عشر لابد منها
كتبه/ علاء حامد
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله
ـ صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ـ وبعد ؛
سيظل ذو القرنين قدوة لكل حاكم مكن الله
له في الأرض ... هذا النموذج المبهر الذي ينبغي أن تكون سيرته و قصته منهجا و مرجعا
في الحكمة و العدل و الإصلاح و الإحسان و الإتقان.
دعونا في هذه الأسطر القليلة نقف علي ملامح
نجاح هذا الملك الصالح
1-السعي و البذل لتحصيل أسباب القوة ثم
استعمال هذه الأسباب لخدمة الدين و لإصلاح الدنيا (فَأَتْبَعَ سَبَبًا ) (85) فلا يكفي
للتقدم وفرة الأسباب من بترول و غاز و أموال دون وجود علم و عقول تحول هذه الموارد
لقوة و حضارة تحميها من الذل لشرق أو لغرب.
2- العدل بإقامة سيف القانون علي الظالم
مهما كان مركزه أو منصبه " قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ
".
و إقامة سيف القانون تستلزم العلم بشرع
الله و تعليمه للناس ليكونوا علي بصيرة مع الحزم في التطبيق فإن اليد المرتعشة مع الظالمين
تطغيهم
3- التواجد بين الناس و ملامسة آلامهم و
جراحهم و سماع شكواهم فذو القرنين بلغ بنفسه أفقر البلاد في المشرق و المغرب و بين
السدين يسأل الناس عن حاجاتهم و يسمع منهم لا ينعزل عنهم في مكتبه بين المكيفات و لا
يرضي بتقارير مخادعة أن الأمور علي مايرام بل ينزل بنفسه ويلمس الواقع و يأبي أن يعيش
في الوهم
4- احترام آراء الناس و اقتراحاتهم
" فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا
" .... بل و جعلهم جزء من الحل " فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ
وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا "
5- العمل الجماعي و نقل الخبرات للناس و
رفع مستواهم مما يخفف بعد ذلك الحمل عن القيادات و يجعل المجتمع جزء أصيل في منظومة
الإصلاح و يشعره بالمسئولية " آَتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى
بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آَتُونِي
أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا " (96)
6- الشمولية في الإصلاح : فذو القرنين يبني
سدا لقوم لا يكادون يفقهون قولا ... إصلاح شامل يشعر به المواطن المطحون ... و ليس
إصلاحا مزيفا يشمل المناطق الراقية فقط حيث أصحاب الوجاهات و حيث الكاميرات و الأضواء
وسط التصفيق و كلمات الثناء
7- الاتقان : لقد بني ذو القرنين أعظم سد
في التاريخ لهؤلاء الفقراء المعدمين ... فمن يعامل الله و يراقبه يحسن في عمله و لا
يميز بين ما يصنع لفقير و ما يصنع لغني بل الفقير أولي لأنه أحوج
8- مراقبة الله في السر و العلانية و العلم
باطلاعه عليه " كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا " (91
)
9- عفة النفس و طهارة اليد : لقد أبي ذو
القرنين أن يأخذ أجرا علي عمل يراه واجبا عليه فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى
أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (94) قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي
خَيْرٌ " ... فالحاكم الصالح يغلق أبواب الكسب الغير مشروع و يكون قدوة لوزرائه
و غيرهم
10- نسبة الفضل لله في كل ما سبق :
" قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ " ..." قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ
مِّن رَّبِّي " .. و هي الأهم علي الإطلاق ... فإن مما يجعل الحاكم يطغي تعظيمه
لنفسه عند كل إنجاز و نسيانه لفضل الله و هذا نذير شؤم ... فلا بقاء و لا بركة لحضارة
لا تبني علي توحيد الله و الفقر إليه .
موقع أنا السلفي
www.anasalafy.com