الثلاثاء، ٢٢ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٣٠ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

توحيد الألوهية... شرح المنة (17)

توحيد الألوهية... شرح المنة (17)
الثلاثاء ٠٨ مايو ٢٠٠٧ - ١٣:٣٤ م
12

توحيد الألوهية... شرح المنة (17)

كتبه/ ياسر برهامي

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،

لما كان توحيد الربوبية وكذلك توحيد الأسماء والصفات توحيداً علمياً خبرياً اعتقادياً، فإن توحيد الإلهية توحيد عملي طلبي من فعل العبد.

 فتوحيد الربوبية: هو توحيد الرب بأفعاله -عز وجل- فهو الذي يخلق ويرزق ويُحيي ويُميت.

 أما توحيد الألوهية: فهو توحيد الرب -عز وجل- بأفعال العباد، فالعبد هو الذي يصلي ويصوم ويركع ويسجد ويُزَكِّي ويخاف ويرجو ، فإذا وجَّه هذه العبادات لله وحده لا شريك له فهذا هو توحيد الألوهية.

فتوحيد الألوهية: هو توجُّه العبد بكل عباداته وأفعاله الظاهرة والباطنة لله وحده ، والكفر بكل ما يُعبد من دونه من الطواغيت، فلا يتوجَّه العبد لغير الله بشيءٍ من ذلك ، ويعتقد اعتقاداً جازماً أن أي أحد يتوجه لغير الله بشيء من العبادة فقد عَبَدَ غير الله وفعله باطل، ويجب على العبد أن يكره ذلك الباطل ويبغضه، ويرد هذا الشرك بالله -عز وجل-، وهذا هو معنى الكفر بالطاغوت، أن يكره هذا الطاغوت، ويكره من يُعبَد من دون الله وهو راضٍ ومَن يعبده، ويُبْطِلُ ذلك ويعتقد أنه عبادة باطلة، فلا معبود بحقٍّ إلا الله، فهذه الجملة فيها نفي الألوهية عن أي أحد وإثباتها لله -عز وجل-.

فالإله : هو المعبود المُطاع، والذي تميل إليه القلوب وتشتاق إليه، فهذه معاني الإله، وهناك معنى آخر للإله، وهو الذي تحار فيه العقول، والله وحده هو الذي له هذه المعاني بحق، بمعنى أن الله وحده هو المعبود بحق، وهو الذي تميل إليه القلوب، فالقلوب فُطِرَتْ على أن تميل إلى الله -سبحانه وتعالى- فلو مالت لغيره فإنها تشقى أعظم الشقاء، ففي الإنسان حاجةٌ ضرورية إلى التعبد لله -عز وجل-، أشد من حاجته إلى الطعام والشراب، فكما أنه محتاجٌ إلى الله رباً يرزقه الطعام والشراب وأسباب حياة بدنه، فهو كذلك محتاجٌ إلى الله إلهاً، محتاجٌ إلى أن يتوجه بالركوع والسجود والحب والخوف والرجاء لله -سبحانه وتعالى-، فهذا معنى الذي تميل إليه القلوب وتشتاق، يقال: (وَلَهَ الفَصِيل إلى أُمِّه) أي مال إليها واشتاق إليها، فالقلب فيه حاجةٌ ضرورية إلى أن يشتاق لله -عز وجل-، فلو وُجِّه لغيره فإنّه يشقى أعظم الشقاء، والشقاء الموجود في الدنيا والآخرة سببه أن القلوب وُجِّهتْ إلى حب غير الله والخضوع لغير الله، والعبادة أساسها غاية الحب مع غاية الذل، فإذا لم يكن هناك حب لم تكن هناك عبادة، وكذلك أساسها الخضوع والانقياد.

الكفر بالطاغوت

قال -تعالى-: (لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (البقرة:256)، والعروة الوثقى هي كلمة لا إله إلا الله ، فالمُسْتَمْسِكُ بها هو الذي يَكفر بالطاغوت أي يَكفر بكل ما يُعبد من دون الله ويؤمن بالله -عز وجل- .

الطاغوت: يشمل كل ما عُبِدَ من دون الله وهو راضٍ . والطاغوت أصله في اللغة من طغى أي : جاوز الحد .

قال ابن القيم رحمه الله : « الطاغوت : كل ما جاوز العبد به حده من معبود أو متبوع أو مطاع ، فطاغوت كل قوم مَن يتحاكمون إليه مِن دون الله ورسوله ، أو يعبدونه من دون الله -عز وجل- ، أو يتبعونه على غير بصيرةٍ من الله ، أو يطيعونه فيما لا يعلمون أنّه طاعة لله » ا.هـ ، فإن كان المعبود صالحاً ، وهو يَأْبَى أن يُعبد من دون الله ، صارت العبادة للشيطان الذي أمر بها ، وصار من أمر بهذه العبادة هو الطاغوت ، كما قال -تعالى-: (أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ) (يّـس:60)، وقال -عز وجل-: (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ أَهَؤُلاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ) (سـبأ:40)، وإن كان المعبود ممن يدعو لعبادة نفسه ، أو يرضى بذلك ، أو حجراً أو شجراً أو نحو ذلك صار هو الطاغوت الذي أمر اللهُ عبادَه أن يكفروا به ويتبرؤوا منه.

ورؤوس الطواغيت خمسة:

الأول: الشيطان الداعي لعبادة غير الله، وهو يدعو إلى عبادة نفسه دون طاعة الرحمن ، وطاعة الشيطان في الكفر بالله وتكذيب رسله هي عبادته من دون الله ، وأما طاعته في المعاصي التي يأمر بها مع اعتقاد القلب لحرمتها ، وبقائه على أصل الإيمان بالله ورسله فهي ليست طاعة تامة ، إذ مقصوده الأعظم ـ وهو القلب ـ لم يتحقق ، ولذا فَرَّقَ القرآن بين الشرك وما هو دونه : (إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً) (النساء:48)، وكذا نصوص السنة والإجماع في التفريق بين الكفر وما دونه من المعاصي .

وحَدُّ العبد الذي لا يجاوزه: أن يدعو إلى عبادة الله وطاعته ، فإذا جاوز ذلك ودعا إلى عبادة نفسه من دون الله فقد طغى وجاوز الحدَّ ، فهو طاغوت.

الثاني : الحاكم الذي يحكم بغير ما أنزل الله ، وهو طاغوت بنص القرآن ، قال -تعالى-: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً) (النساء:60-61)، وقال -تعالى-: (أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (الشورى:21)، وذلك لأن حدَّ العبد : أن يكون حاكماً بشرع الله ، محكوماً به ، متحاكِماً إليه ، فإذا جاوز العبد حده وادَّعى لنفسه صفة الربوبية وحق الألوهية ، في أن يحكم بما يراه دون شرع الله فقد طغى ، فهو طاغوت .

الثالث: الحاكم الجائر الذي يغير أحكام الله، وهو قريب من الذي قبله، إلا أن هذا النوع يَدَّعي لنفسه حق التبديل والتعديل على أحكام الله من قِبَلِ نفسِه، كالأحبار والرهبان وشيوخ الضلال، والذي قبله يَدَّعي لنفسه حق الاستقلال بالحكم : كالعلمانيين، والقانونيين الوضعيين، الذين يخترعون الأحكام من هوى أنفسهم، قال -تعالى-: (اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ) (التوبة:31)، (وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إلا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) (يونس:15).

الرابع : الكاهن الذي يدعي معرفة الغيب من دون الله ، قال -تعالى-: (وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إلا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إلا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إلا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) (الأنعام:59)، وقال: (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً إِلا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً) (الجـن: 26-27). وذلك أن حد العبد أن لا يَدَّعِي العلم إلا بما أعلمه الله ، ومن صفات الربوبية التي استأثر الله بها : علم الغيب ، فإذا جاوز العبد حده وادعى لنفسه صفة الربوبية فقد طغى ، فهو طاغوت .

الخامس : الساحر الذي يَدَّعِي مِلْكَ الضر والنفع ، والخلق ، والإحياء والإماتة ، وتقليب القلوب ؛ لصرفها أو عطفها على ما يريد ، وكل هذه من صفات الربوبية ، فإذا جاوز العبد حد العبودية ، ونسب لنفسه ذلك ، فهو طاغوت ، قال -تعالى-: (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إلا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) (البقرة:102)

صفة الكفر بالطاغوت: أن تعتقد بطلان عبادة غير الله، وبطلان ما ادَّعاه الطواغيت لأنفسهم من صفات الربوبية أو حقوق الألوهية، وتبغضهم، وتعاديهم، وتعتقد كفر من عبد الطاغوت، وتُصَرِّح بعداوتهم ، وتسعى بكل ما تقدر عليه باللسان واليد والمال لإبطال عبادة الطواغيت حتى يكون الدين لله، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : (بُعِثْتُ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ بِالسَّيْفِ حَتَّى يُعْبَدَ الله وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ) ([1]<1>) ، وهذا مصداق قوله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) (لأنفال:29)، فالجهاد الإسلامي غايته تحقيق التوحيد ، وإزالة عبادة الطواغيت ، كما قال رِبْعِيُ بن عامر -رضي الله عنه- لِرُسْتُم قائد الفرس : « الله ابتعثنا لِنُخْرِجَ مَن شاء من عِبادة العِباد إلى عبادة الله ، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها ، ومن جَور الأديان إلى عدل الإسلام ، فأرسلنا بدينه إلى خلقه لندعوهم إليه ، فمن قَبِلَ ذلك قَبِلْنَا منه ورجعنا عنه ، ومن أبَى قاتلناه أبداً حتى نُفضي إلى موعود الله » ([2]<2>) .

وقال الله -تعالى-: (قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) (الأنعام: 161-163)

 النُسك : أي الذبح أو العبادات عموماً ، و(مَحْيَايَ): أي حياتي كلها لله، و (مَمَاتِي): أي أموت أيضاً بأمر الله -عز وجل- وأموت على ما يأمرني الله -عز وجل- به أي أموت مسلماً كما أمرنا الله -تعالى- : ( فَلا تَمُوتُنَّ إلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)(البقرة: من الآية132)، (وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ) أن أفعل، (وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) فأُمِرَ الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن يكون أول المسلمين من هذه الأمة .

وهذه العبادات من الصلاة ، والنُسك ، والحياة على الشرع ، والموت على دين الله ، كلها أفعال وعبادات يجب أن يتوجَّه بها الإنسان إلى الله -تعالى- ، لا أن يعيش للبلد الفلاني أو يموت له ، فماذا يبقى لله -عز وجل- ؟!

بل الإنسان يعيش لله ، ويموت لله -سبحانه وتعالى-، وليس أنه يعيش لقطعة أرض مخلوقة يطأ عليها ، ولا تَعقل شيئاً ، بل هي مَرْبُوبةٌ لله -عز وجل- , مخلوقة مسخرة له -سبحانه وتعالى- تسير كما أمر الله -تعالى- ، فكيف يكون دمنا وروحنا فداءً لها ؟ بل يكون فداءً لدين الله -عز وجل- ويتوجه له سبحانه ([3]<3>) .



([1]<1>) رواه أحمد (5094) ، وابن أبي شيبة (5/313) ، وعبد بن حميد (848) ، والطحاوي في شرح مشكل الآثار (231) ، وابن الأعرابي في المعجم (1137) من حديث عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- ، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2831) .

([2]<2>) ذكره ابن كثير في البداية والنهاية (4/40) .

([3]<3>) أما حب الرسول -صلى الله عليه وسلم- لمكة ، فكان سببه أنها أحب بلاد الله إلى الله ، ولذلك فرض علينا أن نحب مكة أكثر من بلادنا ، وهذه بالفعل فطرة كل مسلم فكل المسلمين يحبون مكة أكثر من بلادهم ، ويتمنون الذهاب إليها ويكرهون مغادرتها ، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- كان يحب مكة لأنها أحب البلاد إلى الله فهذا حبٌ في الله ، وحب الأوطان الملائمة للإنسان لأنه نشأ فيها إذا لم تكن فيها فضيلة هو من الحب المباح .

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

الكلمات الدلالية

تصنيفات المادة