الثلاثاء، ٢٢ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٣٠ أبريل ٢٠٢٤
بحث متقدم

خروج من لم يعمل خيراً قط من النار

خروج من لم يعمل خيراً قط من النار
الأحد ١٣ مايو ٢٠٠٧ - ١٥:٠٥ م
11

السؤال:

سمعت هذه الفتوى للشيخ الفوزان

هناك بعض الأحاديث التي يستدل بها البعض على أن من ترك جميع الأعمال بالكلية فهو مؤمن ناقص الإيمان كحديث: (لم يعمل خيرًا قط)، وحديث البطاقة وغيرها من الأحاديث، فكيف الجواب على ذلك ؟

فقال الشيخ:

هذا من الاستدلال بالمتشابه، وهذه طريقة أهل الزيغ الذين قال الله -سبحانه وتعالى- فيهم : (هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ) < آل عمران : 7 >. فيأخذون الأدلة المتشابهة، ويتركون الأدلة المحكمة التي تفسرها وتبينها، فلابد من رد المتشابه إلى المحكم، فيقال: من ترك العمل لعذر شرعي، ولم يتمكن منه حتى مات فهذا معذور. وعليه تحمل هذه الأحاديث. فيقال: هذا رجل نطق بالشهادتين معتقدًا لهما مخلصًا لله -عز وجل-، ثم مات في الحال، ولم يتمكن من العمل، لكنه نطق بالشهادتين مع الإخلاص لله والتوحيد كما قال -صلى الله عليه وسلم-: (من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله ). وقال: (فإن الله قد حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله) هذا لم يتمكن من العمل مع أنه نطق بالشهادتين، واعتقد معناهما، وأخلص لله -عز وجل-، لكنه لم يبق أمامه فرصة للعمل حتى مات، فهذا هو الذي يدخل الجنة بالشهادتين. وعليه يحمل حديث البطاقة وغيره مما جاء بمعناه، وعليه يحمل حديث الذين يخرجون من النار، وهم لم يعملوا خيرًا قط؛ لأنهم لم يتمكنوا من العمل مع أنهم نطقوا بالشهادتين ودخلوا في الإسلام.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،

الظاهر أن الشيخ يتكلم في الرد على المرجئة الذين يقولون: إنه مؤمن ناجٍ يدخل الجنة لأول وهلة. ولو كان حديث الجهنميون يحمل على من لم يتمكنوا من العمل، فعَلامَ يدخلون النار، بل كانوا فيها بعد خروج أصحاب العمل.

وكلٌ يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

ولو راجعت من يستدل بهذا الحديث على خروج عصاة الموحدين بمن فيهم من ترك العمل الواجب، لعلمت أنهم من أئمة العلم لا يجوز رميهم بأنهم من أهل الزيغ. راجع "صحيح مسلم بشرح النووي". راجع "الصلاة وحكم تاركها" لابن القيم. راجع "جامع العلوم والحكم" لابن رجب.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

الكلمات الدلالية