتق من النيران؛ فلله في كل ليلة عتقاء من النار.

أيها المسلمون في أنحاء الأرض... أنا فرصتكم أن تصلحوا ما بينكم وبين ربكم، فيصلح ما بينكم وبين بعضكم وبينكم وبين الناس.

إنها فرصتكم أن تنالوا المغفرة والرحمة والعتق، والرضا والرضوان.

هيا هيا إلى التوبة، فمَن تاب تاب الله عليه، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، والتائب حبيب الرحمن: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) (البقرة:222).

اللهم كما سلمتنا رمضان فتسلمه منًا متقبلًا.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

تصنيفات المادة