الثلاثاء، ١٤ ذو القعدة ١٤٤٥ هـ ، ٢١ مايو ٢٠٢٤
بحث متقدم

المشاركة 15 من فخورة بإسلامى

المشاركة 15 من فخورة بإسلامى
الثلاثاء ١٠ أبريل ٢٠٠٧ - ١١:٤٨ ص
12

المشاركة 15 من فخورة بإسلامى

بسم الله، والصلاة والسلام علي خير خلق الله، محمد بن عبد الله و علي آله و صحبه ومن تبع هداه،

اعتذر مبدئيا عن كثرة المداخلات ولكن يشفع لي أهمية الموضوع والله المستعان..

مع كامل احترامي لكل الآراء المؤيدة للدخول في اللعبة السياسية، فأنا أري أن اختيار هذا الطريق - من حيث المبدأ - من أجل الوصول للحكم، ثم محاولة تطبيق شريعة الله من هذا الطريق (((مخالفة شرعية)))، لأنه يجعل الناس هم المرجع في اختيار نوع الحكم الذي يُحكمون به (((ولا أتحدث هنا عن اختيار الحاكم))).....فإن اختاروا الإسلام يحكم الإسلام..وإن اختاروا غيره يحكم غيره !!!

فهل هذا هو الإسلام؟؟؟؟؟

*إذن حين ندخل في لعبة ((الديمقراطية)) فإننا نخسر كثيراً جداااااا في قضية التوحيد !!!

مثل تحويل قضية الإلزام بتحكيم الشريعة إلى قضية خيار تختاره الجماهير....وهى كما نعلم قضية إلزام....فالمعنى المباشر لكلمة"لا إله إلا الله"، أن يكون الله هو المعبود في الاعتقاد، وهو المعبود في الشعائر التعبدية، وهو المشرع وهو مقرر القيم والمعايير، وهو واضع منهج الحياة للناس....وهى قضية إلزام لا خيار فيها للمسلم ما دام مقراً بالإسلام.

وحين ندخل في لعبة ((الديمقراطية)) فأول ما نفعله هو تحويل هذا الإلزام الرباني إلى قضية يُستفتى فيها الناس، وتُؤخذ عليها الأصوات بالموافقة أو الرفض مع إتاحة الفرصة لمن شاء أن يقول:إنكم أقلية، والأقلية لا يجوز لها أن تفرض رأيها على الأغلبية....

فالشرعية في ((الديمقراطية)) هي لمن يأخذ أغلبية الأصوات....وهذا ليس المعيار الرباني....إنما المعيار الرباني هو تحكيم شريعة الله.....

ومن ثم فمن أعرض عن شريعة الله فلا شرعية له في دين الله، ولو حصل على كل الأصوات...وهذا مفرق طرق بين الإسلام والديمقراطية....

**وإننا حين ندخل في لعبة ((الديمقراطية)) فلا بد أن نقر بشرعية من يأخذ غالبية الأصوات، ولو لم يحكم شريعة الله لأن هذا هو قانون اللعبة، ولا نملك مخالفته، وعندئذ نقع في ((محظور عقدي)) وهو إعطاء الشرعية لأمر قال الله عنه إنه كفر وهو "التشريع بغير ما أنزل الله".

_ ومهما قلنا في سرنا وعلننا: إننا لا نوافق على التشريع بغير ما أنزل الله، فإنه يلزمنا الخضوع لقانون اللعبة ما دمنا قد ارتضينا أن نلعبها، بل طالبنا كثيرا أن يُسمح لنا باللعب فيها، واحتججنا حين حُرمنا من هذا الحق!!!

_ فما دمنا قد دخلنا اللعبة فلا مناص لنا من أن نقبل قانونها، لأن هذا هو مقتضى المنطق، إنما يجوز لنا أن نرفض قانون اللعبة حين لا نشارك في اللعبة أصلاً، فنكون منطقيين مع أنفسنا ومع الناس حين نقول لهم: إننا لم نشارك في اللعبة لأن قانونها مخالف لما قرره الله وألزم به عباده.

فلابد أن نقرر إن نقطة البدء في الدعوة يجب أن تكون "بلا إله إلا الله"، التي صارت حقيقتها مجهولة في غربة الإسلام الثانية، وصارت حين تعرض على حقيقتها تستوحش منها النفوس!!!

لو تأملنا حالنا فإننا لن نجد مشقة في أن نجعل الناس ينطقون بأفواههم "لا إله إلا الله" فهم ينطقونها صباح مساء !!!، ولكن المشقة أنهم يظنون أنهم بمجرد نطقهم لها صاروا مسلمين كاملى الإسلام، ولصقت بهم صفة الإسلام الكامل أياً كان سلوكهم الواقعي، وأياً كان مدى نقضهم لمقتضيات كلمة التوحيد في عالم الواقع!!!

التعريف بكلمة التوحيد - فضلاً عن التربية على مقتضياتها - ليس مجرد معلومات تلقى، وليس مجرد خطبة أو درس أو موعظة، إنما هو جهد حقيقي دائب، ويحتاج إلى متابعة ومثابرة وتتبع للغبش الذي أحدثه الفكر العلماني المستحدث، وهو كالحمض يأكل في بناء العقيدة ويفقدها قوتها الفاعلة التي كانت لها يوم أن كانت على حقيقتها كما علمها الرسول – صلى الله عليه وسلم - للصحابة.

بعض الإخوة وفقهم الله ذكروا أمثله للإيجابية مثل الشيخ حامد العلي والشيخ ناصر العمر حفظهم الله, نعم هم إيجابيون ولكن ليس بالمشاركة الفعلية "انتخابات و ما إلي ذلك"، ولكن بتوعية الناس وإلقاء الضوء علي أحوال هذه الأمة، وربط الناس بها، كما أن الوضع في دول الخليج مختلف تماما عن الوضع في بلادنا، فالسلفية هي الفكر السائد هناك والعوام لا يستغربونه أو يستثقلونه، والشريعة الإسلامية مطبقة إلي حد كبير هناك، فلن نسمع مثلا أنهم يناقشون تحويل الكويت إلي دولة علمانية، ولن نسمع مثلا وزير سعودي يتهم الحجاب بالتخلف، ولن نري كتاب يطبع في الكويت يتطاول علي الذات الإلهية دون أن يتصدى له العوام، فضلا عن الشيوخ، مما يجعلهم أقل عرضة للاصطدام بالحكم، فالوضع مختلف تماما ومن الظلم أن نقارن أنفسنا بهم.

ثم إن ما يفعله الشيخ حامد مشابه جدا لما يفعله معظم شيوخ الإسكندرية حفظهم الله ووفقهم إلي الخير، وهو توعية شباب الإسلام بأهمية العمل السياسي، ولكن في ضوء الشريعة و هو ما ألقي عليه الضوء الشيخ المقدم في كتابة الأكثر من رائع " هويتنا أو الهاوية " وأوضحه الشيخ ياسر في مقالته الرائعة " المشاركة السياسية و موازين القوي "، وحتى لا أتهم بالتحيز - و هي تهمة لا أنفيها صدقا - فأنا لست من أهل الإسكندرية أسال الله أن يبارك فيها و في شيوخها و في أهلها وأن يرزقنا وإياهم الثبات علي الحق، اعتذر مرة أخري عن مشاركاتي الكثيرة.

و جزاكم الله خيرا..

 

أسرة التحرير

بارك الله فيك أختنا فخورة بإسلامي وزادك حرصا ومثابرة وغيرة على الاعتقاد الصحيح، ولكننا نتحفظ تحفظا شديدا على ما عرضت من تصورك عن الوضع في دول الخليج العربي نحسب أنه صادر عن حسن ظن منك، فلا السلفية هي الفكر السائد هناك، وعِـلْـمُنا أن العوام يستغربونها ويستثقلونها، والشريعة مطبقة هناك كتطبيقها فى مصر!!!، - فيما عدا الحدود في السعودية، والشريعة - كما تعلمين - أكبر بكثير من الحدود - ، والكويت دولة دستورها يكاد يطابق الدستور المصري - قبل التعديل الأخير طبعا -، فالوضع فى حقيقته لا يختلف كثيرا كما تظنين،هدانا الله وإياك لما يحب ويرضى.

صوت السلف
www.salafvoice.com

 

ربما يهمك أيضاً