الأربعاء، ٢٣ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٠١ مايو ٢٠٢٤
بحث متقدم

بر الوالدين وطرائق تحقيقه

بر الوالدين وطرائق تحقيقه
الثلاثاء ٢٢ يوليو ٢٠٠٨ - ١٢:١٣ م
16

بر الوالدين وطرائق تحقيقه

كتبه/ سعيد محمود

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،

1- مقدمة في فضل البر:

تذكير مختصر بمكانة الوالدين من الخطبة الأولى.

- قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: ثلاث آيات نزلت مقرونة بثلاث، لا تقبل واحدة بغير قرينتها: إحداها: قوله -تعالى-: (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ)(المائدة:92)، فمن أطاع الله، ولم يطع الرسول -صلى الله عليه وسلم- لم يقبل منه. الثانية: قوله -تعالى-: (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ)(البقرة:43)، فمن صلى ولم يزك لم يقبل منه. الثالثة: قوله -تعالى-: (أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ)(لقمان:14)، فمن شكر الله ولم يشكر والديه لم يقبل منه.

- سماه الشرع جهاداً: فعن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- قال: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فَاسْتَأْذَنَهُ فِى الْجِهَادِ فَقَالَ: أَحَي وَالِدَاكَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَفِيهِمَا فَجَاهِدْ) متفق عليه.

- قدمه الشرع على جهاد الطلب: عن معاوية السلمي أن أباه جَاءَ إِلَى النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: (يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَدْتُ أَنْ أَغْزُوَ وَقَدْ جِئْتُ أَسْتَشِيرُكَ. فَقَالَ: هَلْ لَكَ مِنْ أُمٍّ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَالْزَمْهَا فَإِنَّ الْجَنَّةَ تَحْتَ رِجْلَيْهَا) رواه النسائي، وقال الألباني: حسن صحيح.

2- جزاء البر:

من أقصر الطرق إلى الجنة:

- جاء رجل إلى أبي الدرداء: فقال: إن أبي لم يزل بي حتى زوجني وإنه الآن يأمرني بطلاقها. قال ما أنا بالذي آمرك أن تعق والديك. ولا بالذي آمرك أن تطلق امرأتك، غير أنك إن شئت حدثتك بما سمعت من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سمعته يقول: (الوالد أوسط أبواب الجنة) فإن شئت فأضع ذلك الباب أو احفظه. رواه الترمذي، وصححه الألباني.

- قال -صلى الله عليه وسلم-: (رَغِمَ أَنْفُ ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُ ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُ. قِيلَ مَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: مَنْ أَدْرَكَ أَبَوَيْهِ عِنْدَ الْكِبَرِ أَحَدَهُمَا أَوْ كِلَيْهِمَا فَلَمْ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ) رواه مسلم.

- وقال -صلى الله عليه وسلم-: نِمْتُ فَرَأَيْتُنِى فِى الْجَنَّةِ فَسَمِعْتُ صَوْتَ قَارِئٍ يَقْرَأُ فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا حَارِثَةُ بْنُ النُّعْمَانِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: (كَذَاكَ الْبِرُّ كَذَاكَ الْبِرُّ). وَكَانَ أَبَرَّ النَّاسِ بِأُمِّهِ. رواه أحمد والحاكم، وصححه الألباني.

- مكفر للذنوب:

- عن ابن عمر قال: أَتَى النَّبِي -صلى الله عليه وسلم- رجلٌ فَقَالَ: (يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَصَبْتُ ذَنْبًا عَظِيمًا فَهَلْ لِى مِنْ تَوْبَةٍ قَالَ: هَلْ لَكَ مِنْ أُمٍّ؟ قَالَ: لاَ قَالَ: هَلْ لَكَ مِنْ خَالَةٍ. قَالَ نَعَمْ. قَالَ: فَبِرَّهَا) رواه الترمذي، وصححه الألباني.

مفرج للكروب:

- حديث الثلاثة الذين آواهم المبيت إلى الغار، وتوسل أحدهم ببره لأبويه. رواه البخاري ومسلم.

رفعة في الدنيا والآخرة:

- حديث أويس القرني: وفيه قول النبي: (يَأْتِي عَلَيْكُمْ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ مَعَ أَمْدَادِ أَهْلِ الْيَمَنِ مِنْ مُرَادٍ ثُمَّ مِنْ قَرَنٍ كَانَ بِهِ بَرَصٌ فَبَرَأَ مِنْهُ إِلاَّ مَوْضِعَ دِرْهَمٍ لَهُ وَالِدَةٌ هُوَ بِهَا بَرٌّ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لأَبَرَّهُ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَكَ فَافْعَلْ) رواه مسلم.

نماذج من البر:

بر الأنبياء -عليهم السلام-:

- نوح -عليه السلام-: (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ)(نوح:28)

- إبراهيم -عليه السلام-: (يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا . يَا أَبَتِ... يَا أَبَتِ... يَا أَبَتِ)(مريم:42-45).

- عيسى -عليه السلام-: (وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا)(مريم:32).

- محمد -صلى الله عليه وسلم-: (اسْتَأْذَنْتُ رَبِّى أَنْ أَسْتَغْفِرَ لأُمّي فَلَمْ يَأْذَنْ لِي وَاسْتَأْذَنْتُهُ أَنْ أَزُورَ قَبْرَهَا فَأَذِنَ لِي) رواه مسلم.

بر السلف -رضي الله عنهم-:

- قيل لزين العابدين بن الحسين: إنك من أبر الناس بأمك، ولا تأكل معها؟ فقال: إني أخاف أن تسير يدي إلى ما سبقت عينها إليه، فأكون عققتها!!

- وقال محمد بن المنكدر: بات عمر شقيقي يصلي، وبت أغمز رجل أمي، وما أحب ليلتي بليلته.

- كان حيوة بن شريح يجلس في مجلس العلم، فربما تأتي أمه فتنادي: يا حيوة... قم فألق الشعير للدجاج فيقوم.

برهما بعد موتهما:

- وقال -صلى الله عليه وسلم-: (إِذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثَلاَثَةٍ إِلاَّ مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ) رواه مسلم

- وقال -صلى الله عليه وسلم-: (إن الرجل لترفع درجته في الجنة فيقول: أنى هذا ؟ فيقال: باستغفار ولدك لك) رواه ابن ماجه، وصححه الألباني.

فاللهم اغفر لآبائنا وأمهاتنا... والحمد لله رب العالمين.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

الكلمات الدلالية

تصنيفات المادة