الأربعاء، ١٥ ذو القعدة ١٤٤٥ هـ ، ٢٢ مايو ٢٠٢٤
بحث متقدم

المشاركة 24 من فخورة بإسلامي

المشاركة 24 من فخورة بإسلامي
الخميس ١٠ مايو ٢٠٠٧ - ١٢:٢٣ م
14

المشاركة 24 من فخورة بإسلامي

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله و حده و الصلاة و السلام علي من لا نبي بعده, ثم أما بعد..تعقيب بسيط علي ما جاء في مداخلة الأخ وائل _جزاه الله خيرا_

- يقول الأخ في مشاركته: "إن الانسحاب من المشاركة السياسية معناه ترك المجال للعلمانيين والمفسدين ليرتعوا دون حساب و لا رقابة.."

وهذا حقيقي فعلا, و لكن هل تغير الأمر بالمشاركة ؟!، فالإخوان المسلمين يحاولون دخول البرلمان وإحداث تغيير من خلاله منذ أكثر من 70 سنة، وأخيرا حصلوا علي أعلي عدد من المقاعد بعد الحزب الحاكم, وماذا بعد ؟!! صدمنا الإخوة في الإخوان المسلمين_سامحهم الله وهدانا الله وإياهم لما يحب و يرضي_ صدمات لا يعلم بها إلا الله، ففي الفترة الأخيرة خرجوا علينا بتصريحات والله نكاد لا نفرق بينها وبين تصريحات الأحزاب العلمانية, فنري الشعار يقول الإسلام هو الحل والتصريحات تقول: "إن الإسلام لا يعارض حرية الإلحاد، وأنه لو رفض الناس من خلال صناديق الاقتراع شرع الله، ووافقوا على إلغاء مرجعية الشريعة لالتزموا هم بذلك، ولو جاءت صناديق الاقتراع برئيس كافر أو ملحد أو شيوعي فهم ملتزمون بذلك، وأن المسلم والكافر عندهم سواء حتى في الولايات الكبرى والأمانات العظمى المنوطة بأهل الإسلام"، فبالله عليكم ماذا بقي لنا ؟!!

- يقول الأخ الكريم أيضا: "فالحكم في هذا الزمان له آليات و طرق للوصول إليه لتحكيم الشريعة, وهذه الآليات لا تتعارض بالكلية مع الشريعة الغراء, بل فيها ما يحمد و ما يذم".

صدقت أخي, فلعبة الوصول إلي الحكم لها آليتها ومتطلباتها، وأيضا لها ضريبتها، فهذه اللعبة تعرف المصالح ولا تعترف بالمبادئ، والإسلاميين عموما والسلفيين تحديدا، إذا دفعوا هذه الضريبة يفقدون أهم مقوماتهم وأهم أسباب وزنهم وثقلهم، ألا وهو الاستقامة علي الشرع الشريف "نحن قوم أعزنا الله بالإسلام ومهما ابتغينا العزة بغير الإسلام أذلنا الله" فهذه الضريبة إذا دفعت كان الثمن فادح..

فكلنا نعلم أن الإصلاحات المزعومة مطلب خارجي، فهل النموذج الأمريكي للديمقراطية سيمنح الإسلاميين المساحة لإقامة دولة إسلامية ؟!، الغرب يشجع الديمقراطية في أي اتجاه إلا الإسلاميين، وتجربة الجزائر ليست ببعيدة عندما هددت فرنسا"حامية حمي الحرية" أن تحتل الجزائر عسكريا لو وصل الإسلاميون إلي الحكم، وتجربة فلسطين وتركيا, إلي آخر التجارب المعاصرة... فالغرب يتعامل مع الديمقراطية تعامل المشركين مع صنم العجوة يعبدونه حينا و يأكلونه حينا..

- اقتبس مرة أخري من مشاركة الأخ الكريم: "فلماذا لا يضع السلفيون في مصر أيديهم في أيدي إخوانهم للوصول إلى دائرة صنع القرار لتحكيم شرع الله, وليتغاضوا عن بعض أخطائهم كما يتغاضون هم عن بعض أخطاء السلفيين -ولكل أخطاء, فالأمر أهم من الخلاف حول قضايا فرعية - مع أهميتها - "

أنا أوافق تماما مع قاعدة "ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه"، فقضية المشاركات البرلمانية تحديدا أفتي بجوازها علماء ربانيون مثل العلامة احمد شاكر والشيخ ابن باز والشيخ ابن العثيمين رحمهم الله جميعا، ولكن وضعوا لها ضوابط للأسف تم خرقها كثيرا في الفترة الماضية، فلو تعاون السلفيون مع إخوانهم في الإخوان المسلمين علي تصحيح هذه الأمور ربما خرجنا بنتيجة أفضل.

ولنفرض أن الإسلاميين وصولوا عن طريق الانتخابات إلى السلطة، وقامت الجاهلية العالمية تحاربهم بالحصار الاقتصادي _ودعنا من الوسائل الأخرى_، فهل تصر الجماهير التي لم تتربى على كلمة التوحيد ولم تعرف مقتضياتها، ولم تصبح القضية واضحة عندها ولم تتحرر لديها قضية الشرعية, فهل تصبر هذه الجماهير المتحمسة على الجوع من أجل إقامة حكم إسلامي أم ترتد على أعقابها بحثاً عن لقمة العيش؟؟؟!!!، إذا كانت قضية الشرعية والحاكمية لم تتضح ولم تتربى عليها الجماهير ولم يعرفوا أنها قضية إيمان أو كفر(((أقصد الحاكمية)))، أعتقد أن هذه الجماهير لن تصمد في مواجهة القوى الشيطانية التي ستعمل على إزاحة الحكم الإسلامي إذا قام قبل أوانه بالطرق القصيرة هذه.

إن لكل حكم سند، والحكم الإسلامي لن يكون له سند سوى أبناء الدعوة "النائحة الثكلى" كما سماهم الشيخ المقدم حفظة الله"، التي اعتقدت اعتقادا راسخا أن تطبيق الشريعة والحاكمية ركن من أركان الدين، وأنها لن تكون مؤمنة إذا رضيت بحكم سوى حكم الإسلام، فهي قضية إيمان أو كفر.

- اقتباس أخير من المشاركة "فكثير من السلفيين يثبطون ويخذلون عن إخوانهم في المشاركة السياسية, ويقفون صفا أمامهم ".

اللهم إليك المشتكي..

هذا للأسف نتيجة للأفكار الإرجائية التي تغلغلت إلي قلب الفكر السلفي، مع أن أهل العلم اتفقوا أن قضية دخول البرلمان قضية لا يضلل فيها المخالف, فمشاركته ناشئة عن اجتهاد فقهي, فالإخوان المسلمون لا يدخلون البرلمان قائلين إننا سنعطي حق التشريع للشعب، وإن خرجت بعض التصريحات الغريبة بهذا الشأن، فظننا بهم أن الجماعة لا تتبناها، ولكن يشاركون لأن الدستور المصري يقول أن الدين الرسمي للدولة والمصدر الرئيسي للتشريع هو الإسلام، فيجب علينا إلزام هؤلاء بهذه المادة وتفعيلها وإلا تصبح مجرد مادة شكلية, ولكن للأسف نجد من يضللونهم ويبدعونهم بل وصل الأمر بالبعض إلي تكفيرهم وحسبنا الله ونعم الوكيل.

نسأل الله العظيم أن يوفقنا جميعا إلي ما يحب ويرضي، وأن يصلح ذات بيننا وأن يمكن لهذا الدين في الأرض.

جزاكم الله خيرا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

أسرة التحرير

بارك الله فى أختنا فخورة بإسلامي، وجزاها الله خيرا.

صوت السلف
www.salafvoice.com

 

ربما يهمك أيضاً