الثلاثاء، ١٤ ذو القعدة ١٤٤٥ هـ ، ٢١ مايو ٢٠٢٤
بحث متقدم

المشاركة 2 من فخورة بإسلامي

المشاركة 2 من فخورة بإسلامي
الأحد ٠١ أبريل ٢٠٠٧ - ١١:٠٨ ص
13

المشاركة 2 من فخورة بإسلامي

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده و الصلاة والسلام علي من لا نبي بعده،

ثم أما بعد,

جوزيتم الفردوس علي طرح هذا الموضوع المهم جدااا جدااا خصوصا في هذه الفترة..و لا اعتقد أني سأضيف بعد شيوخا الأفاضل حفظهم الله، خصوصا رأي الدكتور ياسر، ولكن الله المستعان، من باب أنه أحيانا يجوز التيمم بالتراب، أو من باب التعبير عما يدور في ذهني اسمحوا لي أن أدلي برأي المتواضع جدا..

كما تفضل الدكتور ياسر وقال إن فصل الدين عن السياسة كفر مستقل ومع ذلك لا يشارك السلفيون في اللعبة السياسية, ومن هنا يتهمنا البعض بالسلبية..

و أنا أري إن الاتهام فيه جزء من الحقيقة للأسف، ولكن ليس في عدم اشتغالهم بالسياسة لأنه أصلا لا يوجد سياسة, و لا يوجد آليات للتغير مع احترامي لكل الآراء المخالفة،

ولكن اشتغال الإسلاميين في السياسة بوضعها الحالي له عدة مزالق، سأذكرها باختصار والله المستعان:

**المزلق الأول :: هو المزلق العقدي ::

_فكيف يجوز للمسلم الذي يأمره دينه بالتحاكم إلى شريعة الله وحدها دون سواها،....والذي يقول إن كل حكم غير حكم الله هو حكم جاهلي لا يجوز قبوله ولا يرضى عنه ولا المشاركة فيه،......كيف يجوز له أن يشارك في المجلس الذي يشرع بغير ما أنزل الله؟ ويعلن بسلوكه العملي أنه يرفض التحاكم إلى شريعة الله في معظم الأمور إن لم تكن كلها؟

_كيف يجوز له أن يشارك فيه فضلاً عن أن يقسم يمين الولاء له ويتعهد بالمحافظة عليه وعلى الدستور الذي ينبثق منه....

قال الله تعالى ((وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يُكفر بها ويُستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديثٍ غيره إنكم إذن مثلهم.....))

وهؤلاء حديثهم الدائم هو مخالفة شرع الله والإعراض عنه، وأن الدين مجاله المسجد وفقط، ولا سياسة في الدين ولا دين في السياسة...فكيف إذن نقعد معهم؟!

**المزلق الثاني ::تمييع القضية بالنسبة ""للعوام""::

_إننا نقول للجماهير في كل مناسبة إن الحكم بغير ما أنزل الله ""باطل"" ، وأنه لا شرعية إلا للحكم الذي يحكم بشريعة الله....

ثم تنظر الجماهير فترانا((أي الإسلاميين)) قد شاركنا فيما ندعوها هي لعدم المشاركة فيه!!! فكيف تكون النتيجة؟

وإذا كنا لا نجد لأنفسنا المبررات للمشاركة في النظام الذي نعلن للناس أنه باطل....فكيف نتوقع من الجماهير أن تمتنع عن المشاركة؟

وكيف تنشأ ""القاعدة الإسلامية"" التي يقوم عليها الحكم الإسلامي، القاعدة التي ترفض كل حكم غير حكم الله، وترفض المشاركة في كل حكم غير حكم الله!

المزلق الأخير

_إن لعبة السياسة هي لعبة يأكل القوى فيها الضعيف، ولا يُتاح للضعيف من خلالها أن "يغافل" القوى فينتزع من يده شيئا، والقوة والضعف _في لعبة السياسة_ ليس لها علاقة بالحق والباطل ولا علاقة لها بالكثرة والقلة....فمن الممكن أن تكون الأقلية المكروهة هي((القوية))، ولو لم يكن لها أنصار..والأكثرية المستضعفة هي((الضعيفة)) ولو كانت تمثل أكثرية السكان !!!

_ومن ثم فالجماعات الإسلامية هي الخاسرة في لعبة السياسة، وغيرهم من أهل الباطل هم الكاسبون..مما سيزيد الإحباط لدي الناس، وعزوفهم عن الإسلاميين لأنهم خذلوهم في حين أن الإسلاميين لم تتوفر لهم القدرة أصلا لنصرتهم..

إذا السلبية التي أتحدث عنها ليست في عدم مشاركة السلفيين في الحياة السياسية، ولكن في عدم اهتمامهم " إلا من رحم ربي " بتوعية شباب السلفيين أن الاشتغال بالسياسة واجب شرعي، وأن عزوف السلفيين عن المشاركة ليس بالمطلق، ولكنه واجب مؤجل حتى تتوفر الضوابط الشرعية..

فللأسف نري أن كثيرا حولوا السلفية إلي تنظير فقط, أو إلي قصص و لكن مجرد ما نتكلم عن السياسة تأتي السهام المعلبة " أنتم حزبين قطبين مش عارف إيه.....الخ"

فانقسم السلفيين علي أنفسهم، ونري شباب السلفيين الآن يقسمون السلفية سلفي سلطاني " أي منظر للسلطان " و علي الجانب الآخر نري " سلفي جهادي " و سلفي قاعدي و سلفي....الخ

و إلي الله المشتكي..

و أنا أدين لله عز وجل وأشهده، وهو خير شاهد أن مشايخ المدرسة السلفية في الإسكندرية لم يقصروا في هذا الجانب أبدااا، ناهيك عن غزارة علمهم فانا أحقر بكثير من أن أحكم علي شيوخ أجلاء أمثالهم، حفظهم الله و جزاهم الله خيرا.. و لكن لأنهم -أحسبهم والله حسيبهم- من أهل الحق، فكما يعاتبون الإخوان المسلمين مثلا في أمور كثيرة، وأنا أقول يعاتبون و لا أقول يجرحون، فعندما تسمع الشيخ المقدم أو الشيخ ياسر يتكلمون عن الإخوان، والله تستشعر انه عتاب المحبين، عتاب الأخوة في الله، عتاب من يريدون لهذا الدين أن يعلو فوق كل شئ, وكما نراهم يعاتبون نري الشيخ المقدم له درس بعنوان " شكر خاص للمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين" و لا يخلو الدرس من عتاب أيضا وثناء علي بعض المواقف, ولسان حالهم يقول نعلم أن فيكم خيرا ونعلم أنكم تريدون رفعة هذا الدين ولكن ليست هكذا تورد الإبل.

أعتذر عن الإطالة، ربما أعود مع مشاركة أخري أكثر ترتيبا في الأفكار، فأنا بمجرد أن رأيت الموضوع سارعت بالمشاركة، ولذلك ستجدونها مشتتة قليلا..

و الله المستعان

 

أسرة التحرير

بارك الله فيك أختنا الفخورة بإسلامها، وشكرا لك لمسارعتك إلى إجابة الدعوة للحوار، وننتظر منك المشاركة التى تعدين بها.

صوت السلف
www.salafvoice.com

 

ربما يهمك أيضاً