الثلاثاء، ١٤ ذو القعدة ١٤٤٥ هـ ، ٢١ مايو ٢٠٢٤
بحث متقدم

المشاركة 8 من فخورة بإسلامي

المشاركة 8 من فخورة بإسلامي
الأحد ٠٨ أبريل ٢٠٠٧ - ١١:٢٤ ص
11

المشاركة 8 من فخورة بإسلامي

الحمد لله و حده و الصلاة و السلام علي من لا نبي بعده،

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

جزاكم الله خيرا علي نشر مشاركتي الأولي، وجزي الله خيرا جميع الإخوة والأخوات المشاركين في هذا الموضوع خير الجزاء..

ابتداء يجب التأكيد علي أن "السلفية" منهج وليست "حزب أو جماعة" لأن هذا خطأ كبير، يعتقد البعض أن السلفية قاصرة على من تسموا بالسلفيين وأن غيرها من الجماعات " علي اختلاف مسمياتها " هي جماعات بدعية أو ما شابه، نعم لهم أخطاء وبعضها أخطاء جسيمة، ولكن هذا لا يخرجهم من أهل السنة......

في مشاركتي الأولي عرضت وجهة نظري الضيقة في أسباب عزوف السلفيين عن المشاركة في اللعبة السياسية _لأجل لا يعلمه إلا الله_

و سأستكمل هذه الأسباب سريعا.

أولا : الركون إلي المشروع الجاهلي وهو ما وقع فيه للأسف بعض الإسلاميين المشتغلين في السياسة الآن، وتحول خطابهم إلي لسان الجاهلية نفسه بتأويل معاني الوحي تلفيقا على الباطل، أو توفيــقا معه، رغبةً أو رهبةً مما يؤدي " دون قصد " مشروع النهضة الإسلامي فيه....

ثانيا : ترك آفاق الدعوة الإسلامية الحاضنة لمشروع أمّة، إلى ضيق الحزبيّة لمجاراة الأنظمة السياسية " العلمانية " الحاكمة, فيضيع مشروع النهضة، والرجوع إلي تحكيم الشرع في أذهان الناس، ويصبح الحديث منصب علي الانتخابات ...وهل هي حرة أم مزورة؟.....وكم صوتاً نلنا حتى الآن البرلمان؟؟ وكم يلزمنا من الجهد لزيادة عدد الأصوات والمقاعد؟؟؟

و لكن نري مشكلة أخري علي الجانب الآخر وهي ظهور مصطلح " الإسلام السياسي "..!!!!!

و بما أن هناك إسلام سياسي فهناك إسلام غير سياسي، هو الذي يُرَوِّجُ له من ينادون بفصل الدين عن الحكم والسياسة، ويطالبون باختزال دور الإسلام في أداء العبادات والفرائض، دون أدنى تأثير لهذا الدين في تشكيل الصبغة السياسية للمجتمع أو تحديد التوجهات السياسية للدولة! .. وهذا بدوره يجعل من المشاركة السياسية الإسلامية لوناً مستحدثاً من الإسلام وشيئاً مختلفاً عن حقيقته التي يعرفها و يدين بها المسلمون، خارجاً عن حدوده ووصفه، وهذا بالضبط ما أراده أعداء الصحوة، وسعوا في التأكيد عليه في كل كتاباتهم..

و للأسف فأن بعض السلفيين_إلا من رحم ربي_ ساهم و بشدة في ظهور هذا النوع من الإسلام " غير السياسي " ، بل إنه وصل الحال ببعضهم _هدانا الله و إياهم إلي ما يحب و يرضي_ إلي تصوير " الإسلام السياسي " (مع تحفظي الشديد علي الكلمة ) و كأنه شكل آخر منافس لمفهوم الإسلام الصحيح، وهذه النتيجة بلا ريب لا تصب إلا في مصلحة من ينادون بإقصاء الإسلام عن السباق السياسي. فالقوم لا يدّعون أنه لا إسلام، أو أن الإسلام كائن لا وجود له.. وإنما يقولون أن الإسلام الصحيح هو الإسلام الذي يتعبد الإنسان فيه لربه داخل بيته.. أو بشئ من التيسير داخل المسجد.. ليس إلا، ولا أثر لهذا الإسلام في حياة المجتمع وتنظيم شئونه.. أو في رسم المنهج السياسي للدولة وترتيب أجندتها في إطار الشرع، وانضباطا بأحكامه الكلية والجزئية!

و نري البعض ويتهمونه بأنه خروج عن حدود الإسلام الصحيح، وأن دخول الإسلام في الحلبة السياسية امتداد غير مشروع لمفهومه ومنهجه، وأن مشاركته لن تفيد.. بل ستلوث نبعه الصافي بالسياسة و ما تتطلب من مراوغات و مناورات..

و أنا أري أن هذه كارثة بكل ما تحمل الكلمة من معني أن يتحول الخطاب السلفي _في بعض الأحيان_ إلي تنظير للخطاب العلماني...

و الحل ؟!!!

الحل هو تطوير الخطاب السلفي بما يتماشى مع المتغيرات، والواقع الحالي لإعداد بيئة مناسبة وأرضية لقيام دولة الإسلام _يوما ما يقينا في الله_ توعية الناس بضرورة الفهم الشمولي لمشروع الصحوة " النهضة الإسلامية “....

و أخيرا أقول لمن رموا السلفيين بسهامهم نعم هناك بعض الأخطاء في الخطاب السلفي _ إلا من رحم ربي _ ولكن من الإنصاف أن نقول أنه لولا السلفيين لضاع علم هذه الأمة, لولا السلفيين لضاع مشروع حقيقي لإحداث نهضة حقيقية, لولا السلفيين لانتشرت البدع والكفريات في هذا البلد الطيب ولفسدت عقيدة جيل بأكلمه..

لولا السلفيون لضاعت هويتنا الإسلامية وسقطنا في الهاوية...

هذا كان رأيي المتواضع جدااا إن كنت قد أخطأت فمني ومن الشيطان والله و رسوله منه براء, وأن كنت قد اصبت فيقينا من الله وبتوفيقه وفضله..

والسلام عليكم و رحمة الله وبركاته.

 

أسرة التحرير

جوزيت خيرا أختنا فخورة بإسلامى على حماسك ومشاركتك الثانية، التى ننشرها ونعقب على خاتمتها بقوله تعالى: (وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيم)(النور21)، وقوله تعالى: (فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى)(النجم32)،  وحنانيك على السلفيين فقد قطعت أعناقهم. بارك الله فيك.

صوت السلف
www.salafvoice.com

 

ربما يهمك أيضاً