الأربعاء، ٢٣ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٠١ مايو ٢٠٢٤
بحث متقدم

فضل يوم عرفة (موعظة الأسبوع)

فضل يوم عرفة (موعظة الأسبوع)
الثلاثاء ٠٢ ديسمبر ٢٠٠٨ - ٢٢:٠٠ م
11

فضل يوم عرفة (موعظة الأسبوع)

كتبه/ سعيد محمود

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،

مقدمة: فضل الحج والعمرة:

- الحج مؤتمر مِن أعظم مواسم الطاعات: قال الله -تعالى-: (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ) (الحج:27).

- الحج ركن مِن أركان الدين: قال الله -تعالى-: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدىً لِلْعَالَمِينَ . فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ) (آل عمران:96-97).

- الحج مِن أفضل الأعمال: سئل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن أفضل الأعمال؟ قال: إيمان بالله ورسوله. قيل: ثم أي؟ قال: جهاد في سبيل الله. قيل: ثم أي؟ قال حج مبرور) (متفق عليه).

- الحج جهاد العاجز والمرأة: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (جِهَادُ الْكَبِيرِ، وَالصَّغِيرِ، وَالضَّعِيفِ، وَالْمَرْأَةِ: الْحَجُّ، وَالْعُمْرَةُ) (رواه النسائي، وحسنه الألباني).

- الحج يمحق الذنوب: قال -صلى الله عليه وسلم-: (مِنْ حَجَّ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أمه) (متفق عليه).

- الحج المبرور ثوابه الجنة: قال -صلى الله عليه وسلم-: (الْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الْجَنَّةُ) (متفق عليه).

فضل يوم عرفة:

لماذا سُمِّي بعرفة؟ قيل: لأن جبريل لما كان يعلـِّم إبراهيم -عليه السلام- المناسك كان يقول له: "عرفتَ؟! فيقول: عرفتُ". فسمِّي عرفات.

1- اليوم الذي أخذ الله فيه الميثاق الأول: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أَخَذَ اللهُ الْمِيثَاقَ مِنْ ظَهْرِ آدَمَ بِنَعْمَانَ -يَعْنِي عَرَفَةَ- فَأَخْرَجَ مِنْ صُلْبِهِ كُلَّ ذُرِّيَّةٍ ذَرَأَهَا، فَنَثَرَهُمْ بَيْنَ يَدَيْهِ كَالذَّرِّ، ثُمَّ كَلَّمَهُمْ قِبَلًا) قَالَ: (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ . أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ) (الأعراف:172-173) (رواه أحمد، وصححه الألباني).

2- أقسم الله به مرتين:

الأولى: (وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ) (الفجر:3)، قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: "الشفع يوم النحر، والوتر يوم عرفة".

الثاني: (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ . وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ . وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ) (البروج:1-3)، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (الْيَوْمُ الْمَوْعُودُ يَوْمُ الْقِيَامَة،ِ وَالْيَوْمُ الْمَشْهُودُ يَوْمُ عَرَفَةَ، وَالشَّاهِدُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ) (رواه أحمد والترمذي، وحسنه الألباني).

3- هو ركن الحج الركين: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (الْحَجُّ عَرَفَةُ) (رواه أبو داود والترمذي والنسائي، وصححه الألباني)، وذلك أن أهل مكة كانوا لا يقفون بعرفة، ويقولون: "لا نخرج مِن الحرم إلى الحل"، فكانت المخالفة لهم.

4- يوم التجلي الإلهي: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمُ الْمَلاَئِكَةَ فَيَقُولُ مَا أَرَادَ هَؤُلاَءِ؟) (رواه مسلم).

5- صومه يكفر سنتين: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (صَوْمُ يَوْمِ عَرَفَةَ يُكَفِّرُ سَنَتَيْنِ مَاضِيَةً وَمُسْتَقْبَلَةً) (رواه مسلم).

6- يوم الدعاء الأكبر: قال -صلى الله عليه وسلم-: (خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ) (رواه الترمذي، وحسنه الألباني).

7- يوم الذكر الأكثر: قال -صلى الله عليه وسلم-: (خَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (رواه الترمذي، وصححه الألباني).

أحوال الصالحين بعرفة:

كانت أحوال الصالحين في الموقف بعرفة تتنوع، فمنهم مَن كان يغلِّب عليه الخوف والحياء، ومنهم من كان يغلب عليه الطمع والرجاء.

- كان مطرف بن عبد الله -رحمه الله- يقول: "اللهم لا ترد أهل الموقف مِن أجلي".

- وقال بكر المزني -رحمه الله-: "ما أشرفه مِن موقف وأرجاه لأهله، لولا أني فيهم!".

- وذكر عن مالك -رحمه الله- أنه قال: "صحبتُ جعفر الصادق في حجه، فلما أراد أن يلبي تغير وجهه وارتعدت فرائصه، فقلتُ: ما لك يا ابن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ فقال: أردتُ أن ألبّيَ. فقلت: فما يوقفك؟ قال: أخاف أن أسمع غير الجواب!".

- وروي عن الفضيل أنه نظر إلى تسبيح الناس، وبكائهم عشية عرفة، فقال: "أرأيتم لو أن هؤلاء صاروا إلى رجل فسألوه دانقًا -سدس درهم- أكان يردهم؟ قالوا: لا. قال: "والله للمغفرة عند الله أهون مِن إجابة رجل لهم بدانق".

التذكير بآداب العيد، وفضل الأضحية:

- قال -تعالى-: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) (الكوثر:2).

- قال -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ ذَبَحَ قَبْلَ الصَّلاَةِ فَإِنَّمَا يَذْبَحُ لِنَفْسِهِ، وَمَنْ ذَبَحَ بَعْدَ الصَّلاَةِ فَقَدْ تَمَّ نُسُكُهُ، وَأَصَابَ سُنَّةَ المُسْلِمِينَ) (متفق عليه)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ ذَبَحَ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّي فَلْيَذْبَحْ أُخْرَى مَكَانَهَا، وَمَنْ لَمْ يَذْبَحْ فَلْيَذْبَحْ بِاسْمِ اللَّهِ) (متفق عليه).

- ويستحب تقسيم الأضحية ثلاثًا؛ لقوله -تعالى-: (فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ) (الحج:36)، ولقول ابن عباس -رضي الله عنهما- في صفة الأضحية: "ويطعم أهل بيته الثُلُث، ويطعم جيرانه الثُلُث، ويتصدق على السؤَّال بالثُلُث".

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com

الكلمات الدلالية

تصنيفات المادة