الجمعة، ١٨ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٦ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

في ذكرى رابعة

الآن وبعد ثلاثة أعوام أكدت الشهادات نفس القناعات

في ذكرى رابعة
وليد محمد عبد الجواد
الخميس ٠١ سبتمبر ٢٠١٦ - ١٣:٢٦ م
1747

في ذكرى رابعة

كتبه/ وليد محمد عبد الجواد

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

في مثل هذه الأثناء من كل عام يكثر الجدل والشد والجذب بين كل الأطراف المتصارعة في مصر، وتكثر كذلك الشهادات من الذين عاصروا الأحداث.

لا شك وأننا بعد ثلاثة أعوام من هذا الحدث الجلل الذي سيظل في وجدان كل الأجيال التي عاصرته نحتاج إلى التفكير برويه وتؤدة ونظرة فاحصة إلى ذلك الحدث؛ لإستلهام العظات والعبر، وحتى لا تتكرر المأساة، وخاصة أن كل الأطراف التي عاصرت هذا الحدث لا يزيدها الحدث إلا جمودا وتصلبا وتشددا، حتى بعد وضوح الرؤيه وانقشاع الغبار.

ولكثره الشهادات؛ أقف اليوم مع بعض الشهادات الهامة، وخصوصا أنها تأتي من أفراد غير أبناء الدعوة السلفية:-

الشهادة الأولى: شهادة فضيلة الشيخ محمد حسان، وكذلك الدكتور جمال المراكبي والدكتور عبد الله شاكر، والتي أحدثت حجَرا في الماء الراكد، وكنت قد استغربت بعض الشيء لماذا يهاجم الإخوان الشيخ وهو صامت كل الصمت؟ خاصة عند علو النبرة في الأيام التي سبقت هذه الشهادة، وكأنهم كانوا يعلمون أن الشيخ سيتكلم الآن.

وأهم ما فى هذه الشهادة لخصه فضيلة الشيخ تحت أمرين:

(1) لو كنت أعلم أن نصرة الإسلام في رابعه لكنت أول من يذهب إليها.

(2)إن الذي نكص العهد ولم يستجب لطلبات ونداءات الفض السلمي كان طرف الإخوان المسلمين. هذين الأمرين على وجه التحديد هما ماكنا -نحن أبناء الدعوة السلفية- نذكرهماعلى طول الخط، وكنا نتهم بالعمالة والخيانة.

الآن بعد ثلاثة أعوام حصحص الحق وجاء مطابقاً بحمد الله وفضله لما كنا نقوله.

الشهادة الثانية: شهادة مايطلق عليه إعلاميا "فتى الشاطر" وهو أحمد المغير: هي التي تؤكد على أن اعتصام رابعة لم يكن سلميا، بل كان مدججا بالاسلحة، وهذا الأمر كنا نذكره للناس على سبيل الخوف من أن يكون اعتصام رابعة به بعض الأسلحة، نظراً للّهجة الشديدة التي كانت تذكر على المنصة، وكذلك لسابق العلم والعهد بأفراد الجماعات الجهادية التكفيرية التي كانت تتخذ من رابعة مأوى لها وبيئه خصبة، الآن وبعد ثلاثة أعوام جاءت هذه الشهادة -فيما لا يدع مجالاً للشك- بصدق ما كنا نرتاب فيه، وظهر جليا مآلات الأحداث، وصدقة قول الشاعر: "وغداً ينقشع الغبار".

الشهادة الثالثة: شهادة متحدث الرئاسة الأسبق "ياسر علي" بعد خروجه من السجن، والتي أكد فيها أن الوقت لم يكن مناسبا لأن يتولى رئيس من الجماعات الإسلاميه دفة الأمور في مصر، وأن الإخوان أخطأوا في الدفع بمرشح في هذه الأثناء.

نعم هذه هي القناعه الثالثة التي كانت لدينا نحن أبناء الدعوه السلفية، بالرغم من أننا أيدناه في جولة الإعادة، وكنا أحد أهم عوامل الحسم، لكن لم يكن أمامنا خيار آخر، وكنا ندعو الله أن تتغير الأحوال وأن يستطيع الإخوان قيادة السفينة، ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن وطابقت وجهة نظرنا قبل بداية الأحداث، والتى كنا أيضا نُتّهم من خلالها.

الآن وبعد ثلاثة أعوام أكدت الشهادات نفس القناعات -ولله الحمد والمنة- التي كنا ننطلق من خلالها وندعو إلى اجتنابها، ولا تزال الأيام حبلى فهل من معتبر؟.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

 

تصنيفات المادة