الجمعة، ١٨ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٦ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

عشر لابد منها

دعونا في هذه الأسطر القليلة نقف علي ملامح نجاح هذا الملك الصالح

عشر لابد منها
علاء حامد
الاثنين ١٢ أكتوبر ٢٠١٥ - ١٢:٥١ م
1126

عشر لابد منها

كتبه/ علاء حامد

الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ـ وبعد ؛

سيظل ذو القرنين قدوة لكل حاكم مكن الله له في الأرض ... هذا النموذج المبهر الذي ينبغي أن تكون سيرته و قصته منهجا و مرجعا في الحكمة و العدل و الإصلاح و الإحسان و الإتقان.

دعونا في هذه الأسطر القليلة نقف علي ملامح نجاح هذا الملك الصالح

1-السعي و البذل لتحصيل أسباب القوة ثم استعمال هذه الأسباب لخدمة الدين و لإصلاح الدنيا (فَأَتْبَعَ سَبَبًا ) (85) فلا يكفي للتقدم وفرة الأسباب من بترول و غاز و أموال دون وجود علم و عقول تحول هذه الموارد لقوة و حضارة تحميها من الذل لشرق أو لغرب.

2- العدل بإقامة سيف القانون علي الظالم مهما كان مركزه أو منصبه " قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ".

و إقامة سيف القانون تستلزم العلم بشرع الله و تعليمه للناس ليكونوا علي بصيرة مع الحزم في التطبيق فإن اليد المرتعشة مع الظالمين تطغيهم

3- التواجد بين الناس و ملامسة آلامهم و جراحهم و سماع شكواهم فذو القرنين بلغ بنفسه أفقر البلاد في المشرق و المغرب و بين السدين يسأل الناس عن حاجاتهم و يسمع منهم لا ينعزل عنهم في مكتبه بين المكيفات و لا يرضي بتقارير مخادعة أن الأمور علي مايرام بل ينزل بنفسه ويلمس الواقع و يأبي أن يعيش في الوهم

4- احترام آراء الناس و اقتراحاتهم " فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا " .... بل و جعلهم جزء من الحل " فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا "

5- العمل الجماعي و نقل الخبرات للناس و رفع مستواهم مما يخفف بعد ذلك الحمل عن القيادات و يجعل المجتمع جزء أصيل في منظومة الإصلاح و يشعره بالمسئولية " آَتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آَتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا " (96)

6- الشمولية في الإصلاح : فذو القرنين يبني سدا لقوم لا يكادون يفقهون قولا ... إصلاح شامل يشعر به المواطن المطحون ... و ليس إصلاحا مزيفا يشمل المناطق الراقية فقط حيث أصحاب الوجاهات و حيث الكاميرات و الأضواء وسط التصفيق و كلمات الثناء

7- الاتقان : لقد بني ذو القرنين أعظم سد في التاريخ لهؤلاء الفقراء المعدمين ... فمن يعامل الله و يراقبه يحسن في عمله و لا يميز بين ما يصنع لفقير و ما يصنع لغني بل الفقير أولي لأنه أحوج

8- مراقبة الله في السر و العلانية و العلم باطلاعه عليه " كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا " (91 )

9- عفة النفس و طهارة اليد : لقد أبي ذو القرنين أن يأخذ أجرا علي عمل يراه واجبا عليه فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (94) قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ " ... فالحاكم الصالح يغلق أبواب الكسب الغير مشروع و يكون قدوة لوزرائه و غيرهم

10- نسبة الفضل لله في كل ما سبق : " قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ " ..." قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي " .. و هي الأهم علي الإطلاق ... فإن مما يجعل الحاكم يطغي تعظيمه لنفسه عند كل إنجاز و نسيانه لفضل الله و هذا نذير شؤم ... فلا بقاء و لا بركة لحضارة لا تبني علي توحيد الله و الفقر إليه .

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة