الثلاثاء، ١٥ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٣ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

فاعتبروا يا أولي الأبصار (حول أحداث السودان)

فاعتبروا يا أولي الأبصار (حول أحداث السودان)
السبت ٢٩ أبريل ٢٠٢٣ - ٠٩:٣٦ ص
247

 

فاعتبروا يا أولي الأبصار (حول أحداث السودان)

 

كتبه/ عادل نصر

كلما طالعت أحوال أمتي - فرج الله كربها- وما آلت إليه الأمور في غالب أقطارها، وآخر ذلك ما نراه في السودان الشقيق من المآسي والأهوال بعدما اشتعلت نيران الفتن والاحتراب، والتي نسأل الله عز وجل أن يطفأها عاجلا غير آجل. أقول كلما رأيت ذلك ازددت بصيرة بعظم أمرين:

أولهما : ضرورة استشعار نعمة الأمن والاستقرار ، وشكر الرب تعالي عليها، تلكم النعمة التي ذكر  تعالي قريشا بها في معرض الامتنان عليها، فقال تعالي : (فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وءامنهم من خوف) 

والأمر الثاني: عظم شأن منهج الأنبياء عليهم السلام في الإصلاح،  أعني المنهج الإصلاحي السلمي المتدرج في بلاد الإسلام والمنبثق من قوله –تعالى- علي لسان شعيب عليه السلام: (إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب) هذا المنهج المبارك الذي يخالفه طوائف ممن حاد عن السبيل وتنكب الصراط بل يناصبونه العداء،  فمنهم

١-الذين تربوا على موائد الأعداء ومناهجهم حتي صاروا من أدواتهم التي تنفذ مخططاتهم وتخدم علي أجنداتهم وإن كانوا من بني جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا

2-ومنهم أصحاب المآرب والمصالح الشخصية والذين أعماهم حب النفس والتمحور حول الذات، فلا هم لهم إلا الوصول إلى مآربهم مهما كان الثمن.

٣-ومنهم أصحاب العقائد الفاسدة من الخرافيين، والذين  يخدرون الأمة لتستسلم حتي تلاقي مصيرها علي يدي أعدائها، فلا تدافع القدر بالقدر كما أمرها الله إعمالا لسنة الدافع.

٤-ومنهم قوم يدعون الانتساب الي السلفية زورا، يلبسون الواقع المر بكل ما فيه ثوب المشروعية، سلم منهم كل ذي باطل وبدعة ولم يسلم منهم المصلحون وفق منهج الأنبياء، فرموهم بكل ما في جعبتهم من سهام، صرفا للناس عنهم،  وصدا عن السعي في الاصلاح.

 

 

٥-ومنهم أصحاب المناهج الصدامية، تلكم المناهج التي اصطلت الأمة بنيرانها مرات عديدة ولازالت، وفي كل مرة يزعم أهلها أنهم بالمعروف يأمرون وعن المنكر ينهون وللإصلاح يسعون وفي كل مرة لا الدين ينصرون ولا الأعداء يكسرون، بل والمصالح يضيعون وللمفاسد يجلبون وللتجارب الفاشلة يكررون، ثم هم لا يتعظون ولا يعتبرون .

 فاللهم احفظ أمة الإسلام، وسلمها من كيد الأعداء وجهل الأبناء، واحقن دماءها وأصلح ذات بينها إنك ولي ذلك والقادر عليه.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com


الكلمات الدلالية