الجمعة، ٢٥ شوال ١٤٤٥ هـ ، ٠٣ مايو ٢٠٢٤
بحث متقدم

الدية في حادثة قتل أثناء مشاجرة

الدية في حادثة قتل أثناء مشاجرة
الأحد ٣١ يناير ٢٠١٠ - ١٤:٣٨ م
11

السؤال:

أثناء مشاجرة بين اثنين من بائعي الخضروات تم قتل أحدهما في المعركة، وأم القتيل تطلب دية من أم البائع الآخر مقدارها نصف مليون جنيه وإلا ستقتل ابنها، والأخرى غير قادرة على دفع هذا المبلغ الكبير، فهل يجوز طلب دية كبيرة جدًّا إلى هذا الحد؟ وما هو حد الدية؟ وهل يمكن أهل الخير أن يساعدوا هذه الأم ويجمعوا لها؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

لابد أن يُنظر أولاً في صفة القتل: هل هو قتل عمد أم خطأ؛ لأن القصاص لا يجب إلا في قتل العمد، وقتل العمد كأن يضربه بشيء يقتل غالبًا، كسكين يضربه به في قلبه أو طلق ناري أو نحو ذلك.

أما إذا ضربه بشيء لا يقتل غالبًا كالسوط والعصا فمات دون أن يقصد قتله فهذا قتل شبه العمد، وليس فيه قصاص، وإنما فيه دية مغلظة.

فإذا كانت مشاجرة لم تُستعمل فيها أدوات تقتل غالبًا، بل ضربه بعصا ونحوها ولم يقصد قتله، ثم حدث له بعد ذلك نوع من المضاعفات فمات؛ فهذا شبه عمد، ديته مغلظة: مائة من الإبل أربعون منها في بطونها أولادها، أي ما يقارب أربعمائة ألف جنيه مصري طالما كان المقتول مسلمًا.

ولكن هذا الأمر إنما يجب على العاقلة، ليس على أمِّ القاتل، والعاقلة هم أقارب القاتل من جهة أبيه لا من جهة أمه.

وليس لأم القتيل ولا لأوليائه أن يطالبوا بالقصاص في القتل الخطأ أو شبه العمد، وفى قتل العمد لا يجوز الاقتصاص إلا ممن قتل بالفعل، ثم بعد ذلك لابد من أن تُراعى القدرة والعجز والمصلحة والمفسدة في أمر مَن يتولى القصاص، والذي الأصل فيه أن الحاكم هو الذي يمكِّن لأولياء القتيل من القصاص.

وأما هل يمكن لأهل الخير أن يساعدوا هذه الأم ويجمعوا لها؛ فنعم يمكنهم ذلك، وهذا من الغرم المفظع الذي يبيح للعاقلة السؤال إن كانوا غير قادرين على الدية، ولو أمكن الاصطلاح على ما دون الدية فالصلح خير، والله أعلى وأعلم.

موقع أنا السلفي

www.anasalafy.com