الأحد، ٢٠ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٢٨ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

آيات الصفات لها فضل خاص

آيات الصفات لها فضل خاص
الاثنين ١٩ فبراير ٢٠٠٧ - ١٣:٣٤ م
21

آيات الصفات لها فضل خاص

كتبه/ ياسر برهامي

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،

معرفة الله أصل الدين، وركن التوحيد، وأول الواجبات، فإن الرسل بعثوا لكي يعرف الناس ربهم -عز وجل-، وركن التوحيد الأساسي أن يعرف الإنسان ربه -تعالى-، قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لمعاذ -رضي الله عنه- لما أرسله إلى اليمن:  (إِنَّكَ تَقْدَمُ عَلَى قَوْمٍ أَهْلِ كِتَابٍ فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ عِبَادَةُ اللَّهِ فَإِذَا عَرَفُوا اللَّهَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي يَوْمِهِمْ وَلَيْلَتِهِمْ فَإِذَا فَعَلُوا فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ فَرَضَ عَلَيْهِمْ زَكَاةً مِنْ أَمْوَالِهِمْ وَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ فَإِذَا أَطَاعُوا بِهَا فَخُذْ مِنْهُمْ وَتَوَقَّ كَرَائِمَ أَمْوَالِ النَّاسِ) رواه البخاري ومسلم. دل ذلك على أن من لم يوحد الله -تعالى- لم يعرف الله -عز وجل-، فالواجب أن يعرف الإنسان ربه -تعالى-، ويوحده، وذلك بمعرفة ما له من الأسماء والصفات.

وهذا الحديث صدَّر به البخاري كتاب التوحيد من صحيحه، وهو دليل على أن هذا أول واجب على المكلف.

 وآيات الصفات لها فضل خاص كما في صحيح مسلم وغيره: أن أعظم آية في كتاب الله آية الكرسي، ففي حديث أُبَيّ بن كعب -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (يَا أَبَا الْمُنْذِرِ أَتَدْرِي أَيُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ مَعَكَ أَعْظَمُ؟ قَالَ قُلْتُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ يَا أَبَا الْمُنْذِرِ أَتَدْرِي أَيُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ مَعَكَ أَعْظَمُ؟ قَالَ قُلْتُ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ قَالَ فَضَرَبَ فِي صَدْرِي وَقَالَ: وَاللَّهِ لِيَهْنِكَ الْعِلْمُ أَبَا الْمُنْذِرِ). رواه البخاري ومسلم. فهنَّأه النبي -صلى الله عليه وسلم- على العلم، لأنه علم  أن أعظم آية في كتاب الله آية الكرسي، وكل هذه الآية أسماء وصفات، فهذا حديث صحيح يدل على أن الآيات التي ذُكِرَت فيها أسماء الله -تعالى- وصفاته وأفعاله هي أعظم الآيات.

كما حب الآيات والسور المتضمنة للأسماء والصفات سبب لدخول الجنة، كما في حديث البخاري: عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَعَثَ رَجُلا عَلَى سَرِيَّةٍ وَكَانَ يَقْرَأُ لأَصْحَابِهِ فِي صَلاتِهِمْ فَيَخْتِمُ بِقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، فَلَمَّا رَجَعُوا ذُكِرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: سَلُوهُ لأَيِّ شَيْءٍ يَصْنَعُ ذَلِكَ؟ فَسَأَلُوهُ فَقَالَ: لأَنَّهَا صِفَةُ الرَّحْمَنِ؛ فَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَقْرَأَ بِهَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أَخْبِرُوهُ أَنَّ اللَّهَ يُحِبُّهُ. رواه البخاري ومسلم.

فكان حب لـ (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ)، وكلها أسماء وصفات الله -عز وجل-، وقد صرح بأنها صفة الرحمن، من أسباب حب الله -تعالى-، وقد علمنا أن (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) تعدل ثلث القرآن، وذلك لأنها محض ذكر توحيد الله -عز وجل-.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

الكلمات الدلالية

تصنيفات المادة