الجمعة، ١٨ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٦ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

المقصود بقول الله -تعالى-: (لا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ)

ما وجه الجمع بيْن النهي: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ) (المائدة:101)، وبين أن حذيفة -رضي الله عنه- كان يقول: "وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنْ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي" (رواه البخاري ومسلم)؟ فأنا أريد أن أفهم: هل الآية معناها أن الإنسان لا يسأل عن شيء يخشى أن يؤدي إلى مضرة له إن سأل عنه، يعني: هل الأفضل له أن لا يتعلم "شيء بعينه" -ليس لا يتعلم مطلقًا-؛ لكي لا ينتج عن علمه مفسدة، أم أن الآية ليس لها تطبيق الآن وكانت قبل اكتمال التشريع؟ أم هل هي متعلقة بأمور مثلاً: مثل السؤال عن حالة الزوجة قبل زواجها، وعن علاقاتها السابقة؟ فهل الآية يستدل بها في هذا المقام؟ أرجو الإفادة.

المقصود بقول الله -تعالى-: (لا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ)
الثلاثاء ٠٦ سبتمبر ٢٠١١ - ١٦:١٢ م
1170

السؤال:

ما وجه الجمع بيْن النهي: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ) (المائدة:101)، وبين أن حذيفة -رضي الله عنه- كان يقول: "وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنْ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي" (رواه البخاري ومسلم)؟

فأنا أريد أن أفهم: هل الآية معناها أن الإنسان لا يسأل عن شيء يخشى أن يؤدي إلى مضرة له إن سأل عنه، يعني: هل الأفضل له أن لا يتعلم "شيء بعينه" -ليس لا يتعلم مطلقًا-؛ لكي لا ينتج عن علمه مفسدة، أم أن الآية ليس لها تطبيق الآن وكانت قبل اكتمال التشريع؟

أم هل هي متعلقة بأمور مثلاً: مثل السؤال عن حالة الزوجة قبل زواجها، وعن علاقاتها السابقة؟ فهل الآية يستدل بها في هذا المقام؟ أرجو الإفادة.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فالسؤال المنهي عنه كان نحو قول السائل: "مَن أبي؟"، "أين أبي؟"، والسؤال عن الحج: "أَكُلَّ عَامٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟" (رواه مسلم)، فهذه أمور لا ينبغي السؤال عنها؛ لأن التشريع يأتينا على صفة الكمال، والأمور الغيبية مما قد يسوء المرء كشفها، أما السؤال عن الشر مخافة الوقوع فيه وهو من الأمور المحتمل وقوعها أو يعرف وقوعها، وجميع أحكام الشرع قد ثبتت وكملت؛ فتعلمها طاعة لله -عز وجل-، لكن التفريعات الدقيقة التي لا تكاد تقع فالسؤال عنها كذلك داخل في النهي؛ لأنه من التكلف.

ومنه أيضًا: السؤال عن أحوال المرأة أو الرجل قبل الالتزام، والتنقيب عن ذنوب سترها الله؛ لأن (اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَيِيٌّ سِتِّيرٌ يُحِبُّ الْحَيَاءَ وَالسَّتْرَ) (رواه أحمد وأبو داود والنسائي، وصححه الألباني

www.anasalafy.com

موقع أنا السلفي