الثلاثاء، ١٤ ذو القعدة ١٤٤٥ هـ ، ٢١ مايو ٢٠٢٤
بحث متقدم

المشاركة العاشرة من ابن بلد

المشاركة العاشرة من ابن بلد
الاثنين ١٩ مارس ٢٠٠٧ - ١١:٠١ ص
13

المشاركة العاشرة من ابن بلد

مشاركة ابن بلد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مع كل الاحترام لكافة المشاركين وأسرة التحرير، والذين رأوا الانترنت نوعا من الاختبار في الدين فهم يقصون توبتهم منه أو من سيئاته، أقول لهم الأمر أضخم من ذلك، إنه تحدى كبير لإمكانات أهل الخير في كيفية توظيفه والاستفادة منه، وإنه أمانة في أعناق الدعاة والقائمين على التوجيه.

إن الذين ينظرون للانترنت على أنها شرها أكثر من خيرها ينظرون نظرة ضيقة جدا، ويغفلون عن أنها من أكبر التغيرات التكنولوجية في تاريخ الإنسان تتساوى مع اختراع الطباعة واختراع المحرك البخاري بل وتفوقهم، إنهم يتحدثون عنها كمستقبلين ومتأثرين سلبيين.

لابد أن نخرج من دائرة السلبية ونبنى في أنفسنا أفرادا وجماعات القدرة على التأثير في الانترنت، فهي تتجاوز نظرتنا الضيقة المحصورة في مطالعة المواقع العلمية الشرعية والإخبارية والجدل بلا طائل في المنتديات، لابد من تعلم فنون إنشاء المواقع ونشر العلم بهذه الفنون يشمل ذلك ما يتعلق بالجرافيك ولغات البرمجة أو الإدارة والترجمة كذلك الدعاية والترويج للمواقع.

بل وإقامة سيرفرات كبرى نقية تستضيف المواقع الإسلامية والدعوية والخدمية المفيدة لكافة البشر مسلمهم وكافرهم فهذا في ذاته سبيل دعوة، كما تقدم لهذه المواقع خدمات فنية قوية تعينها على الثبات في وجه الاختراق والتدمير واقتحام الخصوصية، بدلا من وقوع كافة بيانات المواقع الإسلامية تحت رقابة أجهزة المخابرات الدولية والأمريكية والصهيونية منها خاصة،

أعلم أن البعض سيقول أنني إنسان حالم، ولكني أقول أن أكبر الشركات والمواقع المسيطرة على الانترنت في العالم بدأت أحلاما، لكن توفرت عند أصحابها الجدية والإيجابية والدافع للتأثير في عالمهم الذي يعيشون فيه، فحولوه نحو أهدافهم المادية البحتة واعتقاداتهم الباطلة، واستعبدوا الشباب بمواقع الجنس الحقيرة، لتقيم هذه الشركات نفوذا وتأثيرا على البشر في الواقع الافتراضي يزيد على نفوذ الحكومات في الواقع الحقيقي. 

وأتوجه إلى الأخوة الذين يشتكون من آلام المعاصي على الانترنت ويكرهون الانترنت وغاية الأمر أنهم قرروا عدم دخوله، لماذا لم توظفوا إمكانياتكم في اللغات - ومنكم الأطباء والجامعيين- في الدخول لمواقع الشات الإنجليزية مثلا لتطالعوا الضياع الذي تسير فيه البشرية وتحملوا لهم نور الوحي وحلاوة العبودية الخالصة.

لماذا لم تنفقوا من أموالكم وأوقاتكم لتتعلموا بعض المهارات الفنية لتقيموا مواقع دعوية أو خدمية أو لتدعموا مواقع موجودة بالفعل أو تعلموا هذه المهارات لغيركم، أتوجه إليكم بهذه الأفكار لتكون جزء من التوبة، فقد كان الصحابة بعد إسلامهم يبدلون كل موقف من مواقف الجاهلية التي كانوا عليها بموقف آخر في الإسلام كدليل على كمال التوبة.

أخيرا دعوا السلبية والبكاء وانطلقوا إلى العمل والتغيير والتأثير الفعال لا نقول في المجتمع، ولكن في كل العالم.

 

على قدر أهل العزم تأتى العزائم       وتأتى على قدر الكرام المكارم

 

أسرة التحرير

بارك الله فيك أخانا ابن بلد، فقد لمست جرحا غائرا، لا يقتصر على النت فحسب بل يمتد لثقافتنا ككل، الأمر الذي جعل البعض يطلق عليها أنها صارت ثقافة الاستهلاك، فأمتنا صارت مستهلكة للعلم والتكنولوجيا، وتأخرت عن المشاركة في انتاجهما، فوقع أبناؤنا ضحية سهلة لثقافة المنتجين المحملة بعقائد الغرب الكافر وسلوكياته المنحرفة، وأعظم من استهلاكنا لثقافتهم وتشبعنا بها، عجزنا عن المقاومة فضلا عن الهجوم.

إن ما تعرضه من أفكار للعمل والمشاركة الإيجابية يصلح كبدايات للتحول والتغيير، ولابد أن يتبعها المزيد من الأفكار والاقتراحات، وقد يكون ذلك يوما ما موضوعا آخر في ركن دعوة للحوار على الموقع.

صوت السلف
www.salafvoice.com

 

ربما يهمك أيضاً