السبت، ٢٦ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٠٤ مايو ٢٠٢٤
بحث متقدم

احفظ الله يحفظك... (خطبة مقترحة)

احفظ الله يحفظك... (خطبة مقترحة)
الأربعاء ١٨ يوليو ٢٠٠٧ - ١٣:٥٣ م
15

احفظ الله يحفظك... (خطبة مقترحة)

كتبه/ سعيد محمود

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

الغرض مِن الموضوع:

- التنبيه إلى عظيم أهمية هذه الوصية العظيمة من النبي -صلى الله عليه وسلم-.

- قال بعض الصالحين: "إذا أردتَ أن توصي صاحبك أو أخاك أو ابنك، فقل له: "احفظ الله يحفظك".

- عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: كُنْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمًا، فَقَالَ: (يَا غُلامُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ، احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ، وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الأَقْلامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ) (رواه أحمد والترمذي، وصححه الألباني).

(احْفَظِ اللَّهَ... ): أي احفظ حدوده وحقوقه وأوامره ونواهيه، قال الله -تعالى-: (هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ) (ق:32).

ومِن أعظم ما يجب حفظه:

1- الصلاة: قال -تعالى-: (حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ) (البقرة:238)، وقال -تعالى-: (وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ يُحَافِظُونَ) (المعارج:34)، وعن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: أَنَّهُ ذَكَرَ الصَّلاةَ يَوْمًا فَقَالَ: (مَنْ حَافَظَ عَلَيْهَا كَانَتْ لَهُ نُورًا وَبُرْهَانًا وَنَجَاةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمن لم يحافظ عَلَيْهَا لم يكن لَهُ نور وَلا برهَان وَلا نجاة، وَكَانَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ قَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَأُبَيِّ بْنِ خَلَفٍ) (رواه أحمد والدارمي، وصححه الشيخ أحمد شاكر).

2- الطهارة: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا يُحَافِظُ عَلَى الْوُضُوءِ إِلا مُؤْمِنٌ) (رواه أحمد وابن ماجه، وصححه الألباني).

3- الرأس والبطن: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (الاسْتِحْيَاءَ مِنَ اللَّهِ حَقَّ الحَيَاءِ أَنْ تَحْفَظَ الرَّأْسَ وَمَا وَعَى، وَالبَطْنَ وَمَا حَوَى) (رواه الترمذي وحسنه الألباني).

4- اللسان والفرج: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ يَضْمَنْ لِي مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ أضمنْ لَهُ الجنَّةَ) (رواه البخاري).

 (يَحْفَظْكَ... ): ومِن صور ذلك:

أ- الحفظ مِن مكر الأعداء:

- حفظ إبراهيم -عليه السلام- في النار: قال -تعالى-: (وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الأَخْسَرِينَ) (الأنبياء:70).

- حفظ يوسف -عليه السلام- في البئر: قال -تعالى-: (وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) (يوسف:15).

- حفظ محمد -صلى الله عليه وسلم- في الهجرة: قال -تعالى-: (إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ) (التوبة:40).

ب- الحفظ للأهل والولد:

- حفظ الغلامين الصغيرين: قال الله -تعالى-: (وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ) (الكهف:82).

ج- الحفظ للجوارح:

- حفظ أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى كان الرجل منهم يجاهد إلى عمر الثمانين.

- المحب الطبري يقفز من الشاطئ إلى السفينة وهو شيخ كبير، فقيل له في ذلك، فقال: "هذه أعضاء حفظناها في الصغر؛ فحفظها الله لنا في الكبر".

د- الحفظ مِن شر الدواب والسباع:

- حفظ سفينة مولى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الأسد، عن سفينة -رضي الله عنه- قال: " رَكِبْتُ الْبَحْرَ فِي سَفِينَةٍ فَانْكَسَرَتْ فَرَكِبْتُ لَوْحًا مِنْهَا فطَرَحَنِي فِي أَجَمَةٍ فِيهَا أَسَدٌ فَلَمْ يَرُعْنِي إِلا بِهِ فَقُلْتُ: «يَا أَبَا الْحَارِثِ، أَنَا مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَطَأْطَأَ رَأْسَهُ، وَغَمَزَ بِمَنْكِبِهِ، شَقِّي فَمَا زَالَ يَغْمِزُنِي، وَيَهْدِينِي إِلَى الطَّرِيقِ حَتَّى وَضَعَنِي عَلَى الطَّرِيقِ فَلَمَّا وَضَعَنِي هَمْهَمَ فَظَنَنْتُ أَنَّهُ يُوَدِّعُنِي" (رواه الحاكم والطبراني في الكبير، وصححه الألباني).

3- صور مَن لم يحفظهم الله:

- قال الله -تعالى-: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى) (طه:124).

- وقال -عز وجل- عن فرعون: (كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ . وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ . وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ . كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ . فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ) (الدخان:25-29).

- وعن قارون قال -تعالى-: (فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ) (القصص:81).

- الخليفة العباسي "القاهر" الذي جمع الأموال لنفسه وعياله وترك المسلمين يعانون الجوع؛ فأذله الله وأزال ملكه، وصار يمشي يسأل الناس الصدقة.

والحمد لله رب العالمين.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

تصنيفات المادة