الأربعاء، ١٥ ذو القعدة ١٤٤٥ هـ ، ٢٢ مايو ٢٠٢٤
بحث متقدم

المشاركة 26 من ط.ع

المشاركة 26 من ط.ع
السبت ٢٦ مايو ٢٠٠٧ - ١٢:٥٣ م
12

المشاركة 26 من ط.ع

السلام عليكم ورحمة الله

أنا كما أرسلت في إحدى رسائلي للشيخ وذكرت له أني أنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، فإني أود أن أشارك معكم في هذا الحوار بالفعل.

 أولا أنا أعتقد في ما هو صواب وليس كل ما هو إخواني، ولكني ألاحظ أن هناك خللا ما في فهمنا الحالي للأوضاع، وألاحظ أن كل المسلمين جل هدفهم من وصول الإسلاميين للحكم هو تطبيق الشريعة، كأن الإسلام هو الشريعة فقط وغير ذلك فليس من الإسلام، وأنا أريد أن أسال هل مجتمعاتنا المسلمة مؤهلة فكريا ودعويا لتطبيق الشريعة عليها؟؟

ولنأخذ مثالا حركة طالبان عندما تولت السلطة في أفغانستان، وللعلم أفغانستان هي من أفقر أربع دول في العالم ودولة ليس لديها اقتصاد, قام الطالبانيون بتطبيق الشريعة وقطع يد السارق في ظروف لا تتناسب تماما.

وألاحظ أن الكل يردد أن مصر دولة ليست إسلامية، في حين أني أرى العكس نحن أفضل من دول كثيرة ونطبق قسم كبير من الشريعة، لكن المشكلة الكبرى في الاستبداد والفساد والظلم بجانب غياب أخلاقيات الإسلام وأساليبه السامية.

وأرى أن ابتعاد السلفيين عن المشاركة السياسية ليس حلا، كما إني أرى أن مداهنات الإخوان وأسلوب التقية ليس حلا..يجب فعلا أن تتحد كل الفصائل الإسلامية حتى لو كنا مختلفين، وأتألم كثيرا عندما أتحدث مع بعض الإخوة السلفيين وأرى فيهم التحامل الشديد على الإخوان المسلمون وكأنها عدوهم الأول، في حين أننا يجب أن نقف في مواجهه المد العلماني، فالعلمانيون هم الفئة الأعلى صوتا، ويسيطرون على كل قطاعات الحياة لابد فعلا من التوصل للحل الوسط.

 كما أن ابتعاد السلفيين عن السياسة وتحريم المشاركة في البرلمانات العلمانية سيفقدهم الخبرة السياسية، لماذا لا نتكاتف مع الإخوان ونوجههم ونرشدهم؟..نعم الإخوان ليسوا هم الإسلام لكن العدو واحد، وهذا يحتم علينا جميعا أن نتكاتف لمواجهته...وجزاكم الله خيرا.

 

أسرة التحرير

مرحبا بأختنا ط.ع فى الحوار، وحيَّاك الله على طلبك للحق حيث كان، ولكننا نلحظ أن مصطلح الشريعة عندك ليس على درجة كافية من الوضوح، فالمستقر أن الشريعة هى كل الدين، ولكن يبدو أنك تشيرين به للحدود خاصة، ويتضح ذلك من خلال مثال حركة طالبان.

وبلا شك أن الحدود ليست كل الدين ولا كل الشريعة، ولكن الدين والشريعة غير قابلة للتجزئة أو المرحلية، فالله عز وجل يقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ)(البقرة:208) وما يدعيه البعض من أن الحدود ينبغى أن يسبقها تهيئة للمجتمع فكريا ودعويا أمر لا يقوم عليه دليل من كتاب أو سنة، وإلا قد كان جديرا بالنبى صلى الله عليه وسلم أن يوصى به، خاصة وأنه قد بشر بفتح فارس والروم، فكان من الممكن أن يوصى بالتدرج فى إقامة الحدود فى البلاد المفتوحة، بل لقد فتحت أركان الجزيرة العربية فى حياته صلى الله عليه وسلم، ولم نعرف عنه هذه السنة فى الأخذ بالتدريج مراعاة لحداثة هذه المجتمعات فى الإسلام وهى أولى بالمراعاة من أحوال مجتمعاتنا التى تجذَّر فيها الإسلام منذ قرون. وما يستدل به البعض من أن أحد الخلفاء قد عطل حد السرقة فى عام مجاعة، فنوضح أن ذلك لم يكن تعطيلا للحد بعد وجوبه - حاشا لله- ، ولكن الحد لم يجب أصلا على المتهمين لأن أركان إقامة الحد لم تتكامل فى حقهم، حيث كانت سرقتهم بسبب الجوع والقحط بقدر ما يسد رمقهم ويحفظ حياتهم.

وعليه فإقامة الحدود من إقامة الدين ومن الدخول فى الإسلام كافة، فلا يتناسب معها منطق الحل الوسط ولا التقدير الحجمى للمطبق منها والمتروك، وهو أمر يلزم كل مسلم اعتقاده بغض النظر عن تحققه فى الواقع من عدمه، والأمر متشعب الأبعاد ومقام التعليق على المشاركات لا يتسع لمزيد من التفصيل.

نرحب بك مرة أخرى أختنا طاهرة وبارك الله فيك.

صوت السلف
www.salafvoice.com

 

ربما يهمك أيضاً